نافذة على الصحافة

الوطن العمانية: كم تتغير أجيال العرب


أوردت صحيفة الوطن العمانية مقالاً تحت عنوان "كم تتغير أجيال العرب" جاء فيه:

قالت الصحيفة: "لن ينتبه العرب إلى حالة الضياع السائدة إلا بعد فوات الاوان، كأنما البعض يترنم للعزف السياسي الاميركي وتبهره اوروبا بما تقدمه من وسائل تعريف عن نفسها, منذ أن خسر العرب لبنان السياحة والمصرف، فقد اكتشفوا أن العالم ليس محصوراً بهذا البلد وأنه واسع الأرجاء وله خاصية الترحيب بمن يملك القدرة المالية, وحين ذهبوا إلى مصر السياحية أيضاً، الجميلة الحنونة، وجدوا فيها ضالتهم، تماماً كما فكروا يوماً بتونس الخضراء وبنعيم أهلها/ وكذلك بسورية البسيطة الرخيصة الكثيرة الترحاب".

وأضافت.. لكنهم اليوم على تردد إزاء تلك البلدان أو إزاء أي بلد عربي .. ولهذا تغادر الرساميل العربية إلى مستقر في العالم الغربي، بالطبع هنالك من يشجع، ومن يأخذ باليد، إغراءات هذا العالم كثيرة ومفاتيحه أكثر من أن توصف، يكفي أنه بالنسبة إليهم لا يتحدث بالعربية كي يكون مستوفياً شروط السلامة، بكل أسف.

وتتابع.. من أشعل النيران في عالمنا العربي عرف الطريق الأقصر لكسب أجيال عربية جديدة التطلع، تملك النظرة الجاذبة نحو الغرب وتراه عالمها الذي تسعى إليه, تلك الاجيال رغم أنها تعرف أن الآباء والأجداد كانت لهم مزية الالتصاق بالعواصم العربية، وأن جل أمانيها أن تجد لها مرقد عنزة في بعض العالم العربي وخصوصاً في تلك البلدان المشار إليه أعلاه، فهي لم تستطع أن تورث للأبناء ما نمت عليه وما شاخت على رؤيته ولمسه.

وأشارت الصحيفة إلى أن، لكل جيل أهدافه وتطلعاته حيث هو شعب جديد، فليس من عادة الأبناء الأخذ عن آبائهم إلا ما يهمهم، والباقي قفزة نحو عالمهم، فلا يكفي أن تقول لهم خذوا أسرار تجربتنا لأنهم يريدون التجريب وحدهم وبطريقتهم .. فكم سمعت مثلاً من شخصيات في الامارات العربية تتحدث عن أهمية أن يتملك المرء جوار سفر غربي .. حتى أن بعض من يتحدثون عن الاستعمار الغربي وعن سياساته وعن ضرورة النضال ضده ، نراهم اكثر تكيفا اذا ما زاروا العاصمة البريطانية او الاميركية أو أي موقع اوروبي مهما كان, تلك الازدواجية عادية، وهي من طبيعة البشر في النهاية، لكن الجيل الجديد يعترف على الفور أن تطلعه محدد باتجاه الغرب وهو هدفه الأسمى .

وأردفت الصحيفة بالقول: "لقد شلت حروب العرب الداخلية والحروب على العرب وحروب العرب على بعضهم كل أمل بعودة اهتمام جيل كامل بأن يغرد كما فعل الآباء حين كان لهم عيش هانئ ومستقر في بلدان عربية مشهود لها بسياحتها وطيب حياتها ومصرفها أيضاً. ويبدو أن جزء مهم من الإشعالات تلك إنما سببه تهجير الأجيال العربية الجديدة إلى أمكنة غير عربية، ولطالما نجد التفتيش الشبابي العربي في هذا المجال عن المكان الذي يشبع الرغبات ويحقق المشتهى".

وخلصت الصحيفة إلى .. لا بد من الاعتراف بأن جيلاً عربياً مصدوماً من حالة أمته لكنه لم يعد مأسوراً لها أمام البهرجة الغربية التي لطالما حققت له الاشباع العلمي والنظرة السياحية ومنطق العلاقات الاجتماعية المختلف وغيره من مسببات اللحاق بهذا الغرب. من المؤسف أن العرب لم يخسروا امن بلادهم واستقرارها وواقعها الاجتماعي والانساني، بل خسروا أجيالاً عربية كان آباؤهم ذات سنين لا يجدون المتعة وراحة البال إلا في أوساط أبناء جلدتهم.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=21502