نشرت صحيفة السفير في تقرير لمحمد بلوط تفاصيل المفاوضات لإطلاق سراح الراهبات، مشيرة إلى ثلاث قنوات للتفاوض تناوبت على محاولة الحصول على لائحة شروط الخاطفين للتوصل إلى عملية تبادل سريعة، قناة محلية تقودها شخصية سورية ساهمت في الماضي في مفاوضات لتحرير رهائن، وهناك قناة قطرية بدأت بالعمل قبل يومين، وهناك قناة الأمم المتحدة، ويقول مصدر في "الجيش الحر" في القلمون إن محادثاً من الفاتيكان يحاول فتح قناة رابعة، والتحاور مباشرة مع الخاطفين، ويقف في الظل إلى جانب "أمراء جبهة النصرة" في يبرود مثقال حمامة واحمد المقمبر، وهما مسؤولان محليان في إحدى كتائب "الجيش الحر"، ويحاولان الحصول على حصة من عملية التبادل وفدية مالية وضمانات أمنية شخصية.
وكانت "جبهة النصرة"، قد وضعت يدها على الراهبات بعد إخراجهن إلى بلدة الصرخة تحت سيطرة مثقال حمامة، ونقلهن إلى يبرود التي يسيطر عليها "أمير النصرة" أبو مالك التلي، وهو سوري، ونائبه حمدي أبو عزام الكويتي، وهو كويتي - سوري، حيث إن والدته وزوجته سوريتان، وكانت المفاوضات في الساعات الأخيرة قد حفلت بخروج قناة دولية للتفاوض مع "النصرة" لإطلاق الراهبات وأربعة أيتام، كما حفلت بدخول القطريين على خط الوساطة بعد الزيارة التي قام بها للدوحة مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
الأمم المتحدة حاولت، عبر الممثل الشخصي للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في دمشق مختار لماني، لعب دور في تسهيل المفاوضات لإطلاق سراح الراهبات. إلا أن المحاولة اصطدمت بإصرار أبي عزام الكويتي على حضور الديبلوماسي الدولي إلى يبرود لإجراء المفاوضات وجهاً لوجه. واشترط لماني أن يكون حضوره إلى يبرود لتسلم الراهبات، وهو ما أوقف المفاوضات من جانب "النصرة" وعطّل القناة الأممية.
ويبدي المفاوضون انطباعاً بأن رجل "النصرة" في يبرود ليس من يقرر في النهاية، وانه يقوم بدور وساطة، ويتلقى أوامره من جهة خارجية على الأرجح، تحدّد مسار وشروط المفاوضات التي تعقدت في الساعات الأخيرة، بعد تهديد "النصرة" بإرسال الراهبات إلى لبنان.
ويقول أحد العاملين على المفاوضات لـ"السفير" إن تقدم الجيش نحو يبرود لن يتيح الكثير من الخيارات أمام جماعة "النصرة"، وإن حماية الراهبات قد تتحول إلى عبء على الخاطفين في الأيام المقبلة.
