الحدث السياسي

تركيا .. خلافات واسعة بين القيادة السياسية والعسكرية محورها سورية


تتصاعد حدة التوتر خلال هذه الأيام، بين رئيس النظام التركي "رجب طيب أردوغان" وقيادة الجيش التركي، حيث وصلت لذروتها وفقا لمراقبين أتراك، حيث دار حوار شديد اللهجة بين "أردوغان" ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي الجنرال "نجدت أوزيل"، حول بعض السياسيات التي ينتهجها "أردوغان"، تجاه سورية والعديد من القضايا بالمنطقة.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة (توداي زمان) التركية:" إن الجيش التركي في مزاج المقاومة السلبية ضد حكومة حزب العدالة والتنمية، مضيفة أنه في ظل نظام ديمقراطي من الطبيعي، أن تصبح العلاقات "المدنية-العسكرية" غير مستقرة، حيث التكهنات التي تشير إلى رغبة الجنرال "نجدت اوزيل" في التقاعد لأسباب طبية، قبل بضعة أشهر من الموعد المحدد له في نهاية شهرأب المقبل.

وتوضح الصحيفة، أن بداية شهر آب هو الاجتماع النصف سنوي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة التركية، وخلاله يتم تحديد الترقيات والجنرالات المتقاعدين، وقد تم تحديد 30أب، كموعد لتقاعد الجنرال "أوزيل" حال عدم رغبة الحكومة في تمديد ولايته لسنة أخرى.

وتضيف الصحيفة، أن التطورات التي تحدث داخل الجيش التركي تعد مصدر تكهنات، فالبعض يرى أن تقاعد "أوزيل"، لمعارضته التدخل العسكري في سورية ويرغب في البقاء بعيداً عن أي ضغط، حيث من المعروف أن الدولة السورية هي العدو الأول لـ"أردوغان"، والذي يسعى منذ فترة طويلة لإسقاطها.

وترى (توداي زمان)، أن القوات المسلحة التركية قد تركت في حالة من الظلام حول سياسة الحكومة في سورية، والتي طالما شكلتها منظمة الاستخبارات الوطنية، مؤكدة أن هناك توتر بين الحكومة والجيش، وهو ما كشفته الاجازة الطبية التي طلبها الجنرال "أوزيل"، ليس فقط بشأن سورية، ولكن العديد من القضايا، على سبيل المثال، الاعتقالات الأخيرة لكثير من رجال الدرك بينهم عقيد، بجانب المدعين العاميين والمسؤولين المدنيين، كجزء من التحقيق الجاري الخاص بالشاحنات المتجهة إلى سورية، بالإضافة إلى اعتقالات في عهد "أردوغان" لجنرالات الجيش بتهمة الخيانة.

وتلفت الصحيفة ،إلى أن اجمالي الذين ألقي القبض عليهم في قضية الشاحنات المتجهة إلى سورية 54 شخصا، وموجهة إليهم تهمة الخيانة العظمى والتجسس، مشيرة إلى أن ضباط الدرك قاموا بتوقيف وتفتيش شاحنات تعود لجهاز الاستخبارات التركي في محافظتي أضنة وهاتاي، في يناير 2014، وهي تحقيقات تتعلق بقضية "منظمة جيش القدس" الإرهابية المزعومة، المرتبطة بتحقيقات ما تسمه الحكومة بـ "الكيان الموازي"، في إشارة إلى حركة الخدمة بزعامة "فتح الله جولن".

وتضيف الصحيفة أن هناك حركة تطهير في الجيش ترغب العدالة والتنمية في القيام بها، بهدف إخراج أنصار حركة "جولن" من القوات المسلحة التركية، بعدما قام "أردوغان" بعمل نفس الشيء مع القضاء والشرطة والمؤسسات الأخرى، على الرغم من عدم وجود دليل باستهدافهم للحكومة، مشيرة إلى أن"أردوغان" على وجه الخصوص، وحزب العدالة والتنمية بشكل عام يضغطان على القوات المسلحة التركية من أجل تطهير الجيش من الضباط المنتمين إلى حركة "جولن" ولكن الجيش يقاوم هذه الضغوطات.

وتلفت الصحيفة إلى قول عقيد متقاعد، حيث أكد للصحيفة أنه لا يمكن إقالة ضابط دون أساس قانوني، لأنه عمل غير مشروع ويسبب عدم ارتياح خطير داخل المؤسسة العسكرية.

ومن جانبه قال الجنرال المتقاعد "اسماعيل حقي بيكين" أحد الضباط الذين قضوا عقوبات السجن بسبب اتهامات بالتخطيط للانقلاب ضد حكومة حزب العدالة والتنمية:" من المحتمل أن تقوم العدالة والتنمية بعملية تطهير داخل الجيش هذا العام”،

وأضاف :"قد تعلن الحكومة أن الجنرال أوزيل أحد أعضاء حركة جولن في محاولة لتشويه صورته قبل تقاعده هذا العام".

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=21846