حوارات ولقاءات

الدكتور عزوز: العلاقات السورية الروسية غير معنية بسوق النخاسة الدولي


العلاقة السورية الروسية لم تكن أبداً علاقة مصالح، إنما هي علاقة من القلب إلى القلب وليست كما يصورها أو يروج  لها الحلف المعادي لسورية أنها تندرج ضمن سوق النخاسة الدولية..
الموقفان السوري والروسي متلازمان في  إدانة الارهاب كفعل قبيح لابد من مواجهته..
ما يجري في سورية استهداف لنهج ثابت من القضايا العربية ورثه الرئيس الاسد من القائد الخالد.
التحولات الغربية والاختراقات السورية مؤخراً في اجتماعات الجمعية العامة الامم المتحدة.. والموقف الصيني مما يجري..
الغارات الروسية على الارهاب في سورية.. لماذا تأخرت؟
 

مجموعة من المحاور تحدث عنها أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتورعبد القادر عزوز في حوار خاص لموقع "الاعلام تايم".

 

التركيز على الرئيس الاسد بسبب النهج الموروث من المؤسس الخالد.
قال الدكتور عبد القادر عزوز إنه "في الفترة الاخيرة تباينت التصريحات حول مستقبل السيد الرئيس بشار الاسد بين مؤيد لبقائه في السلطة وآخر يشترط تنحيه كبداية لحل سياسي في سورية.. الرد الاول كان في مؤتمر "جنيف الثاني" عندما وجه رئيس الوفد السوري المفاوض وزير الخارجية وليد المعلم خطابه لوزير خارجية أميركا جون كيري باعتباره رئيس جوقة المنادين بالحرية والعدالة في سورية "سيد كيري الشعب السوري هو من يحدد مصير من يحكمه".
وأشارعزوز الى أنه "في 2015 أعادها بوتين على مسامع أوباما وهولاند "الشعب السوري صاحب القرار"، ثم كررها المعلم في خطابه أمام الجمعية العامة لأمم المتحدة.. وأضاف "المطالب بتغير الرئيس من خارج كيان دولة يتعارض مع منطق الامم المتحضرة، ويتنافى مع مبادئ الامم المتحدة، مشيراً الى أنه "عدوان واحتلال" ..
وأوضح الاستاذ في العلاقات الدولية أن "آليات تغيير الحكم عبر منطق العنف أصبح صفحة من الماضي، فالمسألة لا تتم الا وفق أساليب التحول الدستوري عبر وجود مؤسسات تضمن الانتقال الهادئ والسليم في عمليات تداول السلطة"...
وأضاف عزوز أن "المسألة ليست شخص الرئيس الاسد وإنما النهج الثابت من القضايا العربية المركزية، الذي ورثه من القائد الخالد حافظ الاسد، أما الصدمة التي تعرض لها الحلف المعادي هو ما حصل في انتخابات تموز 2014 عندما صوّت السوريون لذلك النهج الذي استطاع الحفاظ على مبادئ الحق العربي وثوابته، شعب لم يجبره أحد على حجم مشاركته في التصويت، أذهل الغرب الذي دعم وساند الارهاب".

الاختراق والغرام الاوروبي تجاه دمشق
وعن المواقف الاوربية، أشار عزوز الى أنه لابد من التوضيح أولا لمواقف أوروبا منذ بداية الحرب على سورية، مواقف متعددة تجاه سورية وليست كلها على نفس السوية.. منها سار مع المحور "حلف أطلسي" وتورط، فمن عمليات استخبارية تدعم وتسهّل وتعد وتدرّب لمشروع إخضاع سورية، وعند الفشل لجؤوا الى مشروع استنزافها استراتيجيا، مضيفاً  أن الغرب استخدم أدواته الخبيثة لتوصيف ما يجري في سورية على أنه صراع بين الخير والشر، مستفيداً من الآله الاعلامية الغربية في خوض حرب نفسية أدت الى إرهاق معنوي من خلال الاتساع والحدة وسرعة الانتشار، بالاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة، بهذا استطاع هذا المحور أن يجذب دول أخرى لتكون جزءاً من هذا التآمر وهي ليست مدركة تماماً لحقيقية ما يجري الا عبر مواقع التواصل وما يسمى "المرصد السوري لحقوق الانسان".

أما عن الاختراق، جاءت الحالة الاولى منه عبر ما شهدته سورية من إنجازات بداية من دستور جديد وقوانين (إدراة محلية- انتخابات- إعلام) وإجراءات  متعلقة بقانون الطوارئ والمادة الثامنة ومحكمة أمن الدولة.. وبرأي عزوز "هذا لم يكن كافياً لنشهد التحول الى أن جاءت معركة القصير لتكشف طبيعة وماهية "مقاتلي الحرية".
فيما كان لانتخابات الرئيس الاسد الدور الأكبر حيث بدأت أصوات المجتمع المدني الغربي وأخرى في مراكز صنع القرار في حكومات غربية أخرى هي ليست جزء من العدوان على سورية تتعالى، مشيرة أن ما يجري في سورية ،حالة من التضليل والتهويل الاعلامي..كل ذلك كان ضرورة لاستطلاع ما يجري ومراجعات للاخطاء الدبلوماسية التي حصلت بحق دمشق.

