نافذة على الصحافة

أسرة آل سعود...صراع و تفكك


كتب لقمان عبد الله في صحيفة الأخبار اللبنانية مقالاً سلط الضوء فيه على الخلاف داخل أسرة آل سعود في عدوانها على اليمن، الذي أجمع القادة والخبراء أنه عصي على الغزاة، وأنه مهما طال أمد العدوان السعودي والخليجي ومهما أمعن في القتل والتدمير والحصار، فإن قدرة التحمل والصمود الشعبي اليمني قادرة على إطاحة العدوان من خلال اعتمادها على سياسة الصبر الاستراتيجي، في موازاة العمل الميداني للجيش واللجان الشعبية.


وكما كان متوقعاً، فإن احتلال أجزاء واسعة من مناطق الجنوب لم توفر للعدوان المدد البشري ولا الاستثمار السياسي، بل مع مرور الوقت أصبحت دول الخليج المشاركة في العدوان تتحمل مسؤوليات وأعباء تفوق نسبة الاستفادة السياسية من احتلالها للجنوب اليمني، ولم يدم الوقت طويلاً حتى اكتشف الخليجيون أنهم غير قادرين على تحمل فاتورة بقائهم في هذه المناطق.
استمرار العدوان من دون تحقيق إنجازات قابلة للاستثمار والإفادة السياسية، أظهر ما كان خافياً في صراع الأجنحة داخل الأسرة الحاكمة "آل سعود"، فالمادة الرئيسة في هذا الصراع، هو العدوان على اليمن، بنتائجه وتداعياته، سوف يرجح كفة طرف على آخر.


الطرف الذي يقود العدوان هو ولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان،و المعطيات تؤكد امتلاكه ختم الملك سلمان، بسبب تحكمه في والده ومن ثم في الديوان الملكي، ويوصف ولي ولي العهد من قبل عارفيه بالمتهور والمراهق، وأن المناصحة أو إبداء رأي مخالف لرأيه يؤدي بصاحبه إلى إطاحته أو الانتقام منه.


المهم في الأمر أن محمد بن سلمان يخوض العدوان على اليمن وليس أمامه خيار سوى الانتصار الحاسم، لأن أساس التغييرات التي حصلت أخيراً داخل العائلة المالكة (وانتشلته من مكانه المغمور إلى الصدارة)، والتي أدت إلى إطاحة عدد من الأمراء الذين لهم الحق حسب "العرف السائد" في العائلة في الاستمرار بتبوء المناصب العليا، وعلى رأسهم ولي العهد "المقال" مقرن بن عبد العزيز، الأساس في هذه التغييرات قائم على تقديم محمد بن سلمان على أنه نقل المملكة من التراخي والتراجع إلى مايسمى عاصفة الحزم وإعادة الأمل بتأديب اليمن وإعادته إلى الوصاية السعودية، وأن الانتصار في هذا العدوان يعيد إلى السعودية لعب دور إقليمي وإسلامي أكبر من الدور الحالي.
أما الطرف الآخر في صراع الأجنحة، يقوده ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف والعدد الأكبر من الأمراء والمسؤولين السياسيين والعسكريين والاقتصاديين.
هذا الجناح يعتقد أن العدوان على اليمن عبثي ولا طائل منه، وكان بالإمكان حل الخلاف أو معالجة الواقع المستجد في صنعاء بالطرق السلمية والسياسية.


لذا فالعائلة الحاكمة في السعودية لم تعد متماسكة، ثم إن الوضع المالي للمملكة لم يعد يسمح لها بدفع فاتورة الآلة العسكرية الباهظة الثمن والانعكاسات الاقتصادية على سائر المجالات، وكذلك الاستمرار في شراء صمت الدول المؤثرة في العالم، خصوصاً أن انخفاض أسعار النفط إلى أكثر من النصف عن الأعوام الماضية سيؤدي إلى خفض الموازنة العامة للبلاد والاضطرار إلى السير بموازنة متقشفة، حسب تعبير وزير المالية، معلناً أنه سيتم تخفيض بعض بنود الإنفاق العام غير الضرورية خلال العام الحالي.


صراع الأجنحة في الأسرة المالكة دخل في صلب العدوان على اليمن، وسواء توقف العدوان بالإنجازات العسكرية أو في إطار حل سياسي، فإن هناك تحولات جذرية لن تكون العائلة الحاكمة بعيدة عنها.

 

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=26685