الحدث السياسي

الجعفري: مستعدون للتعاون مع أصحاب النوايا الصادقة ونبذل كل مابوسعنا لإنهاء الأزمة


أكد الدكتوربشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، أن الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع جميع أصحاب النوايا الصادقة في مجلس الأمن لتحسين الوضع الإنساني في سورية، وتبذل كل ما بوسعها من أجل إنهاء الأزمة عبر الوسائل السلمية التي أقرها مجلس الأمن ووافقت عليها وستستمر فى هذه المساعي للوصول إلى حل سياسي بقيادة سورية ودون تدخل خارجي.

وقال الجعفري في بيان خلال جلسة مجلس الأمن اليوم لمناقشة تقرير الأمين العام الدوري الأخير، حول تنفيذ القرارات 2139 و2165 و2191 الخاصة بالوضع الإنساني في سورية، إن :"الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع جميع أصحاب النوايا الصادقة في مجلس الأمن، لتحسين الوضع الإنساني في سورية على الرغم من أدراكنا أن البعض في هذا المجلس قد ذهب بعيدا، في دعمه للإرهاب فكان جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل”.

وأشار الجعفري، إلى أن البعض في هذه المنظمة الدولية وبعد إصدار الأمين العام لستة عشر تقرير،ا حول تنفيذ قرارات مجلس الأمن الثلاثة ذات الصلة بالوضع الإنساني في سورية، لا يزال يتعامل مع هذا الوضع المؤلم بمعزل عن خلفيات التدخل السياسي والعسكري والاقتصادي الخارجي في المشهد السوري، مبينا أن عبثية هذا المشهد تصل الى حدودها القصوى عندما يضع البعض أنفسهم في منزلة الخصم والحكم في آن معا.
وأضاف : "أضحى جليا للقاصي والداني أن العديد ممن يتباكون على آلام الشعب السوري، هم في حقيقة الأمر المسببون الرئيسيون لهذه الآلام فاللعب الآن على المكشوف كما يقال، وكل ما يجري من سفك لدماء السوريين في الشمال وفي الجنوب منسق مع هجمات غرف عمليات عسكرية استخباراتية في الأردن وتركيا"، موضحا أن هذا الواقع يثبت عدم صوابية ومصداقية النهج الذي اتبعه البعض في التعامل مع الازمة في سورية منذ بدايتها بشكل عام ومع الملف الإنساني بشكل خاص.

ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن يكون لديك تصفية حسابات سياسية مع الحكومة السورية شيء، وأن تتخذ إجراءات قسرية مرفوضة دوليا ضد الشعب السوري شيء آخر، وأن تختلف مع الحكومة السورية شيء، وأن تنكر دورها في حماية شعبها وصيانة سيادة واستقلال البلاد ووحدة أراضيها، وأن ترفض التنسيق معها في مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية شيء آخر".

وتساءل الجعفري عن كيفية تحسين الوضع الإنساني في البلاد، في ظل حقيقة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تنفق سنويا، وفقا لصحيفة الـ (واشنطن بوست) مليار دولار على تدريب الإرهابيين في معسكرات في الأردن وقطر وتركيا والسعودية، وبعض الدول الأوروبية لتشكيل جيشا قوامه 10 آلاف إرهابي "معتدل"، موضحا أن هذا الكلام لم يرد في تقرير الأمين العام ولن يرد.

وأشار الجعفري إلى أن رعاة الإرهاب نسبوا للدولة السورية كل عمل شائن على الأرض وفبركوا شهود الزور وعقدوا المؤتمرات والاجتماعات الرسمية وغير الرسمية داخل الأمم المتحدة وخارجها وكان آخرها الاجتماع غير الرسمي الذي عقد قبل يومين والذي نظمه الوفدان الفرنسي والإسباني لتشويه صورة الحكومة السورية ولكنهم تعمدوا إهمال دور التنظيمات الإرهابية التي نشروها في ربوع سورية لتمارس القتل والذبح والنهب والتطهير العرقي والديني .


