وجهات نظر

"جهاد" المصطلحات

ظافر أحمد


تحت عنوان "جهاد المصطلحات" كتب ظافر أحمد مقالاً في صحيفة تشرين جاء فيه:

قال الكاتب: تسوّق "جبهة النصرة" الذراع العسكرية لتنظيم القاعدة صورة من تجمعاتها تبرز فيها جملة "نقاتل في الشام وعيوننا على بيت المقدس"..

وأضاف الكاتب: نقلت مؤخراً صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية إسرائيلية تأكيدها رضا الجيش الإسرائيلي على جبهة النصرة، وارتياحه للمناطق الحدودية التي تنتشر فيها.

ويتساءل الكاتب, كيف ترضى "إسرائيل" على تنظيم القاعدة وعينه على بيت المقدس؟! إذاً الحقيقي هو الرضا الإسرائيلي، والوهمي هو "عين تنظيم القاعدة على بيت المقدس".

ما من "عبثية" في أن تسوّق وسائل إعلام واسعة الانتشار تلك الصورة وما يشبهها فهي لغاية سياسية إعلامية تستثمر "جبهة النصرة" المشهورة بـ "جهاد النكاح" وبتطبيقات مشوّهة للجهاد، فينفّذ ذلك الإعلام الحاضن للإرهاب دوره في "جهاد المصطلحات" أيضاً!.

كما تنشط بين الحين والحين تحليلات سياسية مشبوهة أو ساذجة بشأن خشية "إسرائيل" من وجود مجموعات وحركات وتنظيمات "التطرف الإسلامي" على حدودها..

ويتابع.. لا يمكن فهم العلاقة التي يتم تسويقها على أنّها عدوانية بين طرفين "الأول: الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، والثاني: تنظيم القاعدة والتنظيمات التي تنشق عنه أو تتفرع منه.."، إلاّ بفك لغز السياسة الأميركية والصهيونية لجهة "اختراع عدو وتأمين كامل التسهيلات له ودعمه وملاحقته حسب مقتضيات سياسية.."، فعندما تطلبت "المصلحة الأميركية" غزو أفغانستان والعراق تمّ تقديم تسهيلات لتنظيم القاعدة بضرب العمق الأميركي- "برجا التجارة العالمية 2001"- للاتكاء على الدم الأميركي بغية تمدد الذراع الأميركية حيث توجهها سياسة شيطانية..

وأشار الكاتب إلى أن هذه المرحلة يتم التركيز "الإسرائيلي والأميركي" على أنّ جبهة النصرة معارضة سورية وتقود انتشار "المعارضة" في الجنوب السوري وفي مناطق أخرى، وفي الوقت ذاته هي "تنظيم إرهابي" بقرار أميركي وأممي، وأيضاً يغدق عليها مشغلوها إغراءات كي تعلن انفصالها عن "القاعدة" وتفوز بتسمية "المعارضة السورية المعتدلة"، وبذلك تتجسد جبهة النصرة "كتنظيم لبّيس" لثلاثة خيارات أميركية وإسرائيلية هي: "معارضة سورية متشددة- تنظيم إرهابي- معارضة سورية معتدلة".. وحسب نفوذ "النصرة" تُعطى التصنيف المناسب في الوقت المناسب، وإذا انتهى مفعولها فلن تكون سوى "تنظيم إرهابي تمّ التخلّص منه لأنّه عدوّ لأميركا وإسرائيل.."!.

كي نستوعب السياسة الأميركية يجب الانتباه إلى إحدى استراتيجياتها: "ابتكار المشاكل وابتكار حلولها"، ومن تطبيقاتها "صناعة الإرهاب واستثماره وابتكار مكافحته والحلول له"!.

ويختم الكاتب بـ الأهم كيف نفهم أنفسنا لنحصنها ذاتياً، فهذه السياسة الأميركية لن تتغير على المدى المنظور، نحن من يجب أن نتغير في تفكيرنا وألاّ نكون "نماذج تطبيقية للمشكلات وحلولها".

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=21500