كتب د. أمين حطيط في صحيفة "البناء" مقالاً بعنوان " لماذا التشويش الغربي على الموقف الروسي في سورية؟ " جاء فيه: تكاد تختلط الأمور وتثور الشبهة لدى من يتابع المواقف الغربية أو لنقل أكثر دقة مواقف مكونات العدوان على سورية، من الموقف الروسي المجاهر به مؤخراً بصدد سورية، حيث نجد من ناحية صخباً وصراخاً رافضاً لهذا التدخل من جهة، ومن جهة أخرى نقف على ما يطلقه البعض من أقاويل يكاد الواحد معها يظن أنّ روسيا تعمل بتنسيق لا بل بإملاء من الفريق الآخر وتضبط حركتها بما يوافق مصالحه وخدمة له، فأين الحقيقة بين الأمرين. نبدأ بالموقف الروسي، وفيه كما بات معلوماً ومجاهراً به، ومنفذاً تحت سمع أجهزة المراقبة والاستطلاع الأميركية، فيه أن روسيا قررت تفعيل دعمها العسكري لسورية عملاً بالعقود التي تربط الحكومتين منذ سنوات، يضاف إليها قرار برفع مستوى الدعم العسكري إلى حد إرسال قوى عسكرية قتالية جوية وبرية، فضلاً عن الأسطول الروسي في المتوسط وقاعدته في طرطوس، لتكون كلها في خدمة القرار الروسي بالحرب على الإرهاب والمنظمات الإرهابية المنتشرة في سورية من دون تمييز بين إرهابي معتدل أو إرهابي متطرف تمييز على الطريقة الأميركية المضللة. أما الموقف الغربي ففيه أولاً لوم لروسيا بما يشبه الرفض التام لقرارها لأنه بفهمهم ومنطقهم المعادي للمنطق أصلاً، يعقد المسألة السورية ويؤخر حلها ويزيد من القتل والدمار في سورية. ثم كان قلق من الموقف الروسي أيضاً لأنه سيمكن المقاومة التي يقودها حزب الله من الوصول إلى سلاح يمكن استعماله ضد "إسرائيل"، وبعدها كان التشكيك بقدرة روسيا على محاربة الإرهاب من دون التنسيق مع أميركا كما عرضت الأخيرة يوماً على روسيا التي رفضت متمسكة بالشرعية بالدولية الحقيقية التي مؤدّاها ألا يكون تدخل عسكري في بلد مستقل إلا من أحد بابين إما قرار من الأمم المتحدة تحت الفصل السابع أو بناء لطلب من الدولة ذاتها وفقاً للقانون الدولي.
وبعد هذه المواقف الغربية السلبية من المساعدة العسكرية الروسية العلنية لسورية هبت موجة معاكسة أثارها الإعلام حتى وبعض الساسة المنتمين لمكونات العدوان على سورية من قبيل القول أن روسيا ستكون جزءاً من غرفة عمليات غربية مشتركة تعمل ضدّ داعش حصراً، من دون التطلع إلى قتال المنظمات الأخرى كونها تصنف ضمن المعارضة المسلحة المعتدلة التي سيكون لها دور مؤكد في الحلّ المقبل للأزمة السورية، ثم كان ما رشح من مواقف إسرائيلية بعد زيارة نتنياهو إلى موسكو، حيث زعمت إسرائيل بأنه حصل اتفاق بين روسيا وإسرائيل للتنسيق العسكري بين قوى البلدين في الأجواء السورية، بما لا يمسّ حرية حركة إسرائيل في تلك الأجواء، ثم كان الادّعاء الإسرائيلي بأنّ روسيا تعهّدت لإسرائيل بمنع أي عمل في الجبهة الشمالية انطلاقاً من الجولان، وأنّ وجودها في سورية هو لقتال الإرهاب وليس لتشجيعه إلى أن وصلت إلى حدّ الادّعاء بأنّ روسيا ستخرج حزب الله من سورية بمجرد حلول قواتها هناك باعتبار أنّ روسيا لن تعمل مع منظمة إرهابية في ميدان واحد وفي شكل متكامل بزعمهم. - قيام جبهة دولية إقليمية فاعلة من شأنها محاربة الإرهاب في شكل جدي وقطع الطريق على المناورة الغربية الاستعراضية التي تدعي محاربة الإرهاب في الوقت الذي تستثمر فيه، وأن الجبهة الجديدة تضم إلى محور المقاومة بمكوناته الثلاثة إيران وسورية وحزب الله روسيا وإلى حد بعيد العراق، كما أنه منفتح لاستيعاب مكونات إقليمية ودولية جديدة، جبهة من شأنها أن تقيم التوازن الاستراتيجي في المنطقة مع أرجحية لها على جبهة العدوان على سورية. - قيام واقع سياسي جديد في سورية وحولها، يكون فيه الحديث عن شروط غربية تتصل بموقع الرئيس بشار الأسد لإطلاق العملية السياسية نوع من الهراء والسخف، ولهذا صرّح مسؤولون غربيون من أكثر من دولة قائلين إنّ اشتراط تنحّي الرئيس الأسد لإطلاق العملية السياسة هو أمر هراء وغير واقعي.
البناء- مركز الإعلام الإلكتروني |
||||||||
|