تحقيقات وتقارير

أبناء سورية بعلمهم يتحدون الإرهاب


يعتبر سير امتحانات شهادة التعليم الأساسي في موعدها المقرر وفق ما خططت له وزارة التربية في ظل الظروف الحالية، أمر لا بد من توجيه الشكر لكل القائمين عليه.

فقد تقرر للامتحانات في سورية أن تكون شاملة لكل المناطق، ومنها ما يسمى المناطق الساخنة أو مناطق الاشتباكات، وهذا ما حققته بشكل نوعي وزارة التربية، حيث اتخذت كل التدابير اللازمة لإنجاح العملية الامتحانية من خلال تأمين وسائط نقل للطلاب، والمراقبين من أبناء المناطق، ومراكز امتحانية مستوفية كافة الشروط التربوية، والأمنية، ليقدم هؤلاء الطلاب امتحاناتهم بشكل نزيه وسليم يضمن حصولهم على الدرجة المستحقة، كما عملت التربية في بعض المناطق على تأمين مراكز إيواء  للطلاب القادمين من المناطق البعيدة طيلة فترة الامتحانات، إضافة إلى تقديم وجبات الطعام لهم بالتعاون مع المجتمع الأهلي.

امتحانات شهادة التعليم الاساسي التي بدأت في 17 من أيار الجاري تستمر حتى 28 الجاري، والإعدادية الشرعية حتى 30 فيما تبدأ امتحانات شهادات الثانوية والمهنية والشرعية في الأول من حزيران القادم.

ووفقاً للإحصاءات الرسمية  لوزارة التربية، يقدر عدد الطلاب المتقدمين لشهادة التعليم الأساسي بـ304 آلاف تلميذ وتلميذة بينهم 2074 من تلاميذ الإعدادية الشرعية.

 

وفي تصريح صحفي  لوسائل الاعلام قال وزير التربية الدكتور هزوان إن "الامتحانات تسير في مختلف المحافظات بشكل سليم ومنظم" مبيناً حرص الوزارة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات لضمان نجاح العملية الامتحانية، عبر تجهيز المراكز بمختلف المستلزمات، وضمان حمايتها وحراستها على مدار الساعة، وطيلة الفترة الامتحانية، مؤكداً تقديم جميع التسهيلات لخروج التلاميذ من المناطق غير الأمنة وتحديد مراكز امتحانية لهم، والتعاون مع الجهات المعنية لتأمين وسائط نقل الطلاب من وإلى المراكز لتقديم امتحاناتهم بكل يسر وسهولة.

 

كما أكد مدير تربية ريف دمشق السيد خالد رحيمة أنه "خلال الاجتماع مع رؤساء المراكز الامتحانية تم شرح التعليمات الناظمة لامتحانات شهادة التعليم الأساسي، والتأكيد على القيام بهذه المهمة الوطنية بما يخدم أبناءنا الطلبة، وسلامة الامتحانات، والتعامل مع الطلبة بأسلوب تربوي، وتوفير المناخ الامتحاني الملائم، وحسن سير الامتحانات بالشكل الصحيح".‏
وأشار رحيمة إلى أنه وتفادياً لأي إشكالات "تم اختيار المراكز الامتحانية في المناطق الآمنة ليتقدم بها طلاب المناطق الساخنة والآمنة".‏

 

وفي السياق عبر عدد من طلاب المعضمية في ريف دمشق الذين وفرت لهم الدولة مراكز امتحانية في الصبورة عن شعورهم بالطمأنينة، وارتياحهم لجو الامتحان وشكرهم للقائمين على العملية الامتحانية ، مؤكدين أنهم "سيواجهون هذه الحرب التكفيرية المسعورة التي تستهدف النيل من تراثهم الثقافي والحضاري".

 

الطالب أحمد عثمان قال: إن "أجواء الامتحان كانت هادئة ومريحة والأسئلة شاملة نوعاً ما، لكن بعضها غير متوقع، وتحتاج إلى تركيز".
وكذلك الطالبة فاطمة العساودي عبرت عن ارتياحها لجو الامتحان بشكل عام من حيث التجهيزات، وتأمين جميع المستلزمات، ولفتت إلى أن الأسئلة دقيقة ومختصرة والوقت المخصص للامتحان كاف.

 

في حين أكد مدراء المراكز الامتحانية في الصبورة لوسائل الإعلام أن الامتحانات تسير بشكل جيد وطبيعي وسط أجواء ايجابية وملائمة للطلاب في ظل اتخاذ جميع الاجراءات والترتيبات الضرورية لضمان سلامة الطلاب وسير الامتحان بيسر وسهولة.

نتمنى أن تكون نهاية العام الدراسي هي بداية الخلاص من الإرهاب، فما جرى في سنوات الأزمة الأربع الماضية من تزوير في العملية التربوية في المناطق التي انتشرت فيها الجماعات المسلحة، وحرمت أبناءها من حقهم في التعليم استطاعت الحكومة السورية تفاديه هذه المرة، وبجهود مضاعفة من وزارة التربية من خلال مراكز مؤمنة لإجراء امتحانات شهادة التعليم الاساسي، فهل هذا هو الحل الأمثل لهذه المشكلة أم هناك حلول أخرى سنشهدها في في الفترة القادمة.

ناريمان الجردي_مركز الاعلام الالكتروني
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=21778