نافذة على الصحافة

السفير اللبنانية: تركيا وعزلتها الفاشلة


عنونت جريدة السفير مقالة لـ مصطفى اللباد نشرتها اليوم الاثنين بـ "تركيا وعزلتها الثمينة" ألقت فيها الضوء على العزلة الإقليمية الفاشلة التي تعيشها تركيا في ظل نظام أردوغان.

قالت الصحيفة: مع حملات الإدانة الواسعة التي شهدتها العواصم الغربية في الذكرى المئوية للمذابح ضد الأرمن العام 1915، بدت تركيا الوريث القانوني للدولة العثمانية, معزولة إلى حد كبير في المناقشات التاريخية والقانونية والسياسية المحيطة بالمذبحة وفي موقفها المنكر لحدوثها.

وأضافت.. وبالتوازي مع "عزلتها الأرمنية" المزمنة تاريخياً، تعاني أنقره من عزلة إقليمية غير مسبوقة، بحيث يقل تأثير تركيا السياسي وتنحدر صورتها في الإقليم جراء سياسات الحزب الحاكم وزعيمه رجب طيب أردوغان, ولعل إطلاق إبراهيم كالين، مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، وصف "العزلة الثمينة" على المرحلة الجديدة التي تعيشها تركيا بغرض امتداحها، أبلغ تعبير واقعي عن نتيجة السياسات التركية خلال المرحلة الأولى من "الربيع العربي",  فبعد خروج جماعة "الإخوان المسلمين" من السلطة في مصر وليبيا وتونس، وبعد تردّي علاقات تركيا مع دول جوارها الجغرافي المباشر في سوريا والعراق وإيران، لم يعد لتركيا أصدقاء كثر في المنطقة فدخلت مكرهة في العزلة.
ترفع السياسة الخارجية التركية الجديدة شعار "العزلة الثمينة"، للإشارة إلى أن السياسة التركية "تقوم على المبادئ وأنها تفضل العزلة على التخلي عن هذه المبادئ".

وتتابع.. يستوحي شعار "العزلة الثمينة" شعار سابق استخدم في حقل العلاقات الدولية للإشارة إلى انكلترا في نهاية القرن التاسع عشر، أي "العزلة الرائعة" للإشارة إلى عدم انخراطها في صراعات القارة الأوروبية, ربما تنطبق شعارات الرائع والثمين على القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية في المرحلة الأولى من الحرب العالمية الأولى، أو انكلترا في نهايات القرن التاسع عشر، ولكنه صعب الانطباق على دول مثل تركيا الحالية. في الحالة الأخيرة ربما يكون شعار "العزلة الفاشلة" أدق وأكثر قدرة على توصيف تدني تأثيرها في حراكات دول جوارها الجغرافي.

كما أن مصطلح "العزلة الثمينة" يضمر معنى الاختيار والنأي بالنفس على خلفية تفوق أخلاقي ما، إلا أن عزلة تركيا الراهنة ليست عزلة مختارة من قبل أردوغان، وإنما عزلة فرضتها عليه سياساته الإقليمية السادرة في الطموح والمفارقة لواقع المنطقة وقدرات تركيا الفعلية.

وختمت الصحيفة بـ أن أردوغان انتهـج سياســات هيمنة وسيــطرة إقليمية متسترة بغطاء دعم مايسمى ثورات "الربيع العربي"، مثلـــما فعلت دول إمبريالية أخرى في السابق، مع الــفارق بأن سياسات أردوغان افتقرت إلى القوة التي تمتــعت بها القوى الإمبريالية، وليس أكثر من ذلك, ويصبح أردوغان بتدخلاته المفرطة والفجة في شؤون المنطقة عبئاً أيديولوجياً وقيداً ثقيلاً على تركيا وأدوارها الإقليمية!.

مركز الإعلام الإلكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=20785