وجهات نظر

القبضايات في زمن الصمت الإلكتروني.. رهبة السوخوي

نارام سرجون


كتب نارام سرجون مقالاً تحت عنوان "  القبضايات في زمن الصمت الإلكتروني.. رهبة السوخوي" جاء فيه:


يتناقل المطلعون على الحملة العسكرية الروسية السورية المشتركة بعض الأحاديث الهادئة حول القادم من التحركات واتجاه كل يوم من الحملة.. ولكن لفتني بعض الأحاديث التي تشير إلى اعتراض أجهزة الرصد السورية الروسية مكالمات متبادلة بين جهات استخبارية سعودية وبين جهات من جيش الإسلام،  ويبدو واضحاً فيها أن السعوديين يتوجهون بمجموعة من النصائح الصارمة للهياكل القيادية في جيش الإسلام بأخذ الحيطة والحذر من الشبكة الروسية السورية الالكترونية التي تحيط بجيش الإسلام وتبني قفصاً الكترونياً متيناً حول الغوطة..

 


وقد خصت التعليمات أن يتم تطبيق الصمت الالكتروني المطلق في الغوطة الشرقية، لأن الاستخبارات السعودية وحلفاءها في الشأن السوري (غالباً الموساد) تتوقع أن تكون هناك عملية إطباق الكتروني كامل بتقنيات روسية حديثة،  حيث سيمكن القيام بعملية صيد متوقعة لمجموعة قياديين وعلى رأسهم "زهران علوش" ضمن فخ الكتروني محكم عن طريق رصد اتصالاته أو اتصالات رجاله ومقربيه أو عائلته وقد يتم تداول معلومات خاصة بتحركاته ومقراته ولو كانت مشفرة.. ويبدو أن قصة الشيشاني جوهر دودايف هي التي تسبب هاجس الموساد والسعودية، كما كشفت إحدى المكالمات التي قالت إن روسيا اصطادت دودايف بشكل ماكر عبر تقنيات متفوقة في التنصت الالكتروني.

 


وربما يذكر عديدون كيف تمكنت الاستخبارات الروسية بتقنيات عالية جداً من رصد مكالمة قام بها جوهر دودايف لفترة قصيرة جداً، فيما كان هناك ماسمي بالقفص الالكتروني الذي بنته وحدات الإشارة الروسية وتمكنت أجهزة رصد فائقة الدقة من التقاط بصمته الصوتية بسرعة على طريقة الكومبيوتر الذي يبحث الملفات الكثيرة بسرعة ويطابق المعلومات.. وتمكنت إحدى الطائرات الكامنة في الأجواء الشيشانية من توجيه صاروخ مزود بميزة مغناطيسية نحو مكان تردد المكالمة على بعد يقال أنه تجاوز 60 كم.. مما تسبب في مقتل جوهر دودايف زعيم الشيشانيين على الفور وقد كان يتمشى في مكان مفتوح وليس في بيت أو سيارة.

 


 ومن الواضح،  أن السعودية لا تريد القضاء على ظاهرة "زهران علوش" لأنها أنفقت الكثير لتضخيم شخصية تافهة وصناعة صاحب نزعة وهابية الميول لقيادة متمردي الغوطة وورطته في عملية قصف دمشق التي لن تغتفر له وسيدفع ثمنها.. وسيكون القضاء على هذه الشخصية الوهابية ضربة معنوية قاسية لمشروع السعودية في الغوطة كما يفهم من النصائح السعودية.. ولذلك لا يستبعد خبراء استخبارات سوريون أن يتلقى علوش قريباً أوامر بالخروج نهائياً من الغوطة سراً إلى الأردن أو إلى أي دولة أخرى والتظاهر بإطلاق التعليمات من داخل الغوطة لأن الإفلات من الكمين الالكتروني سيكون أقرب إلى المستحيل حيث يمكن لطائرات الرصد وعربات الرصد الروسية الحديثة تحديد مكانه بهامش زمني لا يتجاوز خمس ثوان..

 


وهذا الاحتياط الشديد الذي قد يدفع "علوش" إلى المبيت في حفرة أو قبو عميق سيشل من قدرته على التواصل مع مجموعاته وأشقيائه في المعركة المقبلة في الغوطة ولذلك فمن المرجح أن يغادر هذا "الأزعر" الغوطة قريباً إلى غير رجعة ليعيش إلى جانب زوجاته الثلاث بعيداً عن الصمت.. وهذا يعني أنه سيترك رجاله وحيدين في المعركة القادمة إلى دوما والغوطة الشرقية التي ستمر عليها السوخوي والميغ لاستئصال جيش الإسلام من شروشه.

 


  نهاية هذا العميل لا تبدو بعيدة رغم أن قياديين عسكريين سوريين كانوا يريدون اعتقاله حياً لما يملكه من معلومات ثمينة وأسرار كثيرة حول ليلة الكيماوي التي استعمل فيها قذائف كيماوية واتهم فيها الجيش وفق خطة تركية سعودية غربية لتبرير تدخل الناتو.

 


 أعتقد أن الجولاني والبغدادي سيفضلان أيضاً الصمت الالكتروني،  فالآذان الروسية تملأ الفضاء حتى يمكن أن تكون السماء مثل أذن عملاقة تصيخ السمع لهمسات زعران الإسلام.. والحكمة التي لا تقدر بثمن هذه الأيام هي أنه إذا كان الكلام من فضة فإن الصمت ليس من ذهب بل.. منجاة من السوخوي.

 

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=26918