تحقيقات وتقارير

المطارات العسكرية هدف الارهاب الاول.. لفرضها توازن استراتيجي مع العدو الاسرائيلي


ما زالت المطارات في المنطقة الشمالية والشرقية وعناصر حامياتها صامدة في وجه الارهاب، وفي كل مرة تفكر المجموعات الارهابية وداعميها، بالهجوم على تلك المطارات للسيطرة عليها تعود بخيبة أمل وفشل كبيرين، حيث مزيد من أعداد القتلى والجرحى، في صفوف الارهابيين، التي تصل تباعاً الى المشافي الميدانية في تركيا.

 

أبو الضهور، دير الزور، كويرس، أسماء لمطارات محاصرة، منذ فترة زمنية طويلة، استطاعت بصمود وحداتها وبإسناد من سلاح الجو في الجيش، أن تحبط مئات الهجمات الارهابية للتنظيمات الارهابية كـ"داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها.

 

بالأمس، قالت مصادر عسكرية إن الجيش العربي السوري قام بإخلاء نقاط تمركزه في مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب الشرقي إلى نقاط أخرى، وذلك بعد عامين من الحصار، والسبب الرئيس أن الهجوم الارهابي الذي شنته مجموعات الارهاب في المنطقة جاء متزامناً مع أحوال جوية سيئة، فيما تصدى الجيش لهجوم واسع شنه إرهابيو "داعش" على مطار دير الزورحيث بدأ الهجوم بتفجير اليتين من نوع "بي ام بي" مفخختين من جهة مزارع المراعية شرقي المطار.

 

أما مطار كويرس بريف حلب، الذي لو روى قصة صموده المؤرخون، بعد حين، قد يسمونه "كويرس غراد" تيمناً بستاليغنراد.. لم يسلم هو الاخر من الارهاب.

 

مصادر عسكرية قالت إن "استهداف القواعد الجوية وخاصة المطارات وقواعد الدفاع الجوي يأتي بالدرجة الأولى لأهميتها في فرض توازن مع العدو الإسرائيلي".

 

وفي حديث للإعلام تايم قال المحلل السياسي والعسكري الدكتور سليم حربا إن "الهجمات التي تتعرض لها المطارات في المناطق الشرقية والشمالية، تأتي بإيعاز من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لأدواته من التنظيمات الارهابية في المنطقة، كما أنه لابد أن نذكر أن ما يسمى قوات "التحالف الدولي" التي تدعي محاربة "داعش" تغض النظر، لا بل إنها توافق على هذه العمليات التي تديرها غرف العمليات في تركيا".
 

وأضاف حربا " حلم السيطرة على المطارات السورية يأتي ضمن سياق أهداف أولها تحقيق أمل أردوغان في إقامة المنطقة العازلة، ومحاولة قطع طرق الامداد الجوي الى تلك المناطق وخاصة دير الزور، وأخيراً التأثير في قدرة القوة الجوية لعدم استهداف مجموعات الارهاب.
 

وأوضح المحلل حربا أن السيطرة على مطار أبو الضهور كانت بعد إخلائه الذي جاء بسبب العاصفة الرملية التي أدت الى انعدام الرؤية وعدم القدرة على تنفيذ ضربات جوية على الإرهابيين الذين يحاصرون حامية المطار منذ سنتين، وهذا الامر ينسحب على مطاري دير الزور وكويرس الا أن حامياتها استطاعت أن تفشل آلة الارهاب.

 

وأكد حربا أن كل ما يشاع من قبل قنوات التضليل الاعلامي عن سيطرة الارهابيين على طائرات ومعدات عسكرية في مطار أبو الضهور، هو عارٍ عن الصحة، تماماً فالمطار منذ عامين لم يتم استخدامه لحركة الطائرات، وكل ما كان بداخله هو طائرات معطلة لا يمكن إصلاحها، وبعض المعدات الاخرى التي لا تصلح للاستعمال.

 

وحول التزامن والتوقيت في استهداف المطارات وتكثيف الهجمات الارهابية، انتقل حربا للمشهد السياسي قائلاً : إن"العالم يدرك اليوم أن الملامح النهائية للتسوية في المنطقة بدأت ترسم على أساس فرضته الواقعية التي خلفتها الدولة السورية بصمودها، كما إن امتلاك الجيش السوري للمبادرة الاستراتيجية في عزيمته على دحر الارهاب وترجيح كفة الميزان له الدور الابرز"
 

وأضاف حربا : "الميدان هو الميزان"، هذا ما جعل الدول الداعمة للارهاب في سورية، تلهث خلف مجموعاتها العاملة على الاراضي السورية لتحقيق ما يمكن تحقيقه قبل الذهاب الى طاولة المفاوضات، خاصة وأن روسيا اتخذت قراراً لارجعة فيه، هو دعم سورية والعراق في مواجهة الارهاب، وهذا سبب هيستيريا عند داعمي الارهاب.

 

العاصفة الرملية، الجنون الأردوغاني السعودي القطري، عطش تنظيمات الارهاب لمزيد من دماء السوريين، أمور لعبت دوراً في دفع حامية مطار أبو الضهور الى المناورة وإخلاء المطار، لكن هم يعلمون يوماً أنهم سيعودون، ليطردوا أزلام الوهابية التكفيرية من كل شبر سوري، ويحققوا النصر العظيم على إرهاب ضرب بلدهم، ما عرف التاريخ مثيلاً له.

 

طارق ابراهيم_مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=25903