وحول الوثائق السعودية التي سربها موقع "ويكيليكس" حديثا، قال الجعفري:" أثبتت أن تركيا وقطر والسعودية عملوا منذ الشهور الأولى للأزمة في سورية، على عسكرة الوضع عبر تقديم المال والسلاح والدعم للمجموعات الإرهابية وسموه "الربيع العربي" ثم "الحراك السلمي" ثم "المعتدلين"، كما كشف الموقع أن أنظمة هذه الدول شكلت لجنة عسكرية مشتركة لهذا الغرض.

ودعا الجعفري مندوبي الدول في مجلس الأمن، للاطلاع على مضمون البرقية الموجهة من السفير السعودي في لبنان إلى عاصمته في 1 آذار 2012، أي في السنة الأولى للأزمة في سورية والتي دعا فيها إلى مواصلة دعم التنظيمات الإرهابية المسلحة، في سورية عبر تقديم رواتب عالية لكل مجند ينشق عن الجيش النظامي، وتقديم أسلحة تكافئ ما لدى الحكومة السورية ودعم الدول المجاورة لسورية، ولاسيما الأردن وأيضا تقديم دعم مالي للفئات السكانية القاطنة قريبا، من الحدود السورية في كل من لبنان والعراق لكي يسهموا في تشكيل بيئة متعاطفة مع ما سماه "الثورة السورية".

مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، أشار إلى أن الصحافة التركية وقبل تسريب "الوثائق السعودية"، اماطت اللثام عن فيديوهات تثبت تورط نظام رجب أردوغان في تهريب الأسلحة ، إلى سورية ضمن قوافل كان من المفترض أنها تحوي مساعدات طبية، وهي قوافل عبرت المعابر التي طلبتها "أوتشا" عند اعتماد القرار 2165 ، مبينا أن سورية طلبت في حينها ضمانات ولكن "الأوتشا" لم تلتزم بالنسبة لآلية المراقبة وجنسيات المراقبين.

ولفت الجعفري إلى أن بعض الدول في مجلس الأمن تتعامل مع مبادئ حقوق الإنسان وحماية ومساعدة المدنيين كأداة ضاغطة لتصفية حساباتها السياسية لا غير مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه الدول لم تكتف بالتغطية على دعم النظام السعودي للإرهاب في سورية بل وصل الأمر بها إلى التغطية على جرائم الحرب السعودية في اليمن ومنعها لوصول المساعدات الإنسانية ما يتسبب بمجاعة واسعة النطاق هناك وخاصة في شهر رمضان.

وتابع قائلاُ: إن "النظام السعودي منع حتى طائرات الصليب الأحمر من نقل مساعدات طبية إلى اليمن، وعلى الرغم من كل ذلك لم نر بعض الدول التي تنصب نفسها راعيا لحقوق الإنسان وحماية المدنيين، في سورية تنبت ببنت شفة لإدانة هذه الممارسات السعودية،  بينما لا تفوت فرصة لعقد اجتماعات طارئة وإحداث جاذبية مفتعلة لكيل الاتهامات الباطلة للحكومة السورية التي وقعت ست خطط استجابة انسانية مع الأمم المتحدة، بما مكنها من تقديم مساعدات إنسانية إلى ما يقارب 5ر10 ملايين سوري خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة"، موضحا أن تقرير الأمين العام لم يأت على كلمة واحدة لما تقدمه الحكومة السورية، من مساعدات وتسهيلات للأمم المتحدة وكأنه لا توجد حكومة سورية  تيسرعملها وتحمي عامليها.

وختم الجعفري بالقول :"إننا في سورية نحارب الإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء فكلما قضى الجيش العربي السوري على إرهابي أجنبي في سورية فانه يحمي بذلك عشرات الأبرياء ممن يمكن أن يكونوا ضحايا محتملين لهذا الإرهابي عندما يرجع إلى بلده ليمارس إرهابه هناك"، مشيراً إلى أن كل من يسعى لتشويه هذه الحقيقة الساطعة هو شريك في انتشار "آفة "الإرهاب التي أدى صمود سورية، في وجهها إلى اعتماد مجلس الأمن لثلاثة قرارات مهمة تحت الفصل السابع خاصة بمكافحة تنظيمي "داعش وجبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

وأكد الجعفري  أنه على الرغم من عدم تنفيذ هذه القرارات وتآمر الكثيرين ضد سورية فأنها ستستمر في حربها، على الإرهاب لحماية شعبها ولتخليص العالم من هذه الآفة التي انفلتت من عقالها.

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=23209