العالم العربي

نصرالله خلال تأبين الشهيد اللقيس..مايحصل في سورية معركة وجود لكل مشروع المقاومة


أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما يحصل في سورية هو معركة وجود لسورية ولبنان وفلسطين ولكل مشروع المقاومة في المنطقة وأن عناوين الحرب عليها باتت مكشوفة من حيث الاتجاه التكفيري الذي يهدد الجميع.

وأشار نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للشهيد حسان اللقيس إلى أن ما يحصل في سورية الان هو حرب تكفيرية تهدد الجميع وهي ليست بحاجة إلى دليل إذ ان المعطيات الإقليمية وعناوين الحرب المكشوفة والاهداف والسلوكيات تكشفها مبينا أن معركة التكفيريين هي مع كل من يختلف معهم وهو ما حصل في مدينة عدرا العمالية حيث قتل التكفيريون كل من يختلف معهم.

وأشار نصر الله إلى الكم الهائل من الإشاعات والأكاذيب والاتهامات التي تروجها العديد من وسائل الإعلام للمس بجمهور المقاومة وإرادتها ومعنوياتها، مبيناً أن جزءاً من هذه الأضاليل يتعلق بموضوع وجود حزب الله في سورية إذ يسوقون الأكاذيب عن عدد شهداء الحزب في سورية ويبالغون فيه كجزء من الحرب النفسية الموكلة إليهم.

وأوضح نصر الله أن الأكاذيب التي تساق حول ذلك مبالغ بها جدا وأن مشاركة حزب الله في سورية لا تزال "في دائرة متواضعة ومحدودة وميسرة ولم تصل إلى مرحلة عقد اجتماع داخلي في الحزب لتشجيع المجاهدين على الالتحاق بساحة القتال أو إلقاء خطاب جماهيري لإعلان التعبئة العامة وهو الأمر الذي يبدو أنه لا حاجة له حسب المعطيات والوقائع الميدانية وتحولات المنطقة الإقليمية والسياسية والدولية".

وقال نصر الله.. "إن الموضوع المتعلق بوجودنا في سورية أصبح الآن نقطة الخطاب الإعلامي والسياسي ومركز التحريض اليومي.. ففي كل خطاب يخرجون بقول.. إن كل ما يحدث في لبنان اليوم سببه الحضور في سورية.. وهذا حسب المنطق يحسبون ما ليس بعلة علة وما ليس بسبب سببا".

وأشار نصر الله إلى أن وجود حزب الله في سورية أصبح شماعة يعلق عليها البعض في لبنان كل الأحداث الجارية فيه "فعدم وجود حكومة في لبنان سببه وجود حزب الله في سورية والوضع الاقتصادي اللبناني الراهن وعدم وجود قانون انتخابات ووجود مشاكل كلها عائدة إلى وجود الحزب في سورية وهذا أمر غير منطقي" بدليل أن كل هذه المشاكل كانت قبل دخول الحزب إلى سورية.

وأكد نصر الله أنه مهما حاول هؤلاء فإن ما يقومون به لن يغير موقف حزب الله في موضوع سورية لأنه "معركة وجود بالنسبة للحزب وليس معركة امتيازات كما أنه ليس شرط كمال بل شرط وجود" وهو ليس معركة وجود لحزب الله بل للبنان وسورية والقضية الفلسطينية ولكل المشروع المقاوم في المنطقة.

وشدد نصر الله على أن قرار حزب الله بشأن وجوده في سورية نهائي وحاسم وقاطع ولا يقدم فيه أي شيء كما لا يؤخر عليه أي شيء.

وأشار نصر الله إلى أن حزب الله غير ملزم بأن يقدم كشف حساب لأحد عن عدد شهدائه، مبيناً أن من قاموا بحملة الألف شهيد أتوا بأشخاص أحياء ووضعوا صورهم وهم مازالوا أحياء يرزقون وهناك أشخاص استشهدوا في المعركة مع إسرائيل وضعوا صورهم ليتلاعبوا بالحقائق وهذا الشيء مسيء جدا.

