الحدث السياسي

لحل الأزمة السورية.. بوتين يُجري مشاورات رفيعة المستوى مع أطراف شرق أوسطية


تجري القيادة الروسية جولة جديدة من المشاورات رفيعة المستوى مع أطراف شرق أوسطية، إذ يصل إلى موسكو هذا الأسبوع رئيسا الأردن ومصر وولي عهد أبو ظبي، وستتصدر المباحثات تسوية الأزمة السورية والتصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك بالترافق مع زيارة يقوم بها وفد من "لجنة متابعة مؤتمر طهران" إلى العاصمة الروسية، وزيارة مقبلة سيقوم بها وفد من «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" وتيارات معارضة أخرى إلى العاصمة الروسية.

 

الرئيس بوتين، يلتقي اليوم الملك الأردني عبد اللـه الثاني وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان، ومن المتوقع أن يركز اللقاءان على التطورات في الشرق الأوسط.

 

وتأتي زيارة عبد اللـه الثاني ومحمد بن زايد آل نهيان إلى روسيا قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والمصري عبد الفتاح السيسي.

 

واعتبر المحلل السياسي سيرغي ماركوف لموقع (ريدوس) الروسي ، أن مصر يمكن أن تكون مساعداً كبيراً لروسيا في استقرار الوضع في سورية، مؤكداً أن المشكلة في سورية لا يمكن حلها إلا بالوسائل السلمية، وعلاوة على ذلك، كانت مصر وسورية ذات مرة دولة موحدة، فالقاهرة يمكن أن تلعب دوراً مهماً، في وقف الحرب على سورية التي تقوم بها، اليوم، السعودية، إضافة إلى تفعيل الحرب على داعش وتخفيف حدة التوتر بين إيران والمملكة.

 

ومن المتوقع أن يزور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز روسيا في الخريف المقبل، لمواصلة مشاوراته مع الرئيس بوتين التي جرت عبر الهاتف.

 

وخلال مقابلة صحفية الأربعاء الماضي، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: "إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ"داعش" تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء."

 

واقترح الرئيس الروسي منذ أكثر من شهر تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، لتشمل القيادة السورية، وتركيا والأردن والسعودية واللاعبين الإقليميين الآخرين.

 

من جانبه، وزير الخارجية سيرغي لافروف، أوضح أن الحديث لا يدور عن تشكيل قوة موحدة أو قيادة عمليات مشتركة، بل عن تنسيق الجهود بين القوى التي تواجه داعش على الأرض، وعن تقديم الجهات الإقليمية دعما لهذه القوى.

 

وقبل أيام قليلة، أعلنت موسكو على لسان بوغدانوف أنه قد بدأت الاستعدادات لمؤتمر"جنيف-3"، وذلك بعد أن توصل الوزيران لافروف والجبير إلى اتفاق بشأن التنسيق من أجل المساهمة في توحيد صف مايسمى "المعارضة" السورية.

 

ودعت موسكو مراراً جميع اللاعبين الإقليميين والخارجيين ذوي التأثير إلى توحيد الجهود من أجل المساهمة في توحيد المعارضة السورية، لكي تصل إلى قاعدة بناءة مشتركة قبيل استئناف التفاوض مع دمشق.

 

على خط مواز تواصل موسكو مشاوراتها مع مختلف القوى السياسية السورية، إذ يزور العاصمة الروسية هذه الأيام وفد من لجنة متابعة مؤتمر طهران برئاسة علي حيدر، ومن المقرر أن يستقبل بوغدانوف أعضاء الوفد.

 

كما سيجري الوفد لقاءات في مجلسي الاتحاد والدوما الروسيين وفي مجلس مفتي روسيا، بالإضافة إلى اللقاء مع منسق لقاءات موسكو التشاورية حول التسوية السورية والمدير العلمي لمعهد الاستشراق في موسكو فيتالي نعومكين.

 

وأمام المنتدى الشبابي الروسي في مقاطعة فلاديمير، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن حقبة الهيمنة الغربية على الاقتصاد والسياسة في طور الانتهاء.


بحسب الموقع الإلكتروني لقناة (روسيا اليوم)، قال: "إننا نراقب محاولات (الغرب) الحفاظ على الهيمنة بطريقة مصطنعة، بما في ذلك الضغط على دول أخرى، واستخدام العقوبات، وحتى استخدام القوة العسكرية خرقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يزيد الفوضى في العلاقات الدولية".

 

كما أشار الوزير الروسي إلى أن اعتبار إصابة مجلس الأمن الدولي بالشلل غير صحيح.

 

وقال: "نحن جاهزون لحوار بناء وكامل مع شركائنا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكننا لن نتخلى عن السياسة الداخلية والخارجية المستقلة".

 

وأعاد الوزير إلى الأذهان، في هذا السياق كلام الرئيس فلاديمير بوتين الذي صرح بأن روسيا "لا تتاجر بالسيادة"، مشيراً إلى أن العلاقات في العالم المعاصر يجب أن تُبنى على أساس الحوار والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، "المبادئ التي لو عمل بها الغرب لما كانت هناك مجابهة بشأن زحف الناتو إلى الحدود الروسية ولا كانت هناك أزمة أوكرانية".

 

مركز الإعلام الإلكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=25140