نافذة على الصحافة

الإعلام الخليجي.."اكذب اكذب حتّى يصدّقك الناس"


تحت عنوان "الإعلام الخليجي في أروقة الأكاذيب" أورد موقع "العهد" اللبناني تقريراً ألقى فيه الضوء على دور الإعلام الخليجي المضلِّل  في قلب الوقائع وتشويه الحقائق.

استهل الموقع تقريره بـ قول لـ وزير الدعاية السياسية لألمانية النازية جوزيف غوبلز"اكذب اكذب حتّى يصدّقك الناس".

ويقول تعقيباً على ذلك: "يبدو أنّ دول الخليج تحاول جاهدة تطبيق مقولة غوبلز اليوم، في ظلّ  تعدد المحاولات لتغيير "بوصلة" الوقائع,  لم يقتصر "حشر أنف" الخليج في شؤون البلدان العربيّة الأخرى عسكريًا فقط، بل تعدّى ذلك الترويج الاعلامي الكاذب".

وتحدث التقرير عن فضائح قناني التضليل الاعلامي "العربية" والجزيرة" في الحرب على اليمن قائلاً:  "سعت القناتان إلى إظهار العملية السعودية بأنها "عملية عربية شرعية وجامعة", هذا ما  كررته "الجزيرة"  في أخبارها السريعة، وسعت للتأكيد على أنّ "عاصفة الحزم" هي عملية مشتركة بين جميع الدول العربية ضد جماعةٍ صغيرة "مخرّبة" في اليمن".

وأضاف.. "كذلك عمدت "العربيّة" إلى تلميع صورة المملكة السعودية وتسويغ عدوانها "الإنساني"، من خلال حملة دعائية تعتمد على التزوير في فبركة التقارير والأخبار، مُلصقة كل ما هو عدواني بحركة "أنصار الله" اليمنية".

وأورد التقرير مثالاً على ذلك: عرضت قناة "العربية" صورة لما قالت إنه تدمير لـ "رتل عسكري للحوثيين في صعدة"، تبيّن فيما بعد أن الصورة تعود إلى حرب الخليج عام 1991، وأن الدبابات هي دبابات عراقية.

لم يكن هذا التضليل الإعلامي الذي قامت به قناة "العربية" أو حتى "الجزيرة" هو الأول وقد لا يكون الأخير، إذ أصبح "التلفيق الاعلامي"  قاعدة في عمل هاتين القناتين خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة السورية.

"حرب التضليل الاعلامي في البلدان العربية لم تكن بداياتها مع أحداث اليمن وسوريا الأخيرة، بل لها تاريخ يؤكد مدى أهمية الوسائل الاعلامية في التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة ".

ونقل الموقع عن الدكتور في الجامعة اللبنانية وفيق ابراهيم, الذي يشير إلى أنّ ما يحدث اليوم في الاعلام الخليجي يعود إلى  العام 1990، يتحدث ابراهيم عن "خطّة اعلامية  وضعتها يومها واشنطن شملت الإعلام الغربي والخليجي لدراسة ما يُفرّق الدول العربية والاسلامية"، ويعتبر ابراهيم أنّ الاعلام "عمد منذ ذلك التاريخ حتّى اليوم إلى تحطيم المناعة الوطنية في هذه الدول عبر إثارة مكونات المجتمع المذهبية، الطائفية، القومية والعرقية وجعلها تتصادم في سبيل فسح المجال للولايات المتحدة الأمريكية للامساك بالمنطقة وقولبتها على النحو الذي تريده".

وبحسب ابراهيم المعركة  اليوم "إعلامية صرفة ", يوافقه الرأي الدكتور في كلية الاعلام عباس مزنر، الذي يؤكّد على دور الاعلام المضلل في التأثير على مجريات المعركة من خلال حرف الصراع وتعزيز الشرخ الطائفي، ويشير إلى  أن "هذه الوسائل عمدت إلى تصنيع داعش أوّلاً وتضخيم صورتها من خلال حملات اعلامية، ثمّ صناعة تهديد آخر وتحويل بؤرة الاهتمام عن العدوّ الداعشي ".

ويعتبر مزنر أنّ الغرب والخليج يسعى من خلال الاعلام إلى إقامة جدار بين العرب والايرانيين وإظهار إيران وحزب اللّه كطرف شيعي يهدد السنة في العالم. حصل هذا في سوريا والعراق ولبنان .

وختم التقرير بالقول أداء الاعلام الخليجي دخل مرحلة حساسة وخطيرة، ما يستدعي موقف يواجه حملة التضليل الواسعة هذه, لذلك يؤكّد مزنّر على وجوب مجابهة هذا التحدّي, ويقترح الاعتماد على أساليب رفع المعنويات، وتقديم صورة للانتصارات "حتّى لا تمرّ بعض الانجازات مرور الكرام", كما ويشدد على تحرّك الوسائل الاعلامية تحرّكاً منسقًا مع الجمعيات، والعمل على "الصورة " وخصوصًا "الانسانية" لأن لها دور كبير في التحريض, ويشير مزنّر إلى أهميّة تسليط الضوء اليوم على انجازات الحوثيين إعلاميًّا والاعتماد على مبدأ الممانعة بكلّ معنى الكلمة، لمجابهة التضليل الحاصل في الهجوم السعودي-الأميركي على اليمن.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=20656