واصل طلاب جماعة الإخوان المسلمين إثارة العديد من مظاهر الفوضى داخل الجامعات المصرية، التي بلغت ذروتها في جامعة الأزهر إثر اقتحامهم المبنى الإداري، واحتجازهم رئيس الجامعة الدكتورأسامة العبد، وقيامهم بإشعال النيران في مكتب نائب رئيس الجامعة عبر قنابل المولوتوف.

وأدت هذه التطورات إلى قيام العبد باستدعاء أجهزة الأمن التي دخلت الحرم الجامعي للسيطرة على الموقف، وإعادة الهدوء إلى مبنى الجامعة، وتوقيف عدد من الطلبة المشاغبين، فيما أثارت مواقف طلبة الإخوان بالجامعة استياء بين طلابها .

وأشاع المقتحمون حالة من الفوضى وإثارة الذعر بين العاملين الذين أكدوا إتلاف فوضويي الإخوان أجهزة حاسوب ومستندات مهمة داخل المبنى .وعقد مجلس جامعة الأزهر اجتماعاً طارئاً، وقال العبد في مؤتمر صحفي " إنه لا تهاون في التعامل مع هذه البلطجة الإخوانية غير المسبوقة في الجامعة منذ بدء العام الدراسي، لافتاً إلى اتفاق مجلس الجامعة على ضرورة التعامل مع هذا العنف الإخواني بالقانون وإحالة الطلاب المشاغبين إلى مجالس تأديب فورية ".

من جهته أكد إبراهيم هدهد نائب رئيس الجامعة أنه "تم اتخاذ قرارات إدارية بفصل 44 طالباً مشاغباً من الذين قاموا بأحداث عنف داخل الجامعة خلال الأيام الماضية، بعد أن تم التحقيق معهم من جانب الجامعة وثبت تورطهم في عمليات تخريبية".

في السياق ذاته، توجه عدد من طلاب وعناصر الجماعة إلى مشيخة الأزهر محاولين اقتحام مكتب شيخ الأزهرأحمد الطيب، وتصدى لهم العاملون في مبنى المشيخة، ما دفعهم إلى التوجه إلى مبنى مكتبة الأزهر في محاولة لاقتحامها وإحراقها، غير أن العاملين في المكتبة تصدوا لهم بمساعدة بعض قوات الأمن والمواطنين .

لم تكن بقية الجامعات المصرية بمعزل عن تظاهرات وعبث طلاب الجماعة، إذ شهدت جامعات القاهرة وعين شمس والمنوفية وأسيوط والمنيا وقناة السويس والمنصورة وبعض المعاهد الأزهرية تظاهرات مماثلة .

حرم جامعة المنصورة شهد كذلك أحداثاً مؤسفة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بالطوب والحجارة بين مئات الطلاب المنتمين لتنظيم الإخوان وطلاب آخرين مؤيدين لقوى سياسية مختلفة داخل حرم الجامعة، وذلك في المنطقة المحيطة بمبنى كلية الهندسة، ما أدى إلى وقوع إصابات .

وحذر طلاب ينتمون إلى قوى سياسية متفاوتة طلاب الجماعة من خطورة أن تؤدي ممارساتهم داخل الجامعات المصرية إلى إعادة سيناريو أمن الدولة بالجامعات، أو الحرس الجامعي، التابع لوزارة الداخلية، الذي تم إلغاؤه والاستعاضة عنه بأمن إداري .

ومن جانبه، شدد حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، على ضرورة عودة الاستقرار والأمن إلى الجامعات، داعياً إدارات الجامعات إلى التعاون مع الحكومة في هذا الشأن .

الى ذلك انفجرت سيارة مفخخة، مساء أمس الأربعاء، في شمال سيناء من دون أن يسفر ذلك عن وقوع خسائر بشرية، إذ كانت قوات الجيش اكتشفت وجودها قبيل تفجيرها، بحسب مصادر أمنية.

وقالت المصادر إن سيارة مفخخة كانت تستهدف رتلاً لقوات الجيش انفجرت قبل دقائق من وصول الآليات العسكرية على الطريق الدولي في مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء) من دون أن يؤدي الانفجار إلى سقوط قتلى أو جرحى .

في غضون ذلك كشفت مصادر عسكرية مصرية أمس، عن توقيف 11 من العناصر الإرهابية، خلال الحملات التي تنفذها قوات الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة المدنية في مدينتي رفح والشيخ زويد، من المتورطين في الهجمات التي تشهدها مدن سيناء، منذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي وأركان نظامه في تموز الماضي