تحقيقات وتقارير

الصين تتحرك عسكرياً على خط مكافحة الارهاب في سورية


العلاقات الصينية السورية لم تكن وليدة اللحظة، فمنذ خمسينيات القرن الماضي، سعت الصين للاحتفاظ بنفوذ لها في منطقة الشرق الأوسط من خلال علاقاتها الوطيدة مع سورية، في ظل سيطرة غربية بقيادة الولايات المتحدة على غالبية دول المنطقة الاخرى، وبقاء سورية نقطة الممانعة الوحيدة طوال تلك السنوات.

 

العلاقات الوطيدة بين سورية والصين تجلت خلال الازمة السورية حيث ساندت الصين سورية ودعت إلى الحل السلمي لما يحدث في سورية عن طريق الحوار السوري السوري، وعبر القنوات السياسية، في حين استخدمت حق النقض "الفيتو" مع روسيا أربع مرات في مجلس الامن الدولي لتعطيل قرارات أميركية غربية أرادت النيل من صمود الشعب السوري، على الرغم من أن الصين تعتبر الدولة التي لم تستخدم هذا الحق إلا نادراً.

 

هذا الدعم الصيني لمبدأ الحوار الداخلي والحل السلمي للأزمة السورية قد قطع الطريق على حلف المتدخلين في الشؤون السورية، وفي طليعتهم الولايات المتحدة.

كما أن الصين تعارض السعي الامريكي للاستمرار في سياسة "القطب الأوحد" التي أثبتت عبر عقود خلت أنها مصدر للنزاعات الدولية.

 

الجديد في الموقف الصيني الثابت والمستمر في دعم صمودة سورية وشعبها وقيادتها في وجه المؤامرة الكونية التي عصفت بها واستهدفت بنيتها االبشرية والعمرانية، أن تقارير إعلامية بدأت تلوّح بتدخل صيني على خط الازمة السورية ذو أبعاد أعمق ربما تكون عسكرية أو سياسية واسعة.

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، كانت قد أكدت أن هناك موقف صيني جديد وأشارت إلى "تحركاً صينياً عسكرياً على خط الأزمة السورية"، مضيفة أن "هذا التحرك يتزامن مع آخر ما تقوم به روسيا في سورية".

هذا التحرك "ليس هامشياً"، وسيتضح خلال فترة قريبة، بحسب الوكالة الايطالية، فيما اعتبر الدكتور أحمد الحاج علي، في تصريح خاص لموقع "الاعلام تايم" أن "النهج العام للصين لم يتغير، لكنه أصبح الان أكثر وضوحاً بما ينسجم مع مايحدث من تطورات معلنة من قبل روسيا الاتحادية، الامر الذي يفضى الى حقيقة مفادها أن سورية ليست وحدها، وهناك أصدقاء على المستوى العالمي والاقليمي، وهذا بدوره يؤدي الى توسيع حلف مكافحة الارهاب".

 

وأضاف الحاج علي انه "على القوى التي تدعم الارهاب الذهاب نحو الخيارات الحقيقية بدلاً من التسليح الذي تقوده أميركا وتغذيه مالياً وبشرياً وإعلامياً تركيا والسعودية وقطر والنظام الاردني".

 

الصين، بحسب تقرير الوكالة الايطالية، اعتمد نهجاً آخر لدعم صمود سورية غير النهج السياسي، فهل هناك صيغة جديدة لتحالف دولي بقيادة روسيا وإيران والصين، ضد الإرهاب قد يرى النور قريباً؟

ناريمان الجردي_مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=26260