وجهات نظر

أسيرة وهم القوة العمياء


تحت عنوان " أسيرة وهم القوة العمياء" كتب محمد كنايسي مقالاً في صحيفة البعث جاء فيه:

استهل الكاتب مقالته بـ قبل ساعات من إعلان وقف "عاصفة الحزم"، كان الملك السعودي يأمر قوات الحرس الوطني بالمشاركة في العدوان على اليمن, وكان مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة يؤكد أن لا وقف لإطلاق النار قبل إذعان الحوثيين!.
فكيف يصح إذن أن تكون عاصفة الشؤم قد حققت أهدافها، كما جاء على لسان الناطق العسكري السعودي الذي أعلن وقفها؟.

ويستطرد الكاتب بالقول: حقيقة الأمر أن وصول العدوان إلى طريق مسدود تطلّب تدخل الحليف الأمريكي للجم الوحش الوهابي الفالت من عقاله، بعد أن اقتربت مغامرته العسكرية الفاشلة من جرّ المنطقة الى جحيم المواجهة الشاملة. وأما ما قاله الناطق السعودي، فمحاولة مكشوفة لتلميع الفشل العسكري الذريع، وإلباسه زي النصر المزعوم، تمهيداً للانتقال الى المعركة السياسية التي ستحاول المملكة المسعورة أن تحقق فيها ما عجز عدوانها عن تحقيقه، بالرغم من أن كل الدلائل تشير الى استحالة نجاحها سياسياً حيث فشلت عسكرياً، وأن إرادة الشعب اليمني التي عجزت كل جرائم العدوان البشعة عن كسرها، لن تكسرها السياسة.

وأضاف: فالشعب الذي قرر الخروج من العباءة السعودية التي أبقته في وضعية مزرية من التبعية والتخلف طوال العقود الماضية، وعوقب على قراره الوطني الشجاع بعدوان لا يضاهيه في الوحشية إلا العدوانات الصهيونية على فلسطين ولبنان، لا يمكن، بعد ثمن الصمود الباهظ الذي دفعه من دماء أبنائه الزكية، إلا أن يكون أشد إصراراً على إنهاء زمن الهيمنة السعودية على بلده الى الأبد.

وبرأي الكاتب ولو أن السعودية تخلصت من مرض الغطرسة الذي يعميها عن رؤية الحقيقة، لتعلمت الكثير من الدرس اليمني، ولأدركت أن العالم يتغير من حولها، وأن عليها التكيف مع حقائقه الجديدة، ولا سيما تراجع هيمنة أمريكا عليه واضطرارها الى التفاهم النووي مع إيران، بدل إصرارها على إنكار تلك الحقائق، وتوهمها أنها تستطيع إشهار عصاها الغليظة في وجه من تعتقد أنهم أعداؤها، وفِعْل ما تعجز أمريكا نفسها عن فعله !!

ويتابع.. لكن المملكة المتغطرسة مازالت تعيش، رغم فشل "عاصفة الحزم"، أسيرة وهم القوة التي لا تقهر: قوة الحليف الأمريكي، وقوة المال النفطي. ويبدو أنها مازالت بعيدة عن الخروج من هذا الوهم الكبير الذي دفع مندوبها لدى الأمم المتحدة، في جلسة للجمعية العامة أول أمس, إلى تهديد سورية بعاصفة حزم مماثلة قائلاً: "إن المملكة التي أثبتت قدرتها على الحسم والحزم ونصرة الأشقاء لن تألو جهداً في سبيل مساعدة الشعب السوري…" !!. فما كان من مندوبنا الجعفري إلا أن أفحمه بالرد: "فلترينا السعودية ماذا تستطيع أن تفعل ضد بلادي وعندها سنقطع اليد التي تمتد ونعاقبها بما تستحق".

وختم الكاتب بـ وما أحوج المملكة الغارقة في وهم القوة العمياء لمن يصدمها على هذا النحو القاسي، ولمن يقول لها: كفى كفى.

مركز الإعلام الكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=20646