وجهات نظر

جنون أردوغان واللحظة الميتة

أحمد حسن


كتب أحمد حسن مقالاً في صحيفة البعث تحت عنوان " أبعد من حقد أردوغان ووهمه" جاء فيه:

استهل الكاتب مقالته بـالقول: بالتزامن مع انتهاء أعمال "موسكو2" بإشارات إيجابية، وإعلان الأمم المتحدة إرسال الدعوات لـ "جنيف3"، أعلن “أردوغان” وزمرته من حلف المتضررين الدائمين من الحل السلمي السوري الداخلي "عاصفة الحقد" على الحل، من أجل "فرض واقع سياسي جديد"، يستلزم إقامة "منطقة آمنة"، إما رسمياً  أو واقعياً، باعتبارها الخطوة الأهم لتثبيت مستجدات ميدانية، تُصرف لاحقاً في الفضاء السياسي الذي يرسم للمنطقة.

وبرأي الكاتب: لم يعد مهماً إثبات رفض هذا "الحلف"، بمختلف مكوّناته، للحلول السلمية وأسباب ذلك، ففيما تمتلئ الصحف ووسائل الإعلام الغربية قبل العربية بالدلائل، أكد المبعوث الدولي السابق إلى اليمن "جمال بن عمر" أن أول ضحايا "عاصفة حزم سلمان" كان الحوار اليمني الداخلي، وفي ذات السياق فإن "جسر الشغور" وقبلها "إدلب" ليست سوى مرحلة جديدة في مسار عثماني قديم، يتناسب طرداً مع المسار السلمي السوري، فكلما جنح السوريون للسلم وارتفع مؤشره البياني، ارتفع معيار جنون “أردوغان”، لكن اللافت في الخطوة الأخيرة هو توقيتها في “اللحظة الميتة” كما يقال، أو لحظة ارتباك استراتيجي، تعبّر عنها، بدقة متناهية، دعوات "دي ميستورا" لحوارات سورية منفصلة تمتد على مدى شهرين، وتتزامن نهايتها، للمصادفة..!!، مع الموعد النهائي لتوقيع الاتفاق النووي المنتظر.

ويستطرد الكاتب بالقول: إذاً هي مرحلة "سيولة" في المنطقة، وخلالها سيستمر الهجوم، التركي-السعودي- القاعدي، بالتصاعد، حتى خلال مشاورات "جنيف3" السورية، بحثاً عن تغيير واسع وسريع للمشهد الاستراتيجي في المنطقة كلها، أو على الأقل تثبيت نقاط تفاوض استراتيجية جديدة، سواء في اليمن أو سورية أو سواهما، لمصلحة واشنطن وأتباعها، وهذا ما يفسر، مثلاً، صمت مجلس الأمن الدولي عن تعامل هذه الدول العلني "داعش" و"النصرة"، بالرغم من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالإرهاب، باعتبارهما "الجيش البري" الوحيد الباقي لإسقاط سورية، بمن وما تمثله من وزن نوعي في المنطقة كلها.

ويخلص الكاتب إلى القول: بالطبع هنا لا يكفي أن نتحدّث عن "مخطط تركي وقطري" وحتى سعودي، لهدم الدولة السورية، فهؤلاء أدوات صغيرة في مخطط أمريكي-إسرائيلي أكبر، إن نجح ستطال مفاعيله الجميع، وبالتالي فإن المعادلة القادمة التي سترسم معالم المنطقة في المستقبل القريب بسيطة للغاية، وهي: "نصر سورية نصر لها ولحلفائها وللقوى الحية في المنطقة والعالم، وهزيمتها، التي لن تحدث، هزيمة لهؤلاء جميعاً دون استثناء".

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=20859