وجهات نظر

سورية .. ودموع التماسيح


كتب هاني العسل في صحيفة الأهرام المصرية مقالاً تحت عنوان "سورية و دموع التماسيح" جاء فيه:


صدقت التوقعات، ونجح الوجود العسكري الروسي في سورية  فضح كل شيء....
فالذين يتباكون على سورية هذه الأيام، هم أنفسهم الذين لم يذرفوا دمعة واحدة عليها وهم يشاهدونها تتفكك وتتجزأ وتتعرض للدمار والخراب والإرهاب على مدى سنوات على يد داعش والقاعدة ومسلحي المعارضة تحت مسمى ثورات الهباب العربي.


الذين يحذرون من حرب أهلية فى سورية الآن، يعتقدون أنهم يخاطبون بلهاء، وكأن سورية كانت تشهد خلال السنوات الماضية فيلماً رومانسياً حالماً مثلاً، أو ربما برنامج "الكاميرا الخفية".
الذين أفزعتهم الغارات الروسية منذ يومها الأول، ويصرخون لأن الضربات الروسية ساوت بين داعش والمعارضين المدربين في الـ"سى.آي.إيه"، هم أنفسهم الذين أعلنوا قبل سنوات الحرب على الإرهاب، وشنوا تحت هذا الشعار أكثر من 4 آلاف غارة "تمثيل في تمثيل" زادت من قوة داعش ولم تضعفها.


الذين "يولولون" الآن على سقوط قتلى مدنيين وأطفال فى غارات بوتين، هم أنفسهم الذين يتحدثون عن سقوط مدنيين من الحوثيين "يا حرام" في غارات التحالف العربى باليمن، وهم أنفسهم الذين ذرفوا الدمع من قبل على إخلاء الشريط الحدودى بين مصر وغزة، وهم أيضاً الذين ارتكبوا جريمة تصنيف الإرهابيين والفوضويين فى مصر وغيرها ضمن فئة "الجماعات السياسية المعارضة"، وتعاملوا مع بعض "الصيع" و"الأرزقية" على أنهم "ليبراليون" و"نشطاء"!


الذين يبكون على سورية الآن، وعلى قمع السيد الرئيس بشار الأسد للحريات وحقوق الإنسان هم أنفسهم الذين خلقوا "إسرائيل"، وصنعوا جوانتنامو، وأعدموا صدام، وسجنوا أوجلان، ومولوا إرهابيين وآووهم، وصدوا لاجئين وأهانوهم، واعتدوا على مقرات إعلامية، وتجسسوا على الدنيا كلها، وفشلوا فى حماية صحفيين على أراضيهم.


نفس الجهات والدول والسيناريو: أمريكا وتركيا وحلفاؤهما، "الجزيرة" و"المرصد"وأمثالهما، "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" وباقي عصابة المنظمات إياها، "واشنطن بوست"و"نيويورك تايمز" و"الجارديان" و"وكالة أنباء الأناضول"  والقائمة طويلة.


من بدأ البكاء على سورية الآن .. لا تصدقوه!

السفير- مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=26681