نافذة على الصحافة

النفط السعودي أداة لنشر الوهابية المتطرفة


نشرت جريدة الديار مقالة لـ حنا ايوب تحت عنوان " مُكافحة الوهابيّة مسؤوليّة عالميّة" جاء فيها:

قال الكاتب: يخطىء من يعتقد أن انتشار التطرف والارهاب في العالم سببه الفقر والحرمان والاستبداد والطغيان فقط، إذ اثبتت الأيام والأحداث أن عدداً كبيراً من الارهابيين في العالم، لم يأتوا من بيئة فقيرة او محرومة، بل كانوا يعيشون في مجتمعات متحضرة، بالطبع نحن نتحدث عن ارهاب الجماعات الدينية، وخصوصاً تلك المرتبطة بالحركات الاسلامية المتطرفة العنيفة, اذ نجحت هذه الحركات في جذب شباب يعيشون في مجتمعات متحضرة كأوروبا واستراليا والولايات المتحدة.

ويتسأل الكاتب: إذا لم يكن الحرمان والفقر أو الاستبداد والطغيان سبباً لهؤلاء للالتحاق بتنظيمات كـ "داعش" و"بوكوحرام" وغيرهما من الجماعات الارهابية الدينية، فما هي الاسباب الكامنة وراء هذا الحراك العالمي للانضمام إلى هذه التنظيمات ؟.

وأضاف: تحاول السعودية منذ أكثر من نصف قرن تطبيع الشعوب الاسلامية عبر العالم ثقافياً، وذلك عبر نشر العقيدة الوهابية بقوة المال الآتية من النفط، من خلال بناء نظام المدارس الدينية التي تنشر الفكر الوهابي في كل اصقاع الارض. وحتى الآن نجحت السعودية في التأثير في كثير من المجتمعات المسلمة عبر العالم، بدءاً من دول آسيا الاسلامية كماليزيا واندونيسيا، مروراً بافغانستان وباكستان والاقليات الدينية المسلمة في روسيا الاتحادية، وصولاً الى المشرق العربي وشمال افريقيا.

كما أن السعودية أرست قواعد جديدة للوهابية في دول تعتبر المجتمعات المسلمة فيها اقلية، كدول أوروبية ودول آسيوية كسيريلانكا على سبيل المثال.

وأردف الكاتب بالقول: بعد نجاح الوهابيين في نشر فكرهم التكفيري والمدمر للمجتمعات في أصقاع الأرض، بدأ العالم اليوم يحصد النتاج العملي لانتشار الوهابية في العالم حيث يأتي المئات لا بل الآلاف من أمم العالم ليقاتلوا تحت راية القاعدة و«داعش» وبوكوحرام بهدف الغاء الآخر المختلف دينياً او مذهبياً او حتى فكرياً داخل المذهب نفسه.

وبرأي الكاتب: يجب ان يتفاجأ الغرب عندما يلتحق آلاف المقاتلين من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة للقتال في صفوف «داعش» في العراق وفي سورية، رغم أن هؤلاء ينعمون بالخدمات التي تؤمنها مؤسساته لهم، فان هذا النهج هو نتاج سماحه بدخول أموال طائلة الى بلاده على مدى عقود تحت ستار دعم المسلمين و بناء الجوامع والمدارس لهم غير ان الهدف كان نشر الفكر الوهابي.

ويختم الكاتب بـ ، إن هذا الوضع يجب أن يدفع بمراكز القرار في العالم الى إعادة النظر في دعمهم للنظام السعودي وحمايتهم له، لا بل على العالم الغربي خصوصاً أن يسأل نفسه،إذا كان يجوز لعائلة واحدة مرتبطة بعقيدة دينية متطرفة وتدميرية أن تتحكم بهذا المقدور من القوة النفطية التي تشكل لها الداعم الاساس لنشر فكرها التكفيري؟.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=20797