ورد نصر الله على من يقول بأنه على حزب الله الانسحاب من سورية وعندها يشكل الحكومة التي يريدها بالقول "الموضوع في سورية بالنسبة لنا ليس موضوع سلطة وحكومة وامتيازات في لبنان بل هو اكبر من ذلك واعمق واهم واخطر" مشيرا إلى أنه عندما تكون هناك معركة وجود ومصير امة ومنطقة ومقدسات لا مجال للعب صغيرة كالسلطة والوزارات والحكومة وغير ذلك.

وقال نصر الله.. "هناك في مكان ما من الاقليم من وصل إلى مرحلة ونتيجة لغضبه وحقده وفشله وانسداد الافاق في وجهه يريد أن يأخذ لبنان إلى التفجير" بعد أن كان يأمل بالانتصار في سورية داعيا إلى تحييد لبنان وترك الجيش اللبناني جانبا لئلا تذهب الأمور باتجاه تخريب لبنان.

وحذر نصر الله من خطورة الاعتداءات التي وقعت ضد الجيش اللبناني وحواجزه في مدينة صيدا في الاونة الأخيرة فتلك مسألة خطيرة تحتاج وقفة تأمل من كل السياسيين والشعب اللبناني لأنها قد تكون بداية مسار ويجب أن تكون وقفة لا عصبية فيها وانفعالا وخصوما سياسية.

ودعا نصر الله إلى حماية المؤسسة العسكرية اللبنانية لأنها تحظى بإجماع وطني حتى الان وهي بقية الدولة والجيش وحده يمكنه أن يعيد بناء المؤسسات الأخرى فيما لو انهارت لذا المطلوب حماية هذه المؤسسة وإبعادها عن التهديد والخطر وعدم التشكيك بها ولاسيما الحديث عنها سلبيا في الإعلام مؤكدا أن الجيش وحده القادر على الحسم العسكري في لبنان وإطفاء نار الفتنة إن وقعت.

وأشار نصر الله إلى أن هناك في لبنان من ينتهج الخطاب التطرفي والمغالي في التعصب ويوجه الاتهامات لحزب الله وقال.. "وصفتمونا بأننا تكفيريون وإقصائيون ومفجرون وأننا قتلة وهذه سابقة خطيرة".

ورأى نصر الله أن هذا الخطاب ربما يعود لفرضيتين الأولى محاولة إقصاء حزب الله ورفض الجلوس معه على طاولة واحدة أو مشاركته في حكومة واحدة والثانية أنه قد يكون هذا الخطاب جزءا من الحملة والضغط الإعلامي والنفسي لاتهام الحزب بأنه متطرف وتكفيري وقاتل إلى أن يتراجع ويتنازل ويسلمهم ما يهدفون إليه مشيرا إلى أنه إذا كان المقصود الفرضية الثانية فلا خط تراجع بعد الآن وأن الهدف "شطب جهة كبيرة ومهمة في لبنان وهي جهة المقاومة من الحسابات اللبنانية" وهذا يعتبر إعلان حرب ولكن حزب الله لا يريد حربا مع من يتهمه بالتطرف فلا وقت لديه لأن معركته مع إسرائيل.

ولفت نصر الله إلى أن البعض في لبنان يظن أن "حزب الله شغله الشاغل 14 اذار ولكن جزءا كبيرا من الحزب أول همه وآخره العدو ومواجهته والدفاع عن لبنان وكرامته وسيادته وخيراته وشعبه ودمائه وأعراضه وهذا كله يدفع ثمنه".

هناك حرب إعلامية شرسة لتشويه صورة المقاومة تنفق فيها مليارات الدولارات

وأكد نصر الله أن هناك حربا إعلامية شرسة لتشويه صورة المقاومة تنفق فيها مليارات الدولارات "وليس ذلك بالكلام المبالغ فمنذ أعوام اعترف السفير الأمريكي في لبنان جيفري فيلتمان بأن الولايات المتحدة دفعت 500 مليون دولار فقط لتشويه صورة حزب الله وصرف الشباب اللبناني عن الانتماء إليه أو احترامه".

ودعا الأمين العام لحزب الله كل الأطراف السياسية في لبنان أن يتركوا مكانا للصلح لأن الوصول إلى نقطة يصبح فيها الجميع مقتنعين بعدم إمكانية عيش مشترك أو تعايش سلمي في لبنان يؤدي إلى جر الوضع فيه كما يجري في باقي البلدان العربية.

