وجهات نظر

ذراع "السلطان" الأطلسية إلى أين؟

رغداء مارديني


كتبت رغداء مارديني مقالاً بعنوان" ذراع (السلطان) الأطلسية إلى أين؟" جاء فيه:

كيف يمكن أن تفكر الولايات المتحدة الأمريكية، بما نتج عن الانتخابات البرلمانية التركية، وخسارة حزب أردوغان الإخواني فرصته الكبيرة في تشكيل القرارات وعجنها بمفرده بعد اليوم؟

وكيف يمكن لنا أن نفكر أن الولايات المتحدة قد تترك، ولو من باب الاحتمال، السيادة للقرار التركي، من دون العمل على ربطه بها من خلال الدور الذي قد تلعبه مع بعض الأحزاب التي نالت حصّتها ودورها في البرلمان التركي؟

وهل يمكن أن تشهد الأيام والشهور القادمة، ضمن غليان المنطقة وفوران الإرهاب في سورية، الذي كان لتركيا ممثلة بحزب "العدالة والتنمية" الأثر الكبير في تمدده ووجوده على حساب الدم السوري والجغرافيا السورية، فكرة أن تقوم أمريكا بتنفيذ مخططها حتى على الدولة التركية، إذا أرادت هي نفسها إنهاء دور أردوغان في المنطقة، في محاولة لبروز معطيات جديدة قد تتناسب مع ما تحمله قادمات الأيام بالنسبة للنووي الإيراني، الحلول السياسية، العلاقات الروسية الغربية الأمريكية..

وتتابع الكاتبة، و"الدواعش" أتباع أمريكا نفسها في المنطقة مع أجرائها وأدواتها، أم إن الأمور يمكن أن تمر هكذا، وتسوّى من دون تبعات قد ينتج عنها ما تخطط له هي نفسها، عندما تنتهي أدوار بعض من استخدمتهم، والتاريخ القريب يثبت تلك النظرية التي يرمي بها الأسياد عملاءهم متى أرادوا وأنى أرادوا، بعد انتهاء مهامهم.

قد تبدو الأسئلة صعبة التكهن والإجابات، وهذا ربما ينعكس تالياً على أهمية القرارات التي قد تتخذ في العديد من القضايا الملحّة في المنطقة، والممارسات المجرمة التي يقوم بها "السلطان" وحزبه بحق تركيا أولاً، والجوار السوري ثانياً، والمنطقة عامة، على نشيد الإرهاب المتنقل والدول التي تعمل معه كالسعودية وقطر إضافة إلى "إسرائيل" وفيما يشبه التحول والمنعطف الكبير الذي بنى عليه "السلطان" العثماني أحلامه التي لم تعد قابلة للتحقق، تحت أي منظور، أو معيار، إلا بما هو مجموع أحزاب برلمانية متكافلة متضامنة، حيث يقف عاجزاً عن تحقيق ما كان قد خطط له في استباحة المنطقة، وإن كان يصعب عليه الاقتناع بأن أمريكا قد تترك ذراعها الأطلسية التي أطلقتها في الميدان العربي السوري، وغيره، هكذا من دون أن تضع في حسبانها الدور القادم، بتهيئة الأجواء والمعطيات وترتيبها بما يخدم السياسة الأمريكية الاستراتيجية نفسها، إلا إذا كان هناك من معجزات التحاليل السياسية التي قد تصب في خانة موضوعات حساسة متعلقة بسمعة أمريكا، وتحقيق مصالحها في المنطقة، والإرهاب الذي أسلست له القياد، وصدّرته تحت العديد من المسميات والأدوار والسيناريوهات في شمال سورية وجنوبها، وخاصرتيها الشرقية والغربية، وكذلك في العراق واليمن وليبيا وتونس إلخ.

وتضيف، وتؤكد التقارير السرية المسرّبة دور حزب "العدالة والتنمية" وأردوغان تلميذ حكمتيار، الذين غرقوا في الدم السوري، ولاسيما بعد كشف موضوع الأسلحة التي كانت على متن الشاحنات المرسلة إلى الإرهابيين في سورية مطلع عام 2014، من أنها خطرة وفتاكة وذات قدرة تدميرية عالية، وكذلك تلك المكتشفة قبل أيام، وتلك المذابح العلنية التي يقوم بها نظام أردوغان في سورية بحق الناس العزل عبر أدوات الإرهاب المدعومة منه، ومصادرته تالياً الصحف التي تكشف تلك الفضائح، وكمّ أفواه الصحفيين والإعلاميين الذين يعرّون الفساد، ويفضحون الدور الأردوغاني الإرهابي الخطير في سورية، ولعله من الأهمية أيضاً، بعد خسارة حزب أردوغان أغلبية البرلمان، ما تحدث عنه زعيم "الحركة القومية" التركي، من أن فترة 13 عاماً السابقة، وهي فترة حكم هذا الحزب، كانت مظلمة على تركيا، ومطالبته بمحاسبة هذا الحزب وأردوغان على ما اقترفه من انتهاكات دستورية وقانونية صارخة، وقوله: أرى أنه من غير الحكمة فتح صفحة جديدة في تركيا من دون ذلك.

وتختم الكاتبة، وإذا كان الأمر بهذا المعطى، فلا يمكن فتح صفحة جديدة، والدماء السورية معلقة في أعناق القَتَلَة والمرتزقة من إرهابيي "السلطان" العثماني، فماذا على الأحزاب الفائزة الجديدة العمل؟ وكيف لها أن تترجم الدور التركي القادم في المنطقة، وسورية تحديداً، وأمريكا لم تحسم خيارها بشأن دور الذراع الأردوغانية التركية الأطلسية التي حرّكتها في بؤر الدم، ومشروع التقسيم الاستعماري الذي تعوّل عليه الكثير، ولاسيما بعد تصويت كونغرسها على رفض استخدام القوة العسكرية ضد "داعش" الإرهابي!
 

مركز الإعلام الالكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=22661