الحدث السياسي

المقداد: سورية بدأت بالحصاد السياسي في حربها ضد الإرهاب


أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين المقداد في حديث للتلفزيون السوري مساء أمس الاربعاء 22 تموز، أن هناك تفاؤلا وقناعة لدى السوريين قيادة وشعباً وجيشاً بحتمية انتصار سورية في حربها ضد العدوان المبرمج الذي يستهدفها منذ نحو خمس سنوات.

 وأضاف المقداد "إن المنطقة وسورية بدأت تشهد مؤخراً الكثير من التطورات المهمة، لافتاً إلى أن الصورة تتبدل بشكل إيجابي ولو ببطء وإلى أن سورية بدأت بالحصاد السياسي نتيجة صمود شعبها وقيادتها وبطولات جيشها في الحرب ضد الإرهاب ودعم الأصدقاء الذين دعموا وساهموا في تعزيز هذا الصمود، وقال مضيفاً "إننا ما زلنا نسمع إنكاراً واهياً من قبل السلطات الأردنية بأنها ليست متورطة في الحدث السوري ونحن نطالبها الآن أن تتوقف مباشرة عن الإضرار في سورية وعن سفك دماء السوريين لأن الحدث الرئيسي كان في المنطقة الجنوبية وقد ذاق الإرهابيون الذين أرسلتهم السلطات الأردنية و"إسرائيل" ودول الخليج كأس المرارة وكل حساباتهم ذهبت هباء نتيجة صمود أهلنا الأبطال في جبل العرب وصمود أهلنا وجيشنا المناضل في محافظة درعا وفي باقي المحافظات السورية".

ولفت المقداد إلى أن الساحة الإقليمية شهدت خلال تحولاً أساسياً وهو الاتفاق حول الملف النووي الإيراني "ونحن نعبر عن ارتياحنا في سورية للإنجاز الذي حققته إيران في هذا المجال بسبب الدبلوماسية الصادقة والصبر الذي مارسته وبسبب تفهم المجتمع الدولي لحقيقة الدور الإيراني في المنطقة.

وأوضح المقداد أن العالم بدأ يراجع مواقفه حيال سورية نتيجة دقة تحليل القيادة السورية لطبيعة ما مرت به سورية ولصمودها، حيث نشهد تحولات أساسية في مواقف العالم تجاه ما يجري فيها وبدأ هذا العالم يدرك أن الهجوم الإرهابي الذي تتعرض له سينتقل إلى دول أخرى، وبدأت تتبلور هذه الأمور مؤخراً في الهجمات التي حدثت في الكويت والسعودية والتفجيرات التي تحدث اليوم في تركيا والتي تبنت العمل الإرهابي كوسيلة لتحقيق أغراضها السياسية، مشيراً إلى أن قناعة عدم إسقاط القيادة السياسية في سورية أصبحت حقيقة في سياسة العديد من الدول وعلى أساسها يتم الحوار الروسي سواء مع الولايات المتحدة أو مع بعض دول الخليج أو دول كفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي.

وفي حديثه عن استهداف تنظيم داعش الإرهابي لدول كتركيا و فرنسا وتونس و الجزائر والكويت و السعودية قال المقداد "إن تنظيم /داعش/ الإرهابي اخرج لخدمة أهداف دول ولكنه كيان أعمى لا يهتم بعلاقاته وصداقاته وتمويله، مشيراً إلى أن الدول التي تحالفت مع /داعش/ كان عليها أن تفهم أن هذا التنظيم سيعود عليها عاجلاً أم آجلاً، لافتاً إلى أن الحكومة التركية إذا استمرت في سياساتها سينتقل الإرهاب إلى اسطنبول وأنقرة وكل منطقة في تركيا التي يعتقد اردوغان أن الارهاب الذي تعاون معه لن يصل اليه.

وأضاف المقداد أن هناك الكثير من الاتصالات مع القيادة السورية ورسائل تأتي اليها وهناك اعتراف صريح وواضح من قبل الدول التي قادت هذه الحرب على سورية بأنها أخطأت ويجب أن تتراجع وتتحمل مسؤوليتها في هذا المجال .

