نافذة على الصحافة

اجتماع مجموعة التواصل حول سورية تحضيراً لانعقاد مؤتمر جنيف 3


أفادت صحيفة البناء اللبنانية أن الاجتماع الذي سيعقد في جنيف الأسبوع الأول من الشهر المقبل بشراكة روسية أميركية إيرانية مصرية تركية سعودية، تحت عنوان مجموعة التواصل حول سورية تحضيراً لانعقاد مؤتمر جنيف الثالث الذي سيضمّ كافة مكونات المعارضة السورية وممثلي الحكومة، يكون ما سعى إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحقق، فانتقلت مناقشة الخلافات حول الإطار السياسي للحلّ في سورية إلى طاولة تضمّ الدول الإقليمية المعنية بالحرب في سورية والحرب على الإرهاب، بما فيها من لا يزال يقدّم التسهيلات والدعم للتنظيمات المتفرّعة من رحم "القاعدة" ويضع حربه على سورية في أولوياته.

وأضافت الصحيفة أن "من يريد حلفاً حقيقياً لمواجهة الإرهاب ويدرك أنّ بوابته تمرّ من التوافق على التعاون مع الدولة السورية، وفتح باب المصالحة الوطنية بين الأطراف السورية المتخاصمة والمستعدّة للتعاون في الحرب على الإرهاب، وضمان الالتزام بوقف التسليح والتمويل للمجموعات الإرهابية المسلحة، وإقفال الحدود أمامها".

وبحسب الصحيفة فإن حسابات الرئيس بوتين تنطلق من أنّ خطر الإرهاب سيسيطر على كلّ بحث جدّي في الأزمة السورية، وأنّ واشنطن لن تتجرّأ على المضيّ قدماً إلى حيث يدعوها ما لم يقدّم لها بشراكة إيرانية، مساعدة تهون على حلفائها شروط التأقلم مع سورية عنوانها الرئيس بشار الأسد وجيشه في هذه الحرب، وأنّ التوافق مع واشنطن كاف عندما يتمّ تحت عناوين عريضة، من نوع التنسيق العسكري، الذي يجعل التموضع الروسي في سورية أمراً واقعاً غير مطروح للنقاش والتداول باعتباره أشدّ شرعية من التدخل العسكري الأميركي في سورية تحت عنوان الحرب على الإرهاب دون تفويض أممي، ودون موافقة الدولة المعنية وهي سورية.

و تضيف الصحيفة بحديثها عن حسم أمر شرعية الوجود العسكري الروسي في سورية ومعه حسم أمر شرعية الدعم التسليحي للجيش العربي السوري، حدّد الرئيس بوتين جوابه سلفاً على هذا العنوان، فتفاصيل ومفردات الشأن السوري هي للسوريين من بنود دستورية وحسم مكونات المؤسسات السيادية الرئاسية وسواها، إما بتوافق مكوناتهم عبر الحوار أو بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع، التي يصير على المشاركين من غير السوريين، مساعدتهم لبلوغها بأعلى درجات الاطمئنان لعملية انتخابية متكافئة.

وبينما يستعدّ ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية ودانييل روبنشتاين نائب وزير الخارجية الأميركية، وحسين أمير عبد اللهيان معاون وزير خارجية إيران، للتعرّف على شركائهم في لجنة التواصل حول سورية ممثلي مصر وتركيا والسعودية، قال الرئيس بوتين إنه سينجح في التغلب على نقاط الخلاف مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، لكن لا أوباما ولا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مواطنين سوريين ليكون لهما حق تقرير من يحق له أن يكون رئيس سورية، فرئيس سورية يقرّره السوريون وحدهم.

مع هذه الحصيلة المجزية التي يخرج بها الرئيس بوتين يستعدّ للتوجه إلى مينسك لقمة النورماندي التي ستضمّه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعدما أنجز وزير خارجية سويسرا ديديي بوركهالتر التحضيرات اللازمة لإنجاز التفاهم النهائي حول الأزمة الأوكرانية في هذه القمة، تمهيداً لانتقال مساعية إلى الملف السوري الذي يتولى السويسري نيكولا ميشال مهام رئاسة لجنة التواصل السياسية بين الحكومة والمعارضة، في الفريق الأممي الذي يرأسه ستيفان دي ميستورا تحت عنوان الحلّ السياسي في سورية والتحضير لجنيف الثالث.

و تضيف الصحيفة "لبنان الذي لا يضبط ساعته على إيقاع المناخات المتجهة نحو التصعيد أو التهدئة، بعدما تحوّل إلى صندوق بريد إقليمي دولي، يبدو أنه بانتظار ربع ساعة ساخن قبيل تبلور الصورة النهائية لمساعي الحلحلة التي كانت عرفت تقدّماً حثيثاً في ملف ترقيات عدد من عمداء الجيش اللبناني تمهيداً لإرساء مناخ من الهدوء والإيجابية في ساحتي الحكومة وطاولة الحوار، بعدما تبدّل موقف تيار المستقبل مرة أخرى، من تسهيل التفاهمات إلى تمرير الاستفزازات، كما وصلت رسالة مقايضة ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء بتعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، للعماد ميشال عون، فخرج يعلن معادلته لا قيادة جديدة لقوى الأمن الداخلي بدون قيادة جديدة للجيش.

وتقول الصحيفة أن رسالة سعودية عبر لبنان احتجاجاً على مناخات التفاهمات التي برزت حول الانفتاح على الرئيس السوري عالمياً وإقليمياً، عبر التلويح بتسخين لبناني لا يتحمّله العالم في هذا التوقيت، أم هي مجرّد حسابات محلية تريد مساومة أسعار مع العماد عون، لصفقة لا تصل إلى النهاية إلا مع بلوغ اللحظة الأخيرة قبيل خروج العميد شامل روكز من الخدمة العسكرية، أملاً بوضع العماد عون في مواجهة إفشال طاولة الحوار والتصعيد في مسرح آخر هو علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري، والرهان على توازنات جديدة ينتجها هذا التموضع والتشقّق، وهو ما بدأت مؤشراته مع الإشارات التي أطلقها عون في مؤتمره الصحافي أمس وحملت بوادر عودة للتوتر في العلاقة مع الرئيس بري وفريقه من بوابة وزارة المالية هذه المرة.

مركز الإعلام الإلكتروني 

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=26569