الحدث السياسي

شعبان: سورية مستعدة للتعاون والتنسيق والتحالف من أجل هزيمة الإرهاب


 

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن ما نشهده من إرهاب تكفيري في منطقتنا قد يكون آخر صراع يحاول الغرب من خلاله أن يفرض سيطرته وأجندته .

وقالت شعبان خلال الجلسة الثانية من المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الارهاب التكفيري تحت عنوان “دور الاعلام في الحروب الراهنة وتشكل العالم الجديد” : “ندرك مدى خطورة الدور الذي يلعبه الإعلام في تغيير العالم العربي وهويتنا وحضارتنا وأن غاية الولايات المتحدة أن تصنع دول العالم على شاكلتها” مشيرة إلى ان تاريخنا وقيمنا باتا مهددين بسبب هذا الإعلام الذي يرمي إلى إحداث تغيير جذري في المنطقة.

وقالت شعبان : “نحن مستعدون للتعاون والتنسيق والتحالف من أجل هزيمة الإرهاب ومن أجل بناء أوطاننا بالطريقة التي تناسب قيمنا وطموحات أبنائنا وأخلاقنا وديننا وحضارتنا العريقة التي نعتز بها كي نكون أبناء لهذه الأرض” مشيرة الى أن الإرهاب الذي يضرب العراق ومصر وسورية واليمن والجزائر هو ذات الإرهاب الصهيوني الذي احتل فلسطين منذ 60 عاما.

ولفتت شعبان إلى أنه تكثر المقارنات بين ما يحصل في سورية وما يحصل في العراق أو ليبيا أو مصر دون الانتباه الى لعبة الاعلام الغربي حيث لم يتم التطرق من قريب ولا من بعيد الى أن ما فعلته الصهيونية في فلسطين منذ عصابات الهاغانا إلى اليوم يكاد يكون نسخة طبق الأصل لما تقوم به العصابات التكفيرية وما يقوم به تنظيما “داعش” و”النصرة” الارهابيان وأخواتهما في عالمنا العربي.

وأشارت شعبان الى أن أكثر من 90 بالمئة من الإعلام العالمي مصدره الولايات المتحدة وأكثر من 80 بالمئة من الإعلام العربي يموله النظام السعودي ذلك كله أدى إلى أداء خطير للإعلام يستهدف بلداننا ويحاول تفتيتها وتغيير قيمنا وهويتنا ومقدساتنا وأفكارنا.

ولفتت شعبان إلى “أن الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي لعام 2015 فحواها أن الولايات المتحدة هي الدولة المثل الأعلى في العالم وهدفها صناعة دول العالم على ماهيتها وشاكلتها وأن هذا الهدف هدف نبيل وأنها سوف تسعى اليه بكل ما تستطيع” مشددة في الوقت ذاته على أن هذه الاستراتيجية فشلت في تغيير القيم الإيرانية وجعلها تنسجم مع القيم الأمريكية وهذا ما اقرت بصعوبته صحيفة “الفورين بوليسي” الأمريكية.

وأكدت شعبان أن “محور المقاومة والممانعة في وضع جيد والاستدارة العالمية قد حدثت والغرب اكتشف اليوم أنه لن يستطيع أن يشن حروباً على الأرض”، محذرة من أنه يحاول شن حروب أخطر دون أن يرسل جنديا واحدا أو أن يدفع دولارا واحدا من خلال استراتيجية وضعت عام 1997 من قبل سبعة مراكز بحث للسيطرة على المنطقة.

وبينت شعبان أن الأسلوب الثاني لهذا الاستعمار غير العسكري هو الأسلوب الاقتصادي كالعقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران وروسيا وسورية مشيرة الى أن ايران استطاعت أن تنتصر على هذه العقوبات وأن تخط نموذجا لإرادة الشعوب وعلينا جميعا التعلم من هذه التجربة.

وحذرت شعبان من أن هناك تحديا آخر يحاول الغرب عبره السيطرة على المنطقة يتمثل بالتحدي الإعلامي معتبرة أن دور الإعلام في الحروب الراهنة هو اليوم الأخطر والأصعب والأقسى ولا سيما أن مواجهتنا لهذا الدور لم ترتق إلى المستوى المطلوب بعد معربة عن أملها بأن يكون المؤتمر الذي تقيمه سورية اليوم هو “الخطوة الأولى لإتباعه بخطوات طويلة وكبيرة وعريضة تواجه هذا التحدي الحقيقي الذي نواجهه اليوم”.

واعتبرت شعبان أننا اليوم بجانب إعلام المقاومة والممانعة بحاجة الى دعم إعلام الدول الصديقة من روسيا إلى الصين إلى جنوب إفريقيا إلى الهند وتكوين تفكير استراتيجي جديد يناسب هذا العالم الجديد مؤكدة أن ذلك يفسح المجال أمام تدفق المعلومة الحقيقية التي يتحكم بها الاعلام الغربي.

وقالت شعبان : “إننا اليوم على عتبة عالم جديد يحقق فيه العالم المقاوم والممانع للهيمنة الغربية انتصارات حقيقية على الأرض وكان صمود سورية والاتفاق النووي الإيراني وشجاعة الرئيس بوتين وتفكير اليونانيين والإيطاليين والبرتغاليين والإسبان والمخاض الذي يجري اليوم في أوروبا وفي الغرب والشرق هو مخاض جديد لا شك لدي أنه يتجه لصالح الدول المقاومة ولصالح الدول التي تحترم الشرعية الدولية والقانون الدولي والتي تريد فعلا أن يتحقق الأمن والسلام في العالم”.

واضافت شعبان : “قبل أن نستبشر النصر الحقيقي لا بد لنا من مجموعات عمل بحثية استراتيجية تضع المفاهيم الجديدة والحقيقية لعالم جديد لم تعد فيه الجيوش وحدها هي التي تقرر ولا الاقتصاد وحده هو الذي يقرر لكي نخطو خطوات حقيقية في مجال اختراق الإعلام العالمي”.

وأكدت شعبان أنه يجب أن نعود إلى أساسياتنا وأن نجعل إعلامنا يجسد قيمنا وحضارتنا وطموحاتنا بعيدا عن المفاهيم التي غرسها الغرب في أذهاننا والتي تبناها بعض ضعاف النفوس والموجودين على هذه المساحة والذين يؤمنون أن كل ما يريده الغرب وكل ما يتمناه هو أمر حضاري وهو أمر أرقى مما يمكن لنا أن نفعله.

بدوره قال رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية عضو المجلس السياسي لحزب الله عبد الله القصير:  إننا كإعلاميين ملتزمون بنهج المقاومة والممانعة ومواجهة الإرهاب التكفيري.

وأشار القصير إلى أننا نستطيع هزيمة هذا الإرهاب ونملك قدرات وامكانات وجهودا لكننا بحاجة الى تنسيق هذه الجهود والامكانات والتعاون مع بعضنا وتشكيل جبهة في هذه الحرب.

من جانبها اعتبرت الإعلامية ميسر سردية النائب في البرلمان الاردني خلال الجلسة أن الإعلام المقاوم في كل أنحاء العالم أكثر ثباتا ووضوحا ونضجا لأنه نقي لا يملك إلا بوصلة واحدة أما إعلام الإرهاب وداعميه.

مركز الإعلام الالكتروني

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=23985