حوارات ولقاءات

مرتضى لموقع "الاعلام تايم": الاسرائيلي يراقب ما يجري في الزبداني باهتمام والجيش والمقاومة أفشلا ما يصبو اليه منذ عشرات السنين


ربى شلهوب - طارق ابراهيم - الإعلام تايم 

أكد الإعلامي حسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم في دمشق أن معركة الزبداني تحمل تطورات بارزة من الناحية الاستراتيجية، وذلك قبل إعلان هدنة بين الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية من جهة والمجموعات الإرهابية المسلحة من جهة أخرى والتي جاءت بعدما أطبق الجيش والمقاومة الحصار على الإرهابيين ضمن حدود 2-3 كم في مركز المدينة.

مرتضى وفي حديث لموقع"الإعلام تايم" قال إن التطور الأبرز في الزبداني، وجود وثائق تؤكد تواجد تنظيم "داعش" داخل المدينة، فيما تأتي الاهمية الاستراتيجية للمدينة أنها تقع على الحدود اللبنانية السورية، وتمتد لتصل إلى الغوطة الغربية وصولاً إلى ريف القنيطرة والأراضي المحتلة في الجولان.. أما جغرافياً فهي متصلة بالقلمون الذي يصل إلى الشمال اللبناني.
فيما اعتبارها في الفترات السابقة خط إمداد بالسلاح والمسلحين، كان عاملاً هاماً لانطلاق المعركة والسيطرة على المدينة.

وعن جديد الجبهات وخاصة داريا التي كانت تشهد فترة هدوء نسبي، حاولت بعض المجموعات المسلحة تخفيف الضغط عن إرهابيي الزبداني، فبدأت بافتعال الاشتباكات في داريا، واستهداف المواطنين الامنين في العاصمة دمشق من جهة الغوطة الشرقية، كما حاولت التصعيد في ريف إدلب على المدينتين المحاصرتين كفريا والفوعة.
وعن المفاوضات التي حصلت قال مرتضى: " بعد الرفض الكلي من الارهابيين للمصالحة، انطلقت وساطات من وجهاء المنطقة لايجاد مخرج لهم"، لكن وبعد محاصرتها بشكل كامل (بحدود 3كم من أصل 396كم للمدينة والمناطق التابعة لها إداريا) بدأت هدنة لـ48 ساعة، قدمت مجموعات الإرهاب في المدينة تنازلات كبيرة.

ورداً على التساؤلات المثارة والتحليلات في بعض وسائل الاعلام عن أن معركة الزبداني تشبه إلى حد ما معركة القصير، قال مرتضى "إن طبيعة الابنية الحديثة في الزبداني مختلف بشكل كبير عما يوجد في القصير، وهذا أدى الى تكتيك على مستوى عال للحفاظ على القوات المقاتلة والخروج بأقل الخسائر".

وأضاف مرتضى "تتضح أهمية معركة الزبداني من الاهتمام الاسرائيلي الكبير عبر متابعته لسير العمليات العسكرية، فهو حاول في حرب 82  أن يحقق الهدف الذي تسعى إليه المجموعات المسلحة اليوم في فصل لبنان عن سورية بالسيطرة على البقاع، ولكن الجيش والمقاومة أفشلا هذا الحلم من عشرات السنين".

أما فيما يتعلق بالمناطق التابعة لمدينة الزبداني إدارياً، يقول مرتضى"إن الانجازات التي حققها الجيش والمقاومة دفعت أهالي ووجهاء المناطق المحيطة بالمدينة إلى التحرك باتجاه المصالحة، ومطالبة المجموعات المسلحة بالخروج من المنطقة، وهذا ما حصل في المنطقة القريبة من نبع الفيجة، والتي لم تعد تعتبر بحسب مرتضى ورقة رابحة بأيدي المجموعات المسلحة للحفاظ على تواجدها بالمنطقة"، مضيفياً أن "هناك بدائل يتم العمل عليها"، مؤكداً أن معركة الزبداني ستكون معركة الفصل بما يتعلق بالمحيط وتحديداً ريف دمشق وصولاً إلى التل و بعض المناطق الأخرى.

