نشرت صحيفة الوطن السورية مقالاً للصحفي الفرنسي تيري ميسان تحت عنوان " وقف إطلاق النار في جنيف" جاء فيه:

قال الكاتب: في عام 2003، تفاوض الأوروبيون مع إيران حول رصيد ديون «أوروديف» (الديون الأوروبية على برنامج شاه إيران النووي العسكري الذي أغلقه آية اللـه الخميني) وردوا بالرفض على إعادة إطلاق القسم المدني من البرنامج.

ويتابع.. وافق الوفد الإيراني الذي كان يقوده الشيخ حسن روحاني على التخلي عن مشروعه في البحث عن طريقة جديدة لإنتاج الطاقة النووية, مع ذلك، أقال الرئيس محمود أحمدي نجاد فور انتخابه الشيخ حسن روحاني، وأعاد إطلاق مشروع البحوث النووية المدنية، فردت الولايات المتحدة عبر مزيد من الضغط، ثم عن طريق استصدار ستة قرارات متتالية عن الأمم المتحدة تتهم إيران بالتحضير سراً لبناء قنبلة نووية, وبشكل تدريجي راحوا يستخدمون هذه الذريعة من أجل عزل إيران عن طريق العقوبات الاقتصادية والمالية.

وأوضح أن عندما لمست الولايات المتحدة أن العقوبات الاقتصادية على كوبا وإيران غير فعالة، قررت فتح مفاوضