نافذة على الصحافة

نهاية عصر الجزيرة


كتب حمد العيسى في كتابه  "نهاية عصر الجزيرة" :

 

في الفصل المعنون بـ"تفكيك قناة الجزيرة… كيف تستفيد أميركا من قناة الجزيرة" يترجم المؤلف نقلاً عن البروفيسور أندرو تيريل الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب للجيش الأميركي قوله: إن الكثير من الأميركان يعتقدون أن قناة (الجزيرة) هي زعيمة الأوغاد المعادين للسياسة الأميركية المعاصرة، وقد اتُّهمت هذه المحطة في أوقات مختلفة بكونها بوقاً لابن لادن، ومؤيدة لصدام حسين، وغير مبالية بخسائر الولايات المتحدة في الحروب ، ومستعدة للعثور على دوافع سيئة في كل شيء تفعله أمريكا  تقريباً في المنطقة، العديد من التهم ضد قناة (الجزيرة) مبالغ فيها.

 

وفي الواقع هناك جانب إيجابي ومفيد جداً للولايات المتحدة يقول المؤلف الأميركي:  فمن خلال السماح لقناة (الجزيرة) بالعمل بحرية غير مسبوقة، فإنّ دولة قطر الصغيرة يمكن أن تتخلص ظاهرياً من تهمة كونها حليفة للولايات المتحدة في المنطقة العربية، لقد استخدم القطريون هذه الحيلة الماكرةليصبحوا حليفاً جديراً بثقة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهذا أمر مهمّ للغاية، لأنّ اثنتين من القواعد العسكرية الأهمّ لدينا في المنطقة تقعان على الأراضي القطرية: قاعدة "العديد" الجوية، ومعسكر "السيليه" الذي يعتبر بمثابة مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية الوسطى CENTCOM ، السماح لمثل هذه القواعد العسكرية الحساسة بالعمل خلال الحربين الأفغانية والعراقية كان مكروهاً بشدة في العالم العربي، ولكن القطريين نجحوا في مواجهة الضغوط الخارجية ومساعدة الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها العسكرية بفضل حماية قناة (الجزيرة) المعنوية والسيكولوجية وما توفره لأمير قطر من شهادة بحسن السير والسلوك أمام الجماهير العربية المتطلعة للحرية التي تقدمها قناة (الجزيرة)، وبالإضافة إلى ذلك، أصبح على نقاد دور قطر الجديد الموالي لحروب أميركا، وهم من خصوم الولايات المتحدة أن يفهموا حقيقة أنهم سيعارضون دولة يمكن أن تدافع عن نفسها سياسياً بقوة وعنف عبر قناة (الجزيرة) التي تصل إلى أكثر من 50 مليون نسمة.

 

ويقول أندرو تيريل: بالإضافة إلى استعدادها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة، فإن قطر أصبحت أيضاً دولة رئيسة في الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني، وتسعى إلى حل معتدل وهو دور كان سيكون صعباً دون الحماية المعنوية والسيكولوجية التي توفرها قناة (الجزيرة) لساسة قطر كما ذكرنا آنفاً، وقد بدأت قطر بعلاقات تجارية مع "إسرائيل" منذ عام 1996، وهي السنة نفسها التي تأسست فيها القناة، وقاومت قطر لاحقاً بنجاح طوال سنوات ضغوط قوية لقطع تلك العلاقات بفضل قناة (الجزيرة)، ولذلك ساند "الإسرائيليون"ترشيح دولة قطر لتصبح عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استجابة لطلب علني للدعم وجهته قطر لـ"إسرائيل"، كما أثنى القطريون كثيراً على قرار "إسرائيل" سحب قواتها من قطاع غزة، وأعلنوا أن الوقت أصبح مناسباً لتحسين العلاقات العربية "الإسرائيلية"، وصرح وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع قناة (الجزيرة)، أن الحكومات العربية بحاجة إلى التحدث وجهاً لوجه مع "الإسرائيليين" والسمو على مقولة إن"إسرائيل هي العدو"، وأكد أن قطر تقوم بذلك مع "إسرائيل"

