نافذة على الصحافة

الوطن العمانية: صراخ في واد عميق


تحت عنوان "صراخ في واد عميق" نشرت صحيفة الوطن العمانية مقالاً لزهير ماجد جاء فيه:

قال الكاتب: قد لاتكفي كلمة كفى لهذا الطوفان الشرس في حياتنا العربية وما ينتج عنه من آلام سوف تبقى أبد الدهر ذكرى .. يتذكر المرء أصعب آلامه ولا ينساها، يورثها لأبنائه وبناته، يحملها لهم كتراث حي يتناقلونه فيما بينهم وربما تحمله الأحفاد.

ويصف الكاتب ما يمر به العالم العربي بالفضاعة، ويتابع.. إنه اللامسؤولية أن يحتجب الأمل كل تلك السنين سواء في سورية أو في العراق أو في ليبيا .. واليوم في اليمن الذي ادخل عنوة الى الإقامة الجبرية في حقل هذا الطوفان.

ويستطرد الكاتب بالقول: هل الصمت مفيد في هكذا حالات، اذا كان المرء مجبراً فعليه أن يتدثر به أو أن يجد المناسبة للكلام الحي, لكننا في زمن الاعلام والصورة، هي تنطق كثيراً بمكنونات لانفصح عنها .. عالم الصورة التي تدخل البيوت صارت من ثوابتنا، تقدم لنا الدليل، أحياناً بلا تعليق نعرف ماهو تعليق كل منا، ومن سيكتب، ومن سيفكر، ولكل منا ميوله وأسباب هذا الميول، هنالك المال وهو الرابح الأكبر، لكن هنالك ما هو أيضا محرض في زمن التفاصيل التي باتت معروفة.

وأضاف الكاتب: لم يعد سراً ما يجري في الوطن العربي، يوم كان لبنان يحترق وحيداً، كان العرب بين موال ومعارض أيضاً، تركت سورية لوحدها كي تلتزم بأحداثه، لم يعد ممكناً أن يتحكم به جيوش متضاربة الآفاق .. حين عجز الجميع عن حماية مستقبل لبنان كانت سورية القادر على هذا الأمر وهي كما نقول وحيدة بلا معين، فقد كان الرهان على أن تسقط لكنها نجحت، منعت تقسيمه وتمكنت من ان تعيد صهر جيشه وشعبه، مزجت فيما بينهما، اخترعت السبل لتحقيق غايات الانصهار.

وعن سورية يقول الكاتب أما سورية اليوم فهي في فم الذئب، لكنها لن تؤكل، كما أنها لن تحتاج الى من يحمي ترابها، لديها من القوة ما يحميها ويجعلها قادرة على فرض وحدتها. والعراق أيضا يتقدم الى مبتغاه، واما ليبيا فما زالت تحت الاختبار في أن تعود دولة او تظل ممدة الأطراف بلا قدرة رأس على إعادة لملمتها.وحين نقول اليمن، فنحن أكثر من حريص على تهدئة خواطرها مع إيماننا بأن الحوار من مطالب شعبها ..

وختم الكاتب بـ نحن إذن نصرخ في واد عميق، لانسمع غير صدى الصوت الذي نطلقه، فيما تحتجب الاسعافات التي يفترض تقديمها الى الوطن العربي لكي يخلص من أزماته.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=20403