وأشار المقداد إلى أن "اسرائيل" تلعب دوراً اساسياً في التفاصيل الدقيقة لكل ما قامت به القوى المعادية لسورية على الأراضي السورية وقال "إذا أتيحت الفرصة /لإسرائيل/ فإنها ستدمر ايضاً من وقف معها في هذه الظروف لكن /اسرائيل/ تفكر بأن تنتهي أولاً من سورية وبعد ذلك تنتقل إلى العراق وبعدها إلى تركيا فالسعودية".

وأشار المقداد إلى أن هناك الكثير من الاتصالات مع القيادة السورية ورسائل تأتي إليها وهناك اعتراف صريح وواضح من قبل الدول التي قادت هذه الحرب على سورية بأنها أخطأت ويجب أن تتراجع وتتحمل مسؤوليتها فى هذا المجال، موضحاً أنه فيما يتعلق ببعض الزيارات والوفود يتم التحفظ على مثل هذه الأشياء بالبعد السياسي والدبلوماسي وبالأخلاقيات التي تتمتع بها الدبلوماسية السورية.

وبين المقداد أن هناك الكثير من الدول وخاصة من أوروبا توجه لنا الكثير من الرسائل ونحن نجري حوارات دقيقة ومسؤولة ونأمل أن يتوصل الكثير إلى نفس الاستنتاجات التي توصلت إليها سورية في عام 2011، لافتاً إلى أن الأحداث التي حصلت في باريس كانت نتيجة للروح العمياء التي ارادت تحقيق أهداف غير شريفة في سورية والنيل من صمودها، موضحاً أن فرنسا التي اتبعت سياسية عدائية تجاه سورية طيلة خمس سنوات تبحث اليوم عن دور مفقود تمارس فيه سياسة البيع والشراء ولا سيما عندما توقع على اتفاقيات بمليارات الدولارات مع بعض الدول العربية كسعر رخيص لدور فرنسا ومواقفها، لافتاً إلى أن المثقفين الفرنسيين وعدداً لا بأس به من النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية بدأوا يدركون الرخص الذي تتعامل به القيادة الفرنسية لحل مشاكلها.

وأوضح المقداد أن الوفود التي تزور سورية لها دور مهم فهم يأتون ليشاهدوا ويكشفوا الأكاذيب التي تمارسها القيادة في فرنسا وبعض دول أوروبا الغربية على شعوبهم ويعودون كي يمارسوا تأثيراً يتنامى يوماً بعد يوم ويغيروا من الرأي العام الذي أتخم بالفترة الماضية بالدعاية ضد سورية في كثير من البلدان الاوروبية حيث بدأوا يدركون اليوم أن حقيقية ما يجري في سورية هو إرهاب.

وعن المبادرة الروسية لإقامة حلف ضد تنظيم /داعش/ الإرهابي أوضح المقداد أن سورية منذ بداية الأحداث أكدت استعدادها للتحالف مع أي بلد لمكافحة الإرهاب مشككاً في الوقت ذاته بقدرة الدول التي رعت ومولت ودعمت الإرهاب بالانضمام إلى مثل ذلك التحالف ، مشدداً على أن محاربة الإرهاب تحتاج لحشد جميع القوى حيث بدأ العالم يشهد وعياً متنامياً لخطر الإرهاب وقال"عندما ينتصر العالم على الإرهاب في سورية نكون قدمنا خدمة لكل دول العالم المهددة من قبل هذا الإرهاب لأنها ستجد نفسها يوماً على مواجهة مباشرة مع الإرهاب في عواصمها ومقارها الحكومية وفي كل مكان يعتقدون أن الإرهاب لن يصل إليه".

ولفت المقداد إلى أن الولايات المتحدة استفادت من دعم تنظيم /داعش/ الارهابي في إضعاف سورية طيلة أربع سنوات وحرفت انتباه سورية والعرب وجميع دول المنطقة عن الصراع الأساسي مع الكيان الصهيوني إلى صراع داخل سورية لكنها اليوم تواجه خطراً داهماً لعدم قدرتها على احتواء هذه التنظيمات التي أطلقتها في المنطقة، مجدداً إدانة سورية لجميع الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الارهابية سواء في الجزائر أو مصر وغيرهما وقال: "لا يمكن أن نتخلى تحت أي عنوان كان عن دعمنا وتضامننا ووقوفنا إلى جانب أشقائنا في جميع الدول العربية التي يضربها الإرهاب والتي تنفذ الدول الغربية سياسات لإضعاف حكوماتها وإعادتها إلى عهد الاستعمار فما يشهده الجزائر هو مؤامرة أمريكية فرنسية أردوغانية خليجية وذات الشيء يحصل في تونس ومصر" داعياً الدول العربية لإعادة بحث استراتيجية عربية واحدة لمكافحة الإرهاب بالطريقة المطلوبة.

