وجهات نظر

دواعش "جِفعونيم" الصهاينة.. وجه آخر للإرهاب الإسرائيلي

يسرى المصري


كتبت يسرى المصري مقالاً في صحيفة (تشرين) تحت عنوان" دواعش «جِفعونيم» الصهاينة.. وجه آخر للإرهاب الإسرائيلي" جاء فيه:

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تنظيم "داعش" الإرهابي حتى إنك لم تعد تفتح قناة إخبارية من دون أن تسمع عن "داعش" وجرائمه الإرهابية، في الوقت الذي يتجرع فيه أبناء قرى الضفة الغربية عموماً وأبناء الخليل خصوصاً مرارة الإرهاب الصهيوني الذي يقوم به "دواعش" الصهاينة الذين يُلقبون أنفسهم بالتلاليون "جِفعونيم" ويعرفون بـ"شباب التلال".

 

هؤلاء لا يلقون بالاً لـ«الشاباك» ولا للحكومة، فكل ما يهمهم هو العمل بكل قوة حتى تصبح "إسرائيل" يهودية خالصة، تضم فلسطين وكذلك الأردن وبلاشك هدم الأقصى وبناء ما يسمى "الهيكل الثالث"، فما حكايتهم؟ وماخلفياتها التاريخية والفكرية؟

 

لقد سلّطت قناة (العالم) الإخبارية في تقرير لها الضوء على هذه الجماعات المغرقة في التطرف، ويقول التقرير:

 

الإرهاب الصهيوني لم يولد اليوم، وحركة "شباب التلال" لم تأت من فراغ، وبالتأكيد فإن أحد الكهنة الكبار في القياديات اليمينية المتطرفة في "إسرائيل" لم يكن ليتحرك لو لم يجد له من يؤيده باسم "التوراة"، بل إن حياة "شباب التلال" الذين يتركون حياة الرفاهية في تل أبيب ليعيشوا في ظروف صعبة جداً في جبال الضفة  تؤكد أن جذور إرهابهم عميقة، فعندما سُئلت إحدى الناشطات من الحركة  عن السبب الذي يجعلها تختار الحياة في خيمة في جبال الضفة في البرد القارس, أكدت أن أسلوب الحرب الذي تقوم به هو استمرار لمسيرة أجدادها على حد هرطقتها.

 

ويروي التقرير أن هؤلاء التكفيريين يُعرفون في "إسرائيل" باسم «ليحي» أو «شتيرن» نسبةً إلى المؤسس إبراهام شتيرن، وهؤلاء كانوا يُصنفون من حكومة الانتداب البريطاني كحركة صهيونية إرهابية، وكذلك فإن بعض المؤرخين اليهود يذكرونهم كإرهابيين، بل إن هذه الحركة حاولت عام 1940 عقد صفقة مع النازيين الألمان بقيادة هتلر من أجل إحضار أغلبية يهود أوروبا إلى "إسرائيل"، مقابل أن تقوم "كتائب الليحي" بمُحاربة بريطانيا جنباً إلى جنب مع النازية لأنها حاولت الوقوف ضد هجرة الأعداد الهائلة من اليهود إلى فلسطين في مرحلة ما، وفقاً لأقوالهم.

 

وذكر تقرير (العالم) أيضاً أن من أشهر عمليّات «الليحي» في فلسطين المحتلة هي عملية تفجير سرايا يافا، وهي من أكثر المجازر ضرراً بالفلسطينيين لكون السرايا كانت مقراً للجنة القومية العربية وراح ضحية التفجير عدد كبير من المثقفين الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن كبار أهالي يافا ما زالوا يتحدثون عن دموية المشاهد حتى يومنا هذا.

 

ومن الجدير بالذكر أن التفجير حصل عن طريق ركن سيارة مفخخة بالقرب من مبنى السرايا، ويعد هذا التفجير من أشهر التفجيرات في تاريخ السيارات المفخخة بالعالم.

 

وتلفت (العالم) في تقريرها إلى أنه في الآونة الأخيرة زادت وتيرة عمليات "دفع الثمن" والتي تعرف باسم «تاغ ميحير» وهي من أشهر أنواع عمليات الإرهاب الصهيوني، وهي تعمل على التنكيل بالعرب، وبالتالي يتم القيام بقلع الأشجار وتخريب وحرق مزارع الفلسطينيين لمجرد كونهم "عرباً"، ويُضاف إلى ذلك حرق المساجد والكنائس، ومؤخراً بتنا نشهد عمليات نوعية مثل حرق الطفل محمد أبو خضير من القدس المحتلة وعملية حرق الطفل الرضيع علي دوابشة.

 

ومن الجدير بالذكر أن مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي ارتكبها الإرهابي المجرم باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها 29 مُصلياً  وذلك عام 1994، وإن لم تحمل توقيع "تاغ ميحير" إلا أن الدوافع كانت نفسها.

 

مركز الإعلام الالكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=24793