وجهات نظر

باختصار : الضعفاء والأقوياء

زهير ماجد


كتب زهير ماجد مقالاً في صحيفة الوطن العمانية جاء فيه:

لاتفاهم مع الإرهاب والاحتلال إلا بالسلاح، أي سلاح، منذ أربع سنوات ونيف والجيش العربي السوري لم يتوقف عن المعارك، فيما توالدت أجيال فلسطينية أثمرت أفكارها مقاومات دائمة، مرة أسلحة منوعة، ومرة حجراً، وأخرى دهساً، والثالثة طعناً، والرابعة سيتفتق العقل الفلسطيني عن كل جديد في عالم التعبير المقاوم.

 

قالها الرئيس السوري بشار الأسد أن لاحل في سورية سوى الحل العسكري، الإرهاب لايناقش ولا يحاور ولا يقترب منه إلا بما هو قاتل له، إبادة لجسد الإرهابي، محو من على خارطة الحياة، ومن ثم اجتثاث لفكرة بثها في مجتمع متخلف فنجح في ايقاظ تراث تم شطبه من قيم الاسلام المعروفة والمتعارف عليها.

 

وأما "إسرائيل"، فكل عنادها سيكون يوماً مصدر كسب للفلسطينيين وللأمة، لاشك أنها تنطلق من واقع قوة، والقوي لايجلس على موائد الضعفاء بل يملي عليهم، لايشاركهم بشيء، بل يأمر كي يطاع، لكن القوة تتقهقر مع الوقت، والضعيف سيجد ضالته ذات يوم كونه يبحث عن قوة، وما تنبأ به الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من أن "إسرائيل" إلى زوال، فيمكن لنا أن نفكر بكيفية زوالها كل منا على طريقة تفكيره، لكن الأمر ليس صعباً ولا هو أحجية تحتاج لفكفكة عقدها .. وعندما نلجأ للشعر فثمة ما يطابق الكلام الذي نفند كقول أحد الشعراء الفلسطينيين المعروفين "علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وامشي ثم أقاوم".. المهم أن يظل الفلسطيني على دوره، على خط سيره، سكينه في جيبه، وغداً كلاشينكوفه يجب أن يعود إليه كما كان، وهنالك أفكار تم تنفيذها في الماضي، ألم يدخل فدائي إلى السينما في تل ابيب وبدأ برمي القنابل على المتفرجين، ألم تنفذ حماس عمليات استشهادية من هذا النوع، ألم يذهب سمير القنطار عبر البحر ليقتل أحد عقول الذرة الاسرائيلية.. وعندما كان هذا الفلسطيني هكذا اداؤه، جاءه المدد العالمي من كل الأرض، من اليابان ومن ألمانيا ومن أميركا اللاتينية، من ديار العرب، المهم هو السلاح، وذاك متوفر، ومن المؤسف أن تقول لنا بعض المعلومات أن فلسطينيين يحاربون في اليمن، وآخرين ضد الجيش العربي السوري، وهذا عكس الحقيقة وعكس مفهوم الفلسطنة التي هي مقاومة لـلإسرائيلي قط ، هو العدو التاريخي وليس غيره من عدو.

 

مباركة اليد التي تنطق بروح عنفوان الجيش العربي السوري، وتلك التي تضرب باسم فلسطين،المعنويات عالية هذه الأيام، ففي سورية نبض جديد يحرك تاريخاً ليس من السهل حصوله، وعلى امتداد الأرض الفلسطينية ثمة حراك كبير، ثمة حناجر بأيدي خلص لوطنهم السليب، وثمة من ينتفض كيلاً تتوقف مسيرة الفلسطيني ويقال إن قضيته باتت منسية، أي ماتت في لحظة فهم خاطيء لدورها الطبيعي والدائم.

 

لا أمل للضعفاء إذن، ولا حياة إلا اذا كانت عقيدة وجهاد وكان متراسها القوة الكامنة في النفوس والقوة الظاهرة على سطح الميدان .. والميادين اليوم كثيرة ومتشعبة، وكلها تحتاج لهذا العنصر الذي باسمه تحيا حياة وبدونه موت ولإبادة.

 

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=26988