الهدف الاستراتيجي للارهابيين في سورية أفشله الجيش منذ البداية
وفي الحديث عن معركة ريف إدلب أكد مرتضى أن هدف المجموعات المسلحة المتواجدة في إدلب لم يكن الدخول إلى المنطقة والسيطرة عليها، لأنها بالأساس بيد المجموعات المسلحة، فيما عدا مدينة إدلب والفوعة وكفريا، وبعض المناطق التي تصل أريحا وسهل الغاب، فالهدف الاستراتيجي هوالسيطرة على بعض التلال المشرفة على سهل الغاب وريف اللاذقية، ولإحباط ما تصبو إليه المجموعات المسلحة عمد الجيش إلى اتباع اسلوب جديد للقتال.

ورداً على السؤال الذي يؤرق الشارع الدمشقي، وتحديداً معركة جوبر، فهي بحسب مرتضى: "كأي معركة ينتظر السوريون بفارغ الصبر كي تنتهي، ولكن للحي الدمشقي خصوصية، قربها من مركز العاصمة، والبوابة الرئيسية للغوطة الشرقية التي ينتشر فيها الارهابيون ويستهدفون الأحياء الدمشقية من خلالها بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية، ولكن شبكة الانفاق الموجودة في جوبر كان لها الدور الاكبر في تأخير المعركة، وكذلك الدعم اللوجستي الكبير الذي يتمتع به الحي من الغوطة، والان يعمل الجيش على قطع الامداد بفصل الحي عن الريف الدمشقي"، وهذا بحسب مرتضى يحقق نسبة كبيرة من الانتصار في تلك المعركة، ويضيف أن المسلحين لا يعتبرون جوبر نقطة ارتكاز وانما هي محطة استراتيجية لتحقيق هدف أكبر، كما في داريا لم يكن هدف المجموعات المسلحة التواجد الدائم وإنما التوجه لافتعال الفوضى في جميع المناطق المحيطة والقريبة من مركز العاصمة، وهذا الهدف الاستراتيجي للارهابيين أفشله الجيش العربي السوري منذ البداية، إلا أن الانجاز العسكري يتبع لخطط  وعمليات جزئية لاعتبارات وضرورات عسكرية.

وفيما يخص التطور الاخير في القريتين في ريف حمص، قال مرتضى: "إن إرهابيي داعش لم يستطيعوا تحقيق ما دخلوا من أجله الى تدمر بالتمدد باتجاه حسياء والطريق الدولي بين دمشق والمحافظات الاخرى، فعمدت التنظيم الى الدخول للقريتين لتصل الى القلمون الشرقي ومنه الى جرود المناطق التي كان لداعش تواجد فيها مثل جرود قارة والجرود اللبنانية وهو يسعى للوصول الى منفذ بحري في طرابلس عن طريق الدخول الى المناطق اللبنانية، والتمدد فيها وهو الهدف الاكبر الذي يسعى له "داعش" وغيره من مجموعات الارهاب في سورية ولبنان".

الاسرائيلي متورط ومكاسب الاميركي اقتصادية
التورط الاسرائيلي كان حاضرا في جميع التطورات الميدانية وفي التفاصيل، قال مرتضى "عندما قرر الاسرائيلي عبر تصريحات إعلامية خفض دعمه للمجموعات المسلحة عبر تقديم المساعدات الطبية ونقل جرحى الارهابيين الى الداخل الفلسطيني المحتل لمعالجتهم، كان قد جهز مشفى ميداني متطور عند الحدود، ساعدته في إخفاء ما سيقدمه من دعم في المستقبل، وذلك لتفادي الحرج والخجل أمام شعوب المنطقة والعالم".

