تحقيقات وتقارير

هل سينتقل "إعادة إعمار سورية" من المعارض الى التنفيذ الفعلي؟


"سوا ربينا".. "سوا مشينا".. ليست اليوم مجرد أغنية غنتها فيروز، بل كانت مرآة لمسيرة حياة وأخوة مشتركة بين بلدين لطاما ارتبط اسمهما في كل المحافل الدولية، بعلاقات ترابط تاريخية واستراتيجية وحتى عائلية قل نظيرها، واليوم تتجسد صورة إضافية في هذا الإطار بين سورية ولبنان، من خلال حملة إعلامية أطلقتها "مؤسسة الباشق لتنظيم المعارض" في بيروت في بتاريخ 14/5/2015 للإعلان عن بدء الحملة الترويجية لمعرض "Re_bulidsyria2015" "إعادة إعمار سورية" والذي سيقام في مدينة المعارض بدمشق بتاربخ السادس عشر من أيلول المقبل ولغاية العشرين منه.

 

المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل أيام في بيروت، سبقه عرض فيلم قصير عن المشروع المرتقب وأهدافه، والذي لم تكن غايته الترويج لإعلان الاشتراك، والمساهمة بالمعرض فقط، إنما جاء كخطوة حقيقية لحشد أصدقاء سورية، وعلى رأسهم الصين وإيران والبرازيل وسفارات لــ18 دولة، وقسم من الصناعيين والتجار اللبنانيين ومقاولي الإنشاءات والمكاتب الهندسية الاستشارية اللبنانية، الذين احتشدوا ليعيدوا الألق لما دمرته آلة الإرهاب والظلم والتكفير في شتى مناطق سورية، كما جاءت الخطوة من إقامة المعرض لكسر الحصار الاقتصادي المفروض على سورية عن طريق تأمين مساهمة شركات من دول تفرض عقوبات اقتصادية على سورية.

 

مدير شركة الباشق تامر ياغي، وفي تصريح لموقع الإعلام قال "الإرهاب الذي يعانيه الشعبان السوري واللبناني هو نفسه، كما أن الشعبين يواجهان نفس المشروع التكفيري، والتكفيرين لم يأتوا إلى سورية من فراغ بل مشروعهم يندرج في إطار المشروع الأمريكي الصهيوني لإفقاد سورية دورها القومي العربي"، وأضاف "نحن كشركة متخصصة في تنظيم المعارض منذ عشرين عاما، بدأنا بالتخطيط لإعادة اعمار سوريا منذ ثلاث سنوات، وسوريا التي لم تسقط على مر العصور، ولن تسقط اليوم رغم الإرهاب الذي يضربها، سوا رح نعمرها".

 

وأكد ياغي أن سوريا بحاجة لشقيقها اللبناني في مشروع إعادة الإعمار كونه المنفذ الأول والأخير، مطمئناً أن الطرقات بين البلدين آمنة، وقد بدأت بالفعل شركات محلية ودول صديقة ببدء التسجيل للمساهمة في المشروع، كاشفاً أن مناطق دمشق وريفها، وحمص وريفها ستكون نقطة البدء في هذا المشروع، مع تحمل الدولة الجزء الأكبر في إعادة بناء المعامل والمصانع والمجمعات السكنية والبنى التحتية.

 

وعن الدور اللبناني، قال ياغي "إن رعاية وزير الصناعة اللبناني الدكتور حسين الحاج حسن لهذا المؤتمر تؤكد الأهمية البالغة لمشروع إعادة الإعمار، ولحشد المؤسسات الصناعية والتجارية ورؤوس الاموال للمشاركة في المرحلة المستقبلية التي ستشهدها سوريا".

 

يذكر أن "مؤسسة الباشق لتنظيم المعارض" تبنت فكرة مشروع إعادة إعمار سورية من العام 2012 وتدأب كقطاع مستقل لعقد المؤتمرات، وتنظيم المشاريع التي تهدف لإعادة إعمار سوريا من جديد جنباً إلى جنب مع الدولة السورية، والأشقاء والأصدقاء الذين ينظرون إلى المستقبل القادم بحقيقة أن الإرهاب سيُهزم.

 

المؤسسة السورية الدولية للتسويق "سيما"، أيضاً كان لها دور بارز في نفس المجال، حيث انطلقت قبل أيام فعاليات المعرض الثاني لإعادة إعمار سورية الذي تنظمه "سيما" بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة ودعم من اتحاد غرف التجارة السورية بفندق داما روز في دمشق تحت عنوان "السوريون يبنون سورية" بمشاركة 42 من الشركات الوطنية والأجنبية العاملة في مجال الإعمار وخدماته وعدد من السفارات المعتمدة بدمشق.

 

المعرض كانت غايته تعريف الشركات على فرص الاستثمار و العمل في سورية، وفق ما قاله المهندس حسين عرنوس وزير الاشغال العامة، فيما اعتبر مدير عام سيما موفق طيارة أن "مشاركة العديد من الشركات الأجنبية من النمسا والصين وكوريا الجنوبية إضافة إلى الشركات الوطنية في الدورة الجديدة للمعرض تتيح تلبية متطلبات عملية إعادة الإعمار واستقطاب التقنيات الحديثة من مختلف دول العالم لرسم ملامح استراتيجية العمل للمرحلة القادمة ".

 

لطاما ساهمت سورية ومدت العون لإشقائها، ولطالما فتحت الأبواب بعد أن مزجت دماء أبنائها بدماء الإشقاء والاخوة، وخاصة في لبنان، وهي تنتظر الآن أشقاءها من المقاومين للمشاريع الغربية والصهيونية أن يقفوا مع الشعب السوري في معركته الفاصلة مع الارهاب الذي جاء لتدمير الحجر والبشر فيها.

 

سيدرا علي _ مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=21777