نافذة على الصحافة

(واشنطن بوست): على الإعلام الأمريكي أن يكون نزيهاً


نشرت صحيفة (واشنطن بوست)الأمريكية تقريراً حول التعاطي الإعلامي مع حادثة إطلاق النار التي وقعت الأربعاء الماضي، وأسفرت عن قتل 9 أمريكيين سود داخل كنيسة مدينة تشارلستون الأمريكية جاء فيه:

إن الشرطة بدأت تحقيقاتها في جريمة إطلاق النار على 9أمريكيين سود، في كنيسة إيمانويل الإفريقية بمدينة تشارلستون، على أساس أنها جريمة كراهية ارتكبت على يد شاب أبيض، مضيفة أنه "لطالما كانت كنائس السود في الولايات المتحدة هدفاً للمتعصبين البيض الذين يمارسون الحرق والتفجير، بهدف ترويع السكان السود الذين يرتادون هذه الكنائس.

وقالت الصحيفة: إن وسائل الإعلام  لم تستعمل كلمة "إرهاب" في حديثها عن جريمة كنيسة تشارلستون، ولم يتم تصنيف القاتل ديلان روف 21 عاما، على أنه "إرهابي محتمل"، بل سارعت إلى اعتماد رواية "المرض النفسي"، وعملت على إثارة مشاعر التعاطف معه عبر وصفه بالمريض نفسياً، وضحية غياب العلاج النفسي اللازم. حتى إن المحلل بقناة (MSNBC) ديراي مكنسون، قال أثناء تناوله هذه الجريمة: "نحن لم نتعرف بعد على حالته العقلية"، في انحياز واضح لهذا القاتل الأبيض.

وأضافت أن الإعلام يعتبر العنف الذي يصدر عن شخص أسود أو مسلم "عنفاً ممنهجاً، يتطلب ردة فعل قوية من قبل أبناء عرقه أو طائفته للتبرؤ من هذا العمل.
وحتى الضحايا السود يتم تهميشهم ويتم التشكيك في المأساة التي حلت بهم، عبر التلميح إلى وجود مبررات لعمليات القتل التي أودت بحياتهم .

واعتبرت الصحيفة أن طريقة تناول وسائل الإعلام العنصرية لحادثة إطلاق النار داخل كنيسة تشارلستون غير مقبولة، فكل الضحايا الذين سقطوا فيها كان ذنبهم الوحيد أنهم كانوا يشاركون في صلاة ليلة الأربعاء"، متابعة بأنه "يبدو أن اختيار القاتل لهذه الكنيسة لم يكن عشوائياً، بالنظر للأهمية التاريخية التي تميزها، فهي تعد أول كنيسة للطائفة المسيحية الميثودية في جنوب الولايات المتحدة بناها دنمارك فيسي الذي قاد ثورة ضد العبودية في تشارلستن ، وتم إحراق الكنيسة كنوع من الانتقام من السود الطامحين للحرية".

واعتبرت الصحيفة أن هذه الخلفية التاريخية تثبت أن قتل قس الكنيسة والمصلين ليلة الأربعاء الماضي هي جريمة كراهية مع سبق الإصرار والترصد.

وشددت على وجوب عدم التغاضي عن حقيقة تاريخية مفادها أن الكنائس والمساجد التي يؤمها السود، كانت دوما عرضة للعنف والعنصرية في الولايات المتحدة، ومن أبرز موجات العنف تلك التي استهدفت سلسلة من الكنائس بالحرق في سنوات التسعينيات .

ودعت الصحيفة إلى التزام الإعلام الأمريكي بالنزاهة، مؤكدة أن "هذه الجريمة ليست مجرد عمل فردي، بل هي تعبير عن الكراهية والعنصرية وإحساس البيض بالأفضلية داخل المجتمع الأمريكي، حتى بعد 50 سنة من حرق كنيسة برمنغهام وانطلاق حركة الحقوق المدنية".

وختمت بالقول: "الآن بعد أن ألقت الشرطة القبض على المشتبه به، يجب أن تتم تسمية الأمور بمسمياتها.. إنه إرهابي".

مركز الإعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=22898