تحقيقات وتقارير

النشاط الانساني للقارة العجوز.. إحياء لشبابها و إعداد جيل جديد من الارهابيين


السؤال لمراسل الـ"بي بي سي"، ماذا ستفعلون حيال المهجّرين، يغرقون.. يموتون في البحر.. هل ستتركونهم غذاء لأسماك البحر المتوسط؟

 

الجواب للدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، وذلك في أحد المؤتمرات الصحفية قبل أيام بالعاصمة دمشق، يقول المقداد بعبارة موجزة، واصفاً العلاج لهذا الداء الخطير، مشيراً إلى الغرب "أوقفوا دعم التنظيمات الارهابية في سورية تتوقف الهجرة تلقائياً".

وأضاف المقداد إن "المطالب بمنع السوريين من الهجرة، يتعارض مع ما ضمنه القانون الدولي من حقوق الانسان، فكل مواطن سوري له الحق في الحصول على جواز سفر.. ولو قمنا بمنع المواطنين من هذا الحق لكان الاتهام المعد مسبقاً، الذي تنتظره وسائل الاعلام المعادية لتبدأ بالتطبيل والتزمير، أن سورية تمنع مواطنيها أحد حقوقهم التي كفلتها التشريعات الاممية".

إذا عدنا بالزمن قليلا، وتحديداً عندما بدأ تسليط الضوء بشكل أساسي في كل وسائل الاعلام العالمية على ملف هجرة السوريين، لوجدنا أن استغلال قصة غرق الطفل السوري إيلان الكردي، تمثيلية كانت في إطار حملة "بروباغندا" إعلامية مبرمجة، معدة مسبقاً، في الغرف المظلمة، وذلك بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية.

 

والسؤال الاهم الذي يطرح نفسه: لماذا الانسانية المصطنعة لمسؤولي أوربا وتباكيهم على المهجّرين الذين يموتون في عرض البحر منذ سنوات، أصبح نشطاً الان؟ في الوقت الذي كان يتم فيه استغلال "اللاجئين" بشتى أنواع الاضطهاد على مرأى ومسمع الاعلام الغربي والاميركي وحتى العربي، والذي كان مديروه يستغلون ظروف اللاجئين في المخيمات، الأطفال للتجنيد والنساء للنكاح، مبتدعين مسميات شرعوا فيها لأنفسهم العبودية الجنسية المعاصرة، بموافقة مشايخ الوهابية عبر فتاوى، بمسميات عديدة ما أنزل الله بها من سلطان، فمن جهاد النكاح الى السبي وملك اليمين والجواري، وذلك كله لتبرير الزنا بغطاء شرعي.

وهذا الوافد الجديد لقلوب الغرب المقنع بالعطف والشفقة، جاءه الرد الحاسم من المقداد، أيضاً، إنها "فصل جديد من فصول تبرير العدوان والتدخل في شؤون سورية".

 

الباحث السياسي والاعلامي الدكتور أحمد حاج علي، قال في حديث لـ"الاعلام تايم" إن "المرحلة التي تم فيها استغلال مخيمات اللجوء انتهت، لتبدأ مرحلة ذات أبعاد سياسية خطيرة، يؤججون الصراع الدائر في سورية من خلال دعم الارهابيين، وبتعاون يحمل الخبث والدهاء تفتح أبواب الغرب وتغلق، متذرعين بالجانب الانساني، لاستدراج المواطن السوري، وإيصال الرسالة بأن سورية غير قادرة على حماية وتأمين شعبها".

وأشار الحاج علي إلى أنه "لو كان الغرب صادقاً في حزنه على ما وصل إليه حال المواطن السوري.. لعمل جاهداً لتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بتجفيف منابع الارهاب وقطع اليد التي تدعمه، ولكن هيهات أن نأمل ذلك، "ممن قتل القتيل ومشى في جنازته".

وأوضح الحاج علي أن "ما يدعيه الغرب من إنسانية مبتدعة هو استثمار لأمور عدة، منها تحويل القارة العجوز الى قارة فتية بخبرات شبابية ويد عاملة سورية، معتبراً أن هؤلاء المهجّرين سيتم استخدامهم كورقة رابحة في التصويت المستقبلي على أي مشروع سياسي في سورية،  أو في تناقضاتهم الانتخابية في الغرب".

والقضية الهامة التي غابت عن تحليلات وتعليقات المواقع الاخبارية وصفحات التواصل ووسائل الاعلام أن أعداداً كبيرة من الارهابيين-4000 داعشي تسربوا مع اللاجئين، هؤلاء سيتم تدريبهم في معسكرات خاصة وسرية في أوروبا لإعادة تأهيلهم وتجنيدهم للقتال مرة أخرى في سورية، بحسب الحاج علي. 

 

تقارير إعلامية اكتشفت اللعبة مبكراً، وقالت من يتابع المواقف والتصريحات الأوروبية المتباينة جراء ازدحام القارة العجوز بالمهجرين، يكتشف أن تهجير المواطنين السوريين تحديدًا، هو جزء أساسي من تركيبة المؤامرة المراد إنجاحها في سورية،  بإفراغها من شبابها وحرمانها من طاقاتهم، فيما كان الهدف الرئيسي من النزوح الجماعي للمواطنين السوريين إلى خارج سورية، تحقيق الحلم العثماني الصهيوني في إقامة ما يسمى"مناطق آمنة وعازلة".

 

طارق ابراهيم_مركز الاعلام الالكتروني


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=26035