نافذة على الصحافة

ناشونال إنترست: روسيا تخرج البطاقة الحمراء لأمريكا


أوردت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، مقالاً لأستاذ دراسات الأمن القومي نيكولاس جفوسديف، أكد فيه أن وقوف بوتين إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيب بلاتر، يرتكز على قاعدة أولية لدى بوتين، وهي مساندة أصدقاء الكرملين بغض النظر عن التهم الموجهة إليه، وخاصة عندما يواجهون صعوبة من جانب الغرب.

فرغم محاصرة بلاتر الأسبوع الماضي، باعتقال مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين للمنظمة في سويسرا على أساس مذكرات أمريكية لمكافحة الفساد، أعلن بوتين أنه لن يتوانى عن دعم أصدقاء الكرملين، وستفعل روسيا ما بوسعها للدفاع عن بلاتر ودعمه.

 

واعتبر الكاتب أن هذا النهج الروسي يتجلى بوضوح أكثر في الدعم الروسي للسيد الرئيس بشار الأسد على مدى السنوات القليلة الماضية، إذ رفض بوتين التخلي عن حليفه، على الرغم من الضغوط المتواصلة من الولايات المتحدة، وعلى حساب عقد صفقات مربحة مع السعوديين.

وأشار الكاتب إلى أن بوتين يريد أن يبعث برسالة واضحة، كما فعل في السنوات الـ15 الماضية، مفادها أن الكرملين سيرعى ويساند أولئك الذين يعتنون بمصالح روسيا.
وعلى النقيض من الولايات المتحدة التي يبدو أنها تتخلى عن خدامها المخلصين بمجرد أن يصبحوا مثيرين للمشاكل أو أن يُحاطون بتغطية إعلامية سيئة، يبدو أن بوتين حريص على إثبات رغبته في الوقوف إلى جانب أصدقائه.

وأوضح الكاتب أن الهدف الأكبر لبوتين هو تحويل دفة الأمور من الفساد في الفيفا إلى التجاوز الأمريكي، فيدعي بوتين أن المذكرات الأمريكية في حق مسؤولي الفيفا غير ملزمة لمنظمة مقرها خارج أراضي الولايات المتحدة، مضيفاً أن أمريكا تحاول تطبيق قوانينها خارج حدودها على أمور تحدث أساساً خارج الولاية القضائية الأمريكية المعترف بها في محاولة منها لفرض قيمها وأنظمتها على بقية العالم.

ورأى الكاتب أن إعادة انتخاب سيب بلاتر رئيساً للفيفا يعني عدم التفات اتحادات 209 دولة إلى وجهة النظر الغربية بشأن الفساد السائد في الفيفا، ويرجح وجهة نظر بوتين بأن معظم اتحادات كرة القدم الوطنية تشعر بالراحة مع الطريقة التي يدير بها بلاتر كرة القدم في العالم، وهذا من شأنه أن يتلاءم مع جهود بوتين، في السنوات الأخيرة، ليكون بمثابة بطل "بقية الدول" ضد الغرب والقيادة الغربية ولا سيما في المؤسسات العالمية.

وشدد الكاتب  على أن بوتين يريد تحقيق هدف بعيد من دعم بلاتر، وهو إقناع الدول الصاعدة بتجنب الولايات المتحدة وتجنب ممارسة الأعمال التجارية في أي ولاية أمريكية.

ودعا الكاتب إلى مراقبة طريقة استغلال روسيا لفوز بلاتر لإظهار كيف تستطيع جذب المؤسسات المالية والكيانات التجارية بعيداً عن الأقاليم التي تخضع للقانون الأمريكي، وبالتالي تكون عُرضة لإجراءات قانونية أمريكية، لصالح المناخات أكثر ملائمة.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=22067