الحدث السياسي

الزعبي: العدوان على سورية هو عدوان على السوريين جميعاً دون تمييز


أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن العدوان الخارجي الذي تتعرض له سورية من مجموعات إرهابية تقف خلفها دول معروفة بعينها يستهدف كل السوريين وكل المناطق دون تمييز ويستهدف الدولة السورية بكل مكوناتها والشعب بكل فئاته.

وقال الزعبي في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري أمس السبت "إن ما جرى في مدينة عدرا العمالية من جرائم على يد المجموعات الإرهابية لم يستهدف فئة أو طائفة معينة من السوريين والقول بذلك ليس صحيحاً بل استهدف كل السوريين الوطنيين ومن يتبنى نظرية استهداف فئة أو طائفة معينة سواء عن حسن نية أو سوء نية يكون قد حقق ما يأمله الإرهابيون و تبنى خطابهم الطائفي".

وأوضح الزعبي أن التأكد من صحة المعلومات هو أسلوب الإعلام السوري الذي انتقد الكثير من وسائل الإعلام لأنها كانت تتبنى معلومات يثبت لاحقاً أنها غير صحيحة ولكن ما هو متأكد منه هو وقوع مجزرة كبيرة بحق أبناء مدينة عدرا فيما تبقى ظروفها وعدد ضحاياها وتفاصيلها غير معروفة.

أضاف الزعبي إن هناك تفاصيل انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الجرائم في عدرا وهناك عدم إمكانية لدخول بعثة إعلامية من أجل معرفة ما حصل ولذلك فمصادر الإعلام السوري هي ذاتها التي سمع بها كل الناس وبالتالي لا يمكن اعتماد خبر رسمي لأن الخبر الرسمي يترتب عليه مسؤوليات وأعباء وتبعات معينة، لافتاً إلى أن الإعلام السوري يعتمد الخبرعندما يدخل الجيش العربي السوري إلى المنطقة، مشيراً إلى أن البعثة الإعلامية موجودة منذ يوم الجمعة في محيط عدرا العمالية برفقة القوات المسلحة وهي تنتظر التعليمات الميدانية منها على الأرض.

وقال الزعبي "إن الإعلام الوطني يتصدى للهجمة الإرهابية على سورية بكل أدواته الممكنة والمتوافرة ولكن هناك ظروف عسكرية وميدانية لا يستطيع أن يتبنى فيها إلا ما تقوله القوات المسلحة، مضيفاً "إن الإعلام السوري هو دائماً تحت النقد ولم يدع يوماً أنه إعلام مثالي وهو قد يخطئ في موقع معين ولكن نرجو من كل الشباب السوري ألا يتبنى الخطاب الطائفي الذي يريده الإرهابيون تحت أي عنوان من العناوين".

وبين الزعبي أن القوات المسلحة لا يمكن لها الانتشارعلى كامل أراضي البلاد ورغم ذلك فهي تقوم بواجبها وهي في أفضل حالاتها وتتصدى للإرهابيين وتكبدهم خسائر كبيرة وتحقق انتصارات على الأرض في الوقت الذي تحرص فيه على حماية المدنيين والمنشآت والبنى التحتية، مشيراً إلى أن أكثر من 75 بالمئة من العناصر الإرهابية في سورية ليسوا من جنسية سورية، وهناك سوريون يرغبون أحياناً بتسليم سلاحهم ولكن الإرهابيين غير السوريين يهددونهم بالقتل ومع ذلك ندعوهم ونشجعهم لتسليم سلاحهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.

وأكد وزير الإعلام أن السعودية تحاول أن تصنع وتقدم موقفها السياسي بما يضعها في مظهر المختلف مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن  "من يصدق أن السعودية يمكن أن تختلف مع الولايات المتحدة وهي إحدى المحميات الأمريكية التي تحتضن قواعد عسكرية جوية وبرية وبحرية أمريكية وتنتشر الأساطيل الأمريكية في المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر من أجلها وتخوض حربين من أجل بترولها."

وأوضح الزعبي أن الولايات المتحدة وبصرف النظر عن كونها لا تريد سورية دولة تسيطر عليها القاعدة والإرهاب تريدها دولة ضعيفة غير قادرة على مواجهة إسرائيل نيابة عن العرب والمسلمين من أجل تحرير الأرض والمقدسات.

وبين الزعبي أن الهوية القومية والوطنية للدولة والشعب في سورية لا تعجب السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة رغم أن الأمريكيين والأوروبيين بدؤوا يعيدون حساباتهم بعدما أصبحت لديهم هواجس ومعطيات حول مخاطر انتشار القاعدة وفروعها في سورية ليس من أجل الدولة السورية وشعبها بل لأنها تهدد أمنهم وأمن مصادرهم النفطية والغازية.

و عن جدول أعمال مؤتمر جنيف "2" أكد الزعبي أن البند الأهم والرافعة الحقيقية لنجاحه هو مكافحة الإرهاب بكل صوره وأن يجري اتفاق سوري تدعمه كل دول العالم لمواجهة الإرهاب وإذا حدث ذلك فسيكون نصراً للسوريين جميعاً.

وقال الزعبي "إن باقي التفاصيل لا مشكلة فيها عندما يتم تحكيم العقل والضمير الوطني وتقديم المصلحة الوطنية العامة على كل ما هو خاص حيث سنجلس ونتكلم ونتحاور ونتفق على دستور وقوانين وانتخابات إذا كان لدى البعض الجرأة والشجاعة بأن يديروا ظهورهم لمموليهم لأن سورية تتسع لجميع السوريين."

وقال الزعبي "إننا نأمل أن تكون الجهود المبذولة دولياً من أجل انعقاد (جنيف2) فرصة للضغط على السعودية وقطر وتركيا وكل من يمول ويسمح للإرهاب بالمرور عبر حدوده من أجل التوقف عما يقومون به لأن من يمول ويسلح ويرسل إرهابيين كمن يشارك في القتل الذي يقومون به".

وبين وزير الإعلام أن الموقف السوري كان واضحاً منذ البداية ولا يزال الذهاب إلى جنيف دون شروط مسبقة من أجل تحقيق المصالح الوطنية العليا ولكن المعارضة في الخارج ما زالت غير جاهزة لأنها لم تحسم خياراتها بعد ولأن الدولة الداعمة لها لم تفعل ذلك أيضاً.

وقال الزعبي "إن تلك الدول التي تدعم الإرهاب لا بد أولاً أن تتوقف عن ذلك قبل أن تطلب من المعارضين التابعين في الخارج ركوب الطائرة إلى جنيف وبالتالي إذا عقد (جنيف2) وكان هناك إرادة دولية للخروج بنتائج وكانت رافعته الرئيسية محاربة الإرهاب فإننا نكون قد اجتزنا مسافة كبيرة من الطريق وبقية التفاصيل التي تتعلق بالحكومة والانتخابات والدستور والقوانين فهي تفاصيل يجري النقاش حولها ليقرر في النهاية الشعب السوري عبر صندوق الاقتراع."

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=2218