كما اعتبر مرتضى أن "التورط الصهيوني في الحرب على سورية كان واضحاً في الفترة السابقة في الهجوم الاخيرعلى ريف درعا، والذي أحبطه الجيش العربي السوري، وما أسمته مجموعات الارتباط الارهابية بالدول ذات الصلة بما يجري في سورية"غرفة عمليات موك" التي كان يديرها ضباط استخبارات اسرائيليين ما يدل على العلاقة العضوية والتعاون الوثيق بين السيد والعبد، ولابد من التنويه الى ان اسرائيل حتى لو لم تتم معالجة الارهابيين فلا فرق عندها فهم ادوات كما يعتبرهم الاميركي الذي يقاتل بأموال الدول النفطية، والتي أخرجت الاميركي من ورطة الازمة الاقتصادية العالمية التي كانت ستؤدي الى انهيار الولايات المتحدة بشكل سريع ما جعلها تبدأ بافتعال الازمات في مناطق النزاعات في العالم وتحديداً منطقة الشرق الاوسط وخاصة المنطقة العربية، حيث الحليف والعميل والاداة".

نستطيع أن نقول أن واشنطن حققت ما تصبو اليه من حماية اقتصادها من الانهيار، وجمع إرهابيي العالم في منطقة واحدة فبعد استخدامهم يتم القضاء عليهم، مستشهداً بما حذر منه السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله قبل أعوام مع بدء توافد الإرهابيين الى سورية قائلاً " هناك خداع من واشنطن حيث تريد جمع الارهابيين في منطقة واحدة ثم يتم القضاء عليهم"، يضيف مرتضى، ولكن الهدف الاساسي القائم على إسقاط محور المقاومة فشل فشلاً ذريعا بسبب صمود الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية ومن خلفهم الشعب السوري، معتبراً أن ذلك سر التغيير والتحول في المواقف السياسية مع انها باستدارة بطيئة، كما لهذا الصمود دور كبير في إنهاء الملف النووي الايراني عبر توقيع اتفاق مع مجموعة" 5+1".

التصعيد الميداني والاعلامي لاشهر قبل التسوية الاخيرة
وفيما يخص المبادرات والحراك السياسي أشار مرتضى الى أن العديد من الدول ستبرر قطع علاقتها مع سورية، وستمضي بالتوافق مع ما سيؤول اليه الوضع في سورية في حال تم التوافق على أي من المبادرات المطروحة، التي جاءت بعد الانتصار النووي الايراني الذي لم يرضى المفاوض الايراني بربط ملفه بملفات المنطقة العربية كالسوري واليمني، وبعد التوقيع بدأت الدول الراعية للارهاب بالشعور أنه لا حلول الا من خلال الدبلوماسية والحل السياسي.

وتابع مرتضى " عند الحديث عن الحلول الدبلوماسية لابد أن نذكر أن هذه الدول تأخذ بالحسبان ما سيكون عليه حال الوحش "مجموعات الارهاب" التي ربتها ورعتها ونشرتها في المنطقة وارتدادها عليها، من هنا بدأ الاعلان عن مبادرات طرحتها الدول الداعمة للصمود السوري، لتكون مخرجاً لواشنطن وحلفائها السعوديين، كما حصل في فترات سابقة عندما قررت أميركا الهجوم العسكري على سورية قبل عامين، فالسعوديون هم من طلب الى روسيا جس النبض للتقارب مع سورية، فالتغيير في المواقف السياسية لا يحقق أي تغير على أرض الواقع، مشيراً الى ما جاء في خطاب الرئيس الاسد الذي وصفه بأنه "خطاب انتصار مرحلي"عن أفق الحلول للأزمة السورية، بأنه لايوجد على أرض الواقع آلية لتطبيق ما يجري من مبادرات وحراك."

وفي تفاصيل الحلول والمبادرات أشار مرتضى الى الدور البارز الذي ستلعبه سلطنة عُمان في حل الازمة السورية، وهي التي جمعت اللقاء الاول لوزيري الخارجية الايراني والاميركي للحديث عن الملف النووي، كما كانت صلة وصل بين الايراني والاميركي، مضيفاً أن زيارة المعلم الى مسقط بحد ذاتها انتصار سوري بامتياز، فهو يمثل الشعب السوري والحكومة والقيادة السورية وهذا اعتراف صريح من المحور المعادي بالشرعية السورية.

وختم حسين مرتضى بالقول سنشهد حالة تصعيد إعلامي وميداني لمدة أشهر، لتتبلور رؤية واضحة وإيجاد آلية لتنفيذ مقررات ستكون وليدة مرحلة المخاض التي تعيشها المنطقة الان.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=24711