نافذة عالمية

الأزمات السياسية تُفقد الليرة التركية قيمتها


التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لها تأثيراتها المباشرة على كافة المتغيرات، خاصة الاقتصادية منها، ولم تعد هناك دولة من دول المنطقة بمنأى عن هذه التأثيرات السلبية لتلك المتغيرات المتسارعة منذ أحداث ما يسمى "الربيع العربي" مطلع 2011.

 

واكب هذه التغيرات موجات عالمية أخرى، منها استمرار الأزمة المالية الأوروبية، وكذلك استمرار التعافي الهش للاقتصاد العالمي، إلا أن أزمة انهيار أسعار النفط كانت بمثابة الطامة على اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط، سواء على الدول النفطية أو غير النفطية.

 

وتركيا كواحدة من تلك الدول نالها جانب من تلك التأثيرات الاقتصادية السلبية، خاصة في ظل ممارسة دورها كقوة إقليمية، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية، وتأزم الوضع السياسي داخل البلاد، وخسارة حزب لعدالة والتنمية للأغلبية المطلقة في انتخابات يونيو الماضي.

 

وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة (توداي زمان) التركية، إن الليرة التركية انخفضت لأدنى مستوياتها في شهرين، وذلك بعد اجتماع رؤساء أكبر حزبين في البلاد، لتشكيل حكومة ائتلافية، ولكن الاجتماع انتهى بشكل سلبي.

 

وأضافت: أنه تم تداول الليرة عند 2.8202، مقابل الدولار، بعد أن أنهى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليدغولو اجتماعهما، ومع قرار أوغلو  بعقد مؤتمر في الرابعة والنصف عصرا، انخفضت الليرة التركية بنسبة 0.75%، في حين انخفض المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم التركية 2.21%. .

 

ولفت الصحيفة، إلى أن الليرة قد فقدت منذ بداية العام الجاري نحو خمس قيمتها مقابل الدولار، وتراوح سعر صرف العملة التركية في الشهرين الماضيين بين 2.81 ليرة للدولار، وهو مستوى متدن قياسي، و2.6 ليرة.

 

وأشارت إلى أنه فضلا، عن الضغوط على العملة الناتجة عن ضعف أداء الاقتصاد التركي، ووقوع تفجيرات بالأشهر الأخيرة، اضافة الى الضبابية التي يتسم بها الوضع السياسي إلى جملة العوامل الضاغطة على الليرة.

 

الصحيفة التركية، أوضحت أنه إذ من المحتمل أن تجري انتخابات عامة مبكرة في حال فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم، في تشكيل حكومة ائتلافية بعدما فشل في الحصول على الأغلبية في نتائج الانتخابات التي أجريت يونيو الماضي.


شهد مطلع عام 2015 حالة، من الترقب بخصوص الاقتصاد التركي مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية، وما ستسفر عنه من نتائج كانت توقعاتها، تشير إلى احتمالات فقد حزب العدالة والتنمية الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا، وهو ما حدث بالفعل في يونيو 2015، حيث أتت النتائج متطابقة مع التوقعات.


وتعيش تركيا منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية، حالة من عدم الاستقرار السياسي، بسبب فشل محاولات الأحزاب في تشكيل حكومة ائتلافية.

 

هذه الأحداث أدت بدورها منذ يناير 2015، إلى حدوث تراجع في قيمة الليرة التركية لتنخفض إلى 2.34 ليرة للدولار في يناير 2015، واستمر هذا الانخفاض في يوليو الحالي إلى 2.73 ليرة للدولار.

 

مركز الإعلام الإلكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=24832