ورأى نصر الله أن خلاص لبنان في هذه المرحلة الخطيرة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية وأن هذه هي المسؤولية الدستورية والوطنية والشجاعة والجرأة وليس الهروب إلى حكومة حيادية تحت أي عنوان من العناوين.

ودعا نصر الله إلى العمل الجاد لإنجاز استحقاق الرئاسة دون الاتهامات بالرغبة بالفراغ إذ ان لا أحد في لبنان يريد الفراغ فمصلحة الجميع أن يكون هنالك رئيس جمهورية في الوقت المحدد.

وقال نصر الله.. "إن اللبنانيين اليوم أمام فرصة تاريخية بحيث انهم قادرون بالكامل وبإرادة وطنية لبنانية داخلية مئة بالمئة أن ينتخبوا رئيسهم وهذه الفرصة متاحة لهم ويملكون هامشا كبيرا جدا من حرية القرار الداخلي لم يسبق له مثيل في الماضي بسبب الوضع الإقليمي والوضع الدولي" معتبرا أن هذا الأمر يضع القوى السياسية والشعب اللبناني أمام استحقاق كبير من حيث الجدارة بإدارة البلد دون وصايات خارجية ودون رعاية إقليمية ودولية.

وأضاف نصر الله .. نحن على الدوام نخوض مع بعضنا معركة سيادة.. هذا يقول عن نفسه سيادي وذلك أيضا إلا أنه منذ يومين عندما قال السفير الفرنسي ببيروت إن فرنسا إذا خيرت بين الفراغ والتمديد فهي مع التمديد لرئيس الجمهورية لم ينطق أحد من السياديين .. فما دخل فرنسا بذلك... ومازال اللبنانيون يتناقشون هل هم مخمنون أن فرنسا مازالت الأم الحنون التي تمدد وتعين وتنتخب والناس تذهب للوقوف في الصف.

وأكد نصر الله أن معركة السيادة ليست شعارات بل السيادة الحقيقية بالاستحقاق الرئاسي أن ننتخب نحن اللبنانيين رئيسا دون أن نتلقى كلمة سر من أي دولة في العالم صديقة أو إقليمية أو دولية مشيرا إلى أنه إن كان الطرف الاخر جاهزا فهذا اسمه استحقاق جدارة السيادة وجدارة الاستقلال وإن كان غير جاهز فهذه كلها شعارات فارغة.

وفي موضوع اغتيال الشهيد حسان اللقيس القيادي في حزب الله بين نصر الله أن كل القرائن والمؤشرات والمعطيات حول الجريمة تؤكد الاتهام الموجه للعدو الإسرائيلي وهو أمر يدلل عليه التعاطي الإعلامي له مع الجريمة عبر تلفزيوناته وصحفه ومحلليه والذي يمكن القول من خلاله إن الإسرائيليين لامسوا التبني الرسمي لعملية الاغتيال.

وأوضح نصر الله أن التحقيق مستمر وهذا الاتهام "ليس سياسيا" وإنما يستند على المعطيات والقرائن مشيرا إلى أن ما يعمد إليه البعض من توظيف الاغتيال بغرض التحريض المذهبي واتهام فئات معينة به هو للتضليل الذي قد يعتمده العدو الإسرائيلي لإبعاد الشبهة عنه ولحرف الصراع في اتجاه آخر.

واعتبر نصر الله أن اغتيال الشهيد اللقيس هو ثمن لانتصارات المقاومة السابقة التي غيرت الكثير من المعادلات في المنطقة وفتحت أبواب الأمل وأطلقت الانتفاضة داخل فلسطين المحتلة وأسقطت مشروع المحافظين الجدد في المنطقة والشرق الأوسط الجديد ليس على مستوى لبنان أو جنوبه وإنما على مستوى المنطقة بكاملها مضيفا.. إن الاغتيال هو أيضا ثمن التزام المقاومة الدائم والمستمر بقضيتها وبقائها في موقع المقاومة بالجهوزية التي تردع العدو.

وشدد نصر الله على أن اغتيال الحاج اللقيس لن يكون "حادثة عابرة" بل إن هناك "حسابا مفتوحا" بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي الذي يظن أن بإمكانه استغلال الظرف والوضع غير المستقر في لبنان والمنطقة ولكنه مخطىء والمقاومة "ستقتص من القتلة الحقيقيين".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=2518