تحقيقات وتقارير

هدنة خامسة بريفي دمشق وإدلب .. إلى أين؟


هي ليست المرة الاولى التي تدخل فيها مدينة الزبداني في إطار "الهدنة، بل سبقتها عدة محاولات، وكانت في كل مرة تصل إلى طريق مسدود، فتُخترق الهدنة وتعود المعارك للاشتعال، لكن على ما يبدو أن التفاهمات الميدانية والإقليمية الجديدة، أدخلت الزبداني والفوعة وكفريا في اتفاق هدنة جديد، يفترض أن تستمر حتى صباح السبت المقبل.

 

فبعد يومين من المواجهات العنيفة على جبهتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، تم الإعلان عن وقف للأعمال الهجومية في البلدتين وكذلك في مدينة الزبداني وبلدة مضايا بريف دمشق، يليه وقف لإطلاق النار يبدأ عند الساعة 12:00 من ظهر اليوم الأحد 20 أيلول.

فهل للدور الإقليمي، والدولي، تأثيره  في عملية التسوية والتفاهمات على الأرض؟ وماهي تداعيات هذه الهدنة مع التطورات الاقليمية؟

تساؤلات أجاب عنها الباحث العسكري والاستراتيجي الدكتور حسن أحمد حسن، في حديث مع موقع "الإعلام تايم" وقال: " فيما يتعلق بإنجاز مصالحات محلية في مدينة الزبداني أو في غيرها من المناطق، هو التوجه الأساسي للدولة السورية انطلاقاً من الحرص على توفير كل قطرة دم وهدم أي حجر من أي منزل أو بناء".

 

وأضاف الدكتور حسن، إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها بذل جهود لتوقيع مصالحة في الزبداني بل هي المرة الخامسة، وبالأمس السيد وليد المعلم وزير الخارجية، قال خلال لقائه مع قناة "روسيا اليوم" أن "الدولة بذلت أربع محاولات وفي كل مرة كان الإرهابيون ينقضون ما يتم الاتفاق عليه وذلك بناء على أوامر من مشغلهم التركي بشكل مباشر، فعندما تصل الأمور إلى خواتمها تتدخل العناصر الوافدة وتعمل على وضع العصي في العجلات لعرقلة ذلك".

 

وفي سؤاله عن موافقة المجموعات المسلحة وخضوعها للهدنة قال الدكتور حسن: "ما كان للعصابات الإرهابية المسلحة لا في الزبداني ولا غيرها من المناطق أن توافق على أي مصالحة إلا تحت ضغط الأداء الميداني الإعجازي للجيش العربي السوري، فمن يتابع الاداء الميداني في الزبداني يدرك بأن رجال الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية قد أنجزوا تطهير 90 إلى 95 بالمئة من الزبداني ،وبالتالي ما تبقى هو بضعة جيوب إرهابية، وهم ليسوا بحكم الساقطين عسكرياً بل بحكم الرهائن"، مضيفاً أن " الطوق كامل ومحكم و فرصة الفرار أو الاستقرار غير متاحة على الإطلاق".

 

و أكد الدكتور حسن "إن اتمام هذه الهدنة سيترك أثاره أيضاً على كامل المنطقة في القلمون فهي ستصبح جيوب معزولة، وهذا بدوره سيؤدي إما لإلقاء السلاح أو تسليم من يحمل الجنسية السورية إلى الدولة ومن تبقى إما القتل أو الفرار إلى مناطق أخرى".

 

و أضاف الدكتور حسن "ما كان لمشغل هذه العصابات أن يوافق على هذه الهدنة لولا القناعة المطلقة بأن الواقع ليس الميداني فقط بل الاقليمي والدولي برمته بدأ يتغير بصمود الدولة السورية"، مؤكداً "نحن نعيش مرحلة مفصلية في تاريخ الحرب على الدولة السورية عنوانها تآكل كل أدوات وعوامل وأطراف التآمر عليها، والعنوان الأخر هو تبلور انتصار الدولة السورية وكل من وقف معها في مواجهة الإرهاب الممنهج الذي ما كان ليتمدد لولا دعم من يدّعون اليوم محاربته".

 

وعن ربط هدنة الزبداني ببلدتي الفوعا وكفريا قال الدكتور حسن: "إن من يشغل المجموعات الإرهابية في الزبداني هو نفسه وبالرغم من تعدد التسميات ولكن المكون واحد والجسد إرهابي، خلفيته الفكر التكفيري الوهابي وأداته القتل والإرهاب، وهذا يؤكد ضلوع حكومة حزب العدالة والتنمية وتورطه بكل قطرة دم سورية"، مؤكداً أن " المعطيات تغيرت واحتمال اختراقها قائم لكنه ضعيف بسبب التطورات، فالروسي رفع صوته عالياً والاوربي انعطف بمواقفه والاميريكي استدار بموقفه".

 

وختم الدكتور حسن قوله: "الدولة السورية في طريقها إلى النصر ومن يراهن على المجموعات الإرهابية المسلحة عليه أن يعيد النظر لان قراءة الواقع تؤكد أن التشدد التركي والسعودي جعل هذين الكيانين معزولين على المستوى السياسي والإقليمي".

ربا شلهوب-مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=26257