وأضاف عزوز أن "الحكومات المنخرطة بالعدوان اعترفت بانتشار التنظيمات الارهابية ولم تعد تسطيع التضليل أمام شعوبها فاستصدرت قرارات لمحاربة الارهاب، وكان هذا انتصار دبلوماسي لسورية" .

عوامل عديدة اجتمعت، وفق الدكتور عزوز، لتشكّل ما سمى "الغرام الاوروبي" تجاه سورية، فبدأت الوفود الغربية والاميركية وحتى العربية بالحج الى دمشق وتطلب بلهفة اللقاء مع الرئيس الاسد، فيما بدأ نوع من الحوار لم يظّهر سياسياً أو إعلامياً، تلك المعطيات تصلح لأن تكون عناوين لبداية فصل ختامي من التآمر والعدوان على سورية
.

 

تحالف الضرورة
وفيما يتعلق بمجموعة الاتصال حول سورية التي سربت وسائل الاعلام بأنها ستجتمع في جنيف، قال عزوز إن "خطة دي مستورا والبيان الصادر عن مجلس الأمن في 17 آب الماضي، حدد مجموعة آليات تتعلق بإنشاء فرق "عمل مشاورات" ليست ملزمة، آلياتها التوافق وأيضا مجموعة عمل دولية كنوع من عادة ماجرى في اجتماع 3/حزيران 2012 في جنيف للخروج بحل سلمي للازمة السورية عندما تشكلت مجموعة عمل من أجل سورية تضم فرقاء جزء منهم داعم للارهاب وآخر محارب للارهاب، وبحسب عزوز هذه المجموعة التي تضم (إيران وروسيا والسعودية ومصر وتركيا) أشبه بـ"تحالف الضرورة" أو يسمى "العملية المؤقتة"
وعن الدور الصيني الداعم للموقف الروسي أوضح عزوز أن بكين تدعم ضرورة حفظ السلم والامن الدولي وهي معنية في عملية استقرار المنطقة ومحاربة الارهاب، ومن هنا جاء دعمها للشرعية في سورية.
الا أنه وبحسب الدكتور عزوز فإن الصين تغلّب لغة الاقتصاد على السياسة، وهذا جزء من الاهداف السياسية الخارجية للصين وهي بحكم ظروفها تبحث عن فضاءات أو شراكات اقتصادية، والدليل جاء خطاب الرئيس الصيني في الجمعية العامة بلغة اقتصادية.
وتوقع عزوز أن تشارك الصين في العملية العسكرية الروسية في الاراضي السورية، للقضاء على التنظيمات الارهابية
.

أممياً..تحالف 4+2 إلزامياً

وعن غرفة عمليات بغداد وتحالف2+4 (سورية، روسيا ، ايران، العراق+حزب الله والحشد الشعبي العراقي)، قال عزوز إن "جهود مكافحة الارهاب بحاجة الى غرفة عمليات تبادلية، وهذا وفق نص القرار الاممي 1373 حيث يلزم الدول بترتيب اتفاقات ثنائية أو متعددة الاطراف، فيما يتعلق بإنشاء مراكز تبادل معلوماتي واستخباراتي في عدم  توفير ملاذات آمنة للارهابين وقطع سبل الامداد والتمويل، هذه المسألة القانونية تأتي عملية ترجمتها من خلال الارادة الحقيقة والصادقة لتنفيذ القرارات ذات الصلة 2170_2178_2199 في إطار مكافحة الارهاب المعولم والمتعدد الجنسيات، الذي لايمكن  مكافحته من دولة واحدة، إذ لابد من تضافر الجهود خاصة الدول الاقليمية التي هي معنية كدول جوار جغرافي وكبعد تاريخي وحضاري مشترك أن تكون بمأمن من الارهاب، وهذه الغرفة تأتي في هذا السياق".

 

هل تأخرت الغارات الروسية؟
وعن الغارات الروسية قال عزوز: "هي غارات شرعية لا تنتهك سيادة وتستهدف الارهاب وتدعم تقدم الجيش العربي السوري"، أما ما يثارعن التواجد الايراني أَضاف عزوز إن "العنصر البشري الموجود على الارض السورية هو الجيش والمقاومة اللبنانية فيما يقتصر الوجود الايراني على الخبراء والمستشارين العسكرين، ومستقبلاً ممكن نشهد قوات برية إيرانية وهذا لا يتعارض مع القانون الدولي، حسب الاتفاقية الدولية لقمع الارهاب والقرارات 1269_ 1999 _ 1373 التي تلزم تبادل معلومات ودعم عسكري.

وأكد عزوز أن العملية العسكرية الروسية لم تتأخر، في البداية لم يكن هناك غطاء دولي ولكن بعد الانتصار والانجاز الضخم في معركة الديبلوماسية واستصدار قرارات دولية أقر المجتمع الدولي فيها بوجود تنظيمات إرهابية أشار من خلالها الى احترام سيادة سورية ومساعدتها في القضاء على الارهاب ووقف التمويل والهجرة، من هنا من يقدم المساعدة فهو مغطى شرعياً بمنطق القانوني الدولي.. والتواجد الروسي شرعي لأنة جاء بطلب المساعدة من الدولة السورية وهو لم ينتهك السيادة السورية كما "التحالف الدولي"ضد "داعش"
.

حوار_ طارق ابراهيم_مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=26837