تحقيقات وتقارير

الاعلام الجديد في مواجهة الثورة الالكترونية المزيفة


بعد ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، التي شهدها العالم منذ أواخر القرن العشرين وحتى يومنا هذا، حقق الإعلام أبعاداً هامة في حياة الشعوب، فهو لم يعد ناقلاً للحدث فقط، بل أصبح يصنع الحدث وفق سياسة مالكيه، فمصطلح "القرية العالمية" التي أراد منه خبير الاتصال"مارشال ماكلوهين" 1968 أن يقول أن العالم تحول إلى مجتمع صغير ومتعارف تسوده الألفة، لم يعد يصلح في ظل تطور وسائل الاتصال.

 

فالآلة الإعلامية الصهيونية التي تمتلك أغلب وسائل الإعلام الأكثر تأثيراً في العالم، لجأت هذه المرة عبر استراتيجيات جديدة إلى إشاعة فوضى عصفت بالمجتمعات العربية، وخاصة في سورية، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت إدارات تلك المواقع تحت إشرافها.

 

التزوير والتشويه للوقائع كانت ميزة ما سمي "الإعلام الجديد" الذي تصدرته مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك_تويتر_يوتيوب)، وهو الأقوى من خلال سرعة انتشار الخبر والتأثير على الفئة  العمرية  الأخطر في المجتمع، حيث تم تحطيم الحاجز اللغوي واستطاع بفبركته وتزويره واعتماده  أساليب الحنكة والامتاع والتشويق، تطبيق ما أراده مؤسسو الصهيونية في مؤتمرهم الثاني 1898 ، عندما قال مساعد مؤسس الصهيونية ماكس نوادرو "لابد من السيطرة على الإعلام لإثارة القلاقل بين الحكومات والشعوب".

نتيجة لذلك كله، كان لابد للإعلام الوطني أن يمتص الصدمة ويخترق الحواجز وينطلق إلى قلب الحدث ويصور الواقع كما هو لا كما أراده صناع "الثورة المزيفة".

وبمبادرة من وزير الإعلام السيد عمران الزعبي، تم منذ بداية 2013 إحداث مركز خاص للإعلام الإلكتروني في وزراة الإعلام، مهمته تأمين التواجد الرقمي الوطني الفعال والمؤثر على شبكة الانترنت، وذلك من خلال إطلاق مواقع الكترونية تقوم بعمليات الرصد والمتابعة للمواقع المحلية العربية والدولية، وإعداد دراسات وتقارير صحفية عن مضامينها، إضافة إلى القيام بإعداد كافة الردود والتعليقات المناسبة التي تضمن التعبير والدفاع والترويج لوجهة النظر الوطنية في مختلف القضايا.

 

وفي تصريح سابق قال الوزير الزعبي: "الإعلام الالكتروني بات يشغل جزءاً كبيرًا من عمل وزارة الإعلام"، موضحاً أننا "نحن حديثو العهد بالإعلام الالكتروني لكن تطويره الآن يحتاج إلى إرادات وتقنيات وكوادر ومتابعة ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال"، لافتاً أن “الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي شكلت تحولاً بالاهتمامات على حساب الكتاب والصحيفة المطبوعة والتلفزيون لكنه في الوقت نفسه يشكل إضافة جديدة بالنسبة للمجتمع السوري إلى جانب باقي أدواتنا الإعلامية".

 

إنجاز كبيرحققته مواقع وصفحات جعلت همها ملاحقة وكشف تزوير مواقع الإعلام المعادي والسعي لإيصال الصورة الواقعية والحقيقة التي تجري على الأراضي السورية، رغم الإمكانات المتواضعة مقارنة بوسائل التضليل الإعلامي التي رُصد لها مليارات الدولارات وأحدث التقنيات.

الدكتورأحمد شعراوي، أستاذ الاعلام الالكتروني في كلية الاعلام بجامعة دمشق، وحول واقع "الإعلام الجديد"، قال في حديث لموقع "الاعلام تايم": "إن الإعلام الإلكتروني شكّل منافساً قوياً لوسائل الاعلام المرئي والمسموع والمطبوع، حيث جعل الصحافة بكل أنواعها وسائل إعلامية تقليدية، سينتهي دورها خلال السنوات القادمة"، مستشهداً بما قالته مايكروسوفت (شركة دوليّة تعمل في مجال تقنيات الحاسوب): "إن الصحافة المطبوعة ستختفي من العالم المتطور 2017 ، لما يتمتع به الإعلام الحديث من مميزات، أهمها الآنية والسرعة في نقل الحدث".

 

وعن مركز الاعلام الالكتروني المحدث في وزارة الاعلام والمواقع الاخبارية التابعة له، قال الشعراوي "من المهم جداً توظيف الإعلام عبر الانترنت في المعركة التي تخوضها سورية، لأن الطرف الآخر يستثمر هذه الوسيلة، بكل ما تتمتع به من قدرة على التأثير في الرأي العام"، مؤكداً أنه "لابد من وجود إعلام إلكتروني متطور وصادق يقدم الحقائق والمعلومات للناس، ويواجه الإعلام التحريضي والمضلل الذي استهدف سورية".

 

ماكينة الإعلام المعادي من حيث إدارتها للغرف المظلمة وما يسمى "تنسيقيات المعارضة" في سورية، بالمناورة والمراوغة والابتزاز والتهديد والاستعطاف والإثارة والتزوير والتشنيع بالخصم، سعت لتحقيق مفهموم "صهيو أميركي" هو الفوضى الخلاقة التي تعتبر أحد أهم مايحقق أمن الصهيونية العالمية، فهل سينجح إعلامنا الجديد في إفشال ما تسعى له الصهيونية وأدواتها من تنفيذ مخططات تدميرية في سورية.

 

سيدرا علي_مركز الاعلام الالكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=26516