وجهات نظر

أردوغان وديمقراطية القطط ...

د. بسام أبو عبد الله


كتب د. بسام أبو عبد الله مقالاً في صحيفة الوطن تحت عنوان "أردوغان ودور القطط في الانتخابات القادمة!!" جاء فيه:

بدأ الكاتب مقالته بالقول: في السابع من حزيران القادم ستشهد تركيا أكثر الانتخابات البرلمانية حساسية، وأهمية في تاريخ ما تبقى من هذه الجمهورية التي يريد صديق (ثوارنا!!) وداعمهم أن يحولها إلى سلطنة عثمانية تتنفس من رائحة سلاطينها المجرمين، وتاريخهم الأسود الذي يفترض أنه اندثر بمآسيه، ومجازره، وحملات إباداته مع أوائل القرن الماضي، ولكن رجب طيب أردوغان، كما هي حال آل سعود يريد أن يبقينا في زنزانات أجداده الذين بنوا أمجادهم على جماجم الأرمن، والسريان، واليونانيين، والعرب، فلم يتركوا لشعوب هذه المنطقة إلا مجالس العزاء، وتذكر الذين قضوا بسيوف وسكاكين أجداده، كما يقضي الآن الآلاف بسكاكين داعش، والنصرة، وجيوش الإسلام المتصهين، والتلمودي.

ويستطرد الكاتب.. الانتخابات البرلمانية التركية القادمة هي مفصلية، ومهمة لأن الشعب التركي سيقرر فيها ما إذا كان سيستمر بالاستمتاع بكذب، ونفاق دجال اسمه (رجب طيب أردوغان) وحزبه المستعد لفعل أي شيء للفوز بالانتخابات أم إنه سيقلب الموازين، وقد أسميتها انتخابات أردوغان، لأنه خلافاً للدستور التركي فإنه يتدخل لمصلحة حزبه- (حزب العدالة والتنمية) علناً، وجهاراً نهاراً، من دون أن يجد من يردعه لأن ما تبقى من تركيا هو (شبه جمهورية)، أو جمهورية موز، لا كلمة تعلو فيها فوق صوت أردوغان، وتجارته بالدين.

وأضاف: مصادر تركية تتحدث نقلاً عن المقر الرئيسي لحزب أردوغان أن شركات استطلاع الرأي العام العاملة معه تتوقع أن يحصل على 45- 46% من الأصوات، وتشير هذه المصادر إلى أنه إذا هبطت نسبة الأصوات إلى ما دون 45%، أو أقل من 300 مقعد في البرلمان، فإن هذا الأمر سيعرّض داوود أوغلو للمساءلة الحزبية، وسوف يعتبر أردوغان ذلك هزيمة له، وسقوطاً لحلمه في النظام الرئاسي "أي السلطنة".

الآن يتساءل الكثير من المراقبين حول مدى نزاهة الانتخابات القادمة، واحتمالات قيام أردوغان- وحزبه بتزويرها، وهذا الأمر وارد إذا عرفنا أنه في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في 30 آذار 2014 انقطع التيار الكهربائي عن 22 محافظة أثناء عمليات عَدّ الأصوات، فالمثير للضحك والسخرية أن وزير الطاقة التركي (تانر يلديز) دافع عن الانقطاع بالقول إن "قطة دخلت إلى قلب المحول الكهربائي، وأدت إلى هذا الانقطاع!!".

الأمر الذي تحول إلى مادة للسخرية من حكومة أردوغان، وتبريرات وزير طاقته حيث تم وضع صور للقطط تطلق بيانات، وتصريحات حول مغامراتها داخل المحول الكهربائي!!

وبرأي الكاتب: الأهم أن يدرك الجميع أن الغرب يُطبل، ويُزمر لمن يريد، ويمنح شهادات منشأ في الديمقراطية لمن يرغب، حتى لو كان انتقال السلطة سلساً!!
كما في حالة قطر "عبر تقبيل الأنوف"، أو فجّاً كما في حالة سلمان بن عبد العزيز الذي اتخذ قراراته الثورية!! قبل دفن شقيقه!! أو عبر استخدام القطط لتبرير تزوير الانتخابات كما في حالة أردوغان، وحزبه العادل والتنموي!!

وختم الكانب بـ لكن الأكثر أهمية أن ننتبه إلى أولئك الذين سمّوا أنفسهم "معارضين سوريين" وأطالوا الإقامة في كنف السلطان أردوغان، لنقول لهم: "اصمتوا- ولا تحدثونا بعد الآن عن تجربة ديمقراطية القطط!!".

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=20652