وجهات نظر

ماذا إذا قررت إيران الرد على فاجعة"منى" ؟

ساهرة صالح


إذا قررت إيران الردّ على فاجعة "مِنى" فإن أوضاع المسؤولين السعوديين لن تكون جيدة وسيكون ردّاً قاسياً وصعباً.
هذا ما صرح به مؤخراً المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الإمام الخامنئي.
فبعد حادثة "تدافع الحجاج" التي راح ضحيتّها المئات عند "مِشعر منى" في السعودية، وكان منهم عدداً كبيراً من الحجاج الإيرانيين بين قتيل ومفقود.. تدهورت الأوضاع بين البلدين الجارين غير الصديقين.
والذي زاد الطين بلة هو فقدان الاتصال بعدد من المسؤولين الإيرانيين ومنهم، مسؤول قسم الدراسات الإستراتيجية في الحرس الثوري الإيراني، الدكتور على أصغر فولادغر، وضبّاط آخرين في الحرس الثوري أيضاً، مثل حسن دانش وفؤاد مشغلي وعمار ميرأنصاري وحسن حسني، وهم ضمن بعثة الحج الإيرانية التابعة لمكتب المرشد، وأيضاً المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أحمد فهيم، والسفير الإيراني السابق في بيروت غضنفر ركن أبادي، الذي يعدّ أبرز شخصية مُطلعة على أسرار التسليح الإيراني لحزب الله اللبناني، وأسرار صناعة الصواريخ الإيرانية.
الأمر الذي أثار الشبهات حول طبيعة الحادث بشكل كامل، والدور الإسرائيلي فيه، حيث تُشير بعض التقارير "غير المؤكدة بعد" إلى تعاون استخباراتي سعودي "اسرائيلي" وثيق لتدبير هذا الحادث بهدف اختطاف عدد من الشخصيات الإيرانية الهامة، والتي كانت على اطلاع بالملفات الساخنة لمنطقة الشرق الأوسط.

السلطات السعودية دافعت عن نفسها ضد الاتهامات التي وجهت إليها، وعزت سبب الكارثة في بيان لوزارة الصحة إلى "عدم التزام الحجاج بالتعليمات الرسمية"، متعهدة بسرعة استكمال التحقيق في الحادث.
وسارع الملك سلمان إلى توجيه السلطات المعنية "لمراجعة خطة العمليات ورفع مستوى التنظيم والإدارة لضمان أن يؤدي ضيوف الرحمن مناسك الحج في راحة ويسر"، بحسب الخارجية السعودية.
وما بقي عالقاً دون تفسير، هو كيف يتم اختفاء هذا العدد من الرجال في ظلّ التواجد الأمني الكثيف للسلطات السعودية، خصوصاً أن الأخيرة عمدت قبل بدء موسم الحج إلى استعراض قدراتها على ضبط الأمن وتحقيق الأمان للحجاج وتوفيرإجراءات السلامة المناسبة لهم، والتي من ضمنها توزيع بطاقات تعريفية بالحجاج، مطبوع عليها اسم الحاج وعمره وجنسيته ومعلومات أخرى تمكن من التعرف عليهم في حال وقوع أي حادث.

يبدو جلياً أن تطورات الحادث لن تكون في مصلحة "آل سعود"، خصوصاً إذا صحّت التقارير عن تعاونهم مع "إسرائيل" في افتعال الحادث لاختطاف المسؤولين الإيرانين، الذين وردت مؤخراً معلومات تفيد بوفاة بعضهم مثل السفير السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي.
وفي ظلّ المتغيرات السريعة التي تجري بالمنطقة، سواء على صعيد الحرب على اليمن أو فيما يخصّ الدعم السعودي للجماعات المسلحة في سورية، وانفراط العِقد الإستراتيجي والسياسي الداعم لهذا التوجه، خصوصاً بعد إعلان روسيا عزمها التدخل عسكرياً لمحاربة الإرهاب، كان لابد لحكام منطقة الحجاز من إعادة حساباتهم قبل البدء بفتح ملف جديد قد يكون إغلاقه أكثر تعقيداً مما خطط له.

ساهرة صالح_"بتوقيت دمشق"

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=26676