ويتابع الكاتب في فصل جديد وتحت عنوان «سري للغاية… من سرب معلومات يسري فودة إلى "سي أي آي" نقلاً عن كتاب رون ساسكايند "مبدأ الواحد في المئة"، سايمون آند شوستر للنشر، أن قادة قطر هم من سربوا المعلومات التي كانت في حوزة يسري فودة، الذي كان يعمل في (الجزيرة) وقتذاك، أي عام 2002، وهي عن قادة "القاعدة" في باكستان، وأدت إلى القبض عليهم وتحديداً خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة، ".
وفي نص تقرير سرّي للصحافي الأميركي عن رئيس المخابرات الأميركية وفقاً للكتاب يقول: وصل جورج تينيت إلى اجتماع 5 مساء اليومي في مقرّ "سي أي آي"، ودخل القاعة بحماس واندفاع. وقال تينيت بينما كان كبار موظفي "سي أي آي" يدخلون القاعة ويجلسون على مقاعدهم: "سأتكلم أنا أولاً اليوم"، وهكذا تمّ تغيير البروتوكول المعتاد للاجتماع اليومي، ليتحدّث تينيت أولاً قبل مدير مركز مكافحة الإرهاب في "سي أي آي"، وأضاف تينيت بثقة: ما لدي اليوم سيكون البند الأهمّ الذي سنناقشه.

 

كان الاجتماع في منتصف حزيران 2002، وبعد أن تأكد تينيت من وصول الجميع وجلوسهم في كراسيهم، قال: كما تعلمون، لقد كانت لدينا خلافاتنا مع صديقي الأمير، ثم أضاف: ولكنه اليوم قدّم لنا هدية مدهشة، وهنا يورد د. حمد العيسى مترجم كتاب "نهاية عصر الجزيرة" توضيحاً هامشياً لهذه الفضيحة التي تمس قادة قطر وكما ورد سلفاً ص238 أخبر يسري فودة رئيس مجلس إدارة (الجزيرة)
حمد بن ثامر آل ثاني عن الحكاية في 15 حزيران،  أيّ أنّ معلومات يسري فودة تسرّبت ووصلت إلى "سي أي آي" في اليوم نفسه!

 

ثم يواصل رون ساسكانيد نقلاً عن رئيس المخابرات الأميركية أنه سرد الحكاية الطويلة والحلوة، وهو يستمتع بتلاوتها.
إنها حكاية اجتماع يسري فودة مع كبار قيادات (الجزيرة)، عن لقائه مع خالد ورمزي، مع كلّ التفاصيل المهمة بما في ذلك معلومات رئيسة كالموقع التقريبي للمبنى ومن كان هناك، وطبيعة المعلومات التي كشف عنها خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة، بما فيها الخطة الملغاة لضرب منشآت نووية في الولايات المتحدة، وكانت لدى فودة فكرة جيدة عن موقع الشقة في كراتشي، ورقم الطابق الذي توجد فيه، واختتم تينيت الحكاية بتعبيره الأثير: وبعبارة أخرى، لقد عثرنا على ابن الـ….."
ونوقشت في محادثة الأمير مع تينيت شروط الأمير حول كيفية تعامل "سي أي آي" مع المعلومات، حتى لا تتهم (الجزيرة) بتسريبها، كما قال لي شخص كان في الاجتماع.
وينتقل  الكاتب إلى حقائق أخرى وفضائح أخرى ( للجزيرة) عن أدوارها المشبوهة في تشويه العمل العربي، وفي تعميق الانفصام السياسي داخل كلّ قطر عربي وتغذيتها للصراع المذهبي ، وبين الأنظمة الحاكمة والقوى المعارضة، مع تبنيها لخطاب "الإخوان المسلمين" والجماعات الإسلامية ليس حباً بهم ولكن ركوباً لهم بالمعنى الحرفي والوظيفي للكلمة، وكيف استغلت "الجزيرة" الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردّية في البلاد العربية من أجل العمل على تفكيكها وإشاعة الفوضى بها من الداخل، كلّ ذلك في موازاة الدور السياسي المشبوه لقادة قطر خدمة للقاعدتين العسكريتين الأميركيتين في بلادهم المحتلة ، وخدمة للكيان الصهيوني.

 

مركز الإعلام الالكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=22905