وطالب المقداد الامم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه الخطر الإرهابي الذي يهدد شعوب المنطقة والعالم واتخاذ إجراءات محددة من أجل تنفيذ القرارات التي اتخذت حتى لا تصبح حبراً على ورق وكذلك المنظمات الاقليمية والمنظمات الأخرى إلى لعب دور فاعل وحقيقي لمواجهة هذا الخطر المتزايد.

وقال المقداد إن الوضع الحالي وما نشهده من عمليات إرهابية في العالم والشرق الأوسط يجبر جميع الدول على أن تعيد النظر بمخاطر الإرهاب وأن تتجاوب مع قرارات مجلس الأمن وتجعلها حقيقة على أرض الواقع وبدون ذلك ستواجه كل هذه الدول مخاطر الإرهاب بكل ما يحمله من مجازر ودماء ستسيل في العالم مثلما حدث في فرنسا وغيرها ويوم أمس في تركيا.

وحول نتائج زيارات مبعوث الامم المتحدة إلى سورية أوضح المقداد أن دي ميستورا جاء إلى سورية وكان يتحدث في بداية مهمته عن حلب وقدمت الحكومة السورية كل ما يلزم من أجل إنجاح مهمته إلا أن الحكومات التي تتحكم بالمعارضات التي يدعي البعض أنها ديمقراطية هي التي أفشلت مهمة دي مستورا وخطته من أجل تجميد القتال في بعض انحاء حلب.

ورأى المقداد أن النقطة الاولى التي يجب أن تدرج على جدول أعمال أي مبعوث أو كل من يفكر بإنهاء هذا الوضع المأساوي في سورية هي كيفية توحيد كل الجهود من أجل مكافحة الارهاب ومن يعتقد أن الضغط على الحكومة السورية للتراجع عن مكافحة الإرهاب الذي يتغطى في بعض الاحيان تحت مسميات /المعارضة المعتدلة/ أو من يدربهم هذا البلد أو ذاك إنما يساهم عملياً في إفشال مهمة دي ميستورا .

وقال المقداد: "نحن متفائلون ونتعامل بكل مسؤولية وجدية و سنستمع بكل انتباه لما يحمله المبعوث الخاص وإذا كان يحمل أفكاراً للقضاء على الارهاب ويريد أن ينهي مهمته بنجاح يجب الضغط على المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى من يمولها ويدعمها لإقناعها بالتراجع عن مواقفها والتوحد في إطار المبادرة الروسية لمكافحة الإرهاب وعندما ننجح في ذلك ننتقل إلى عملية سياسية تشمل السوريين فقط ويقودها السوريون ويقرر نتائجها السوريون وهذا هو الطريق الذي وافق عليه مؤتمر جنيف"، مضيفاً "نتوقع حواراً جدياً مع دي ميستورا حول مجمل الأفكار التي سيطرحها في مجلس الأمن نهاية الشهر ونأمل أن يأخذ بالأفكار التي سنطرحها لأننا نحن من يمثل الشعب السوري ونمثل سورية كبلد وكيان وعضو في الأمم المتحدة".

ورأى المقداد أنه في حال تم عقد موسكو 3 يجب أن نستفيد من التجربة ونتابع الحوار لأننا سنتوصل بنتيجته حتماً إلى تقاطعات مشتركة تعزز قدرة السوريين على الوصول إلى الحل السياسي المنشود.

من جهة أخرى لفت المقداد إلى أن /المؤتمر الدولي لمواجهة الارهاب التكفيري/ الذي تقيمه وزارة الاعلام يومي الجمعة والسبت القادمين يحمل أهمية كبيرة حيث يشارك المسؤولون السوريون في تقديم وجهات نظرهم حول مخاطر الإرهاب وأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام وأحد العناصر الأساسية لأهميته أنه سيتيح الفرصة للمفكرين والإعلاميين والسياسيين كي يروا بعينهم كيف تتصدى سورية للإرهاب وأهمية الدور الذي يمكن للإعلام أن يقوم به في هذا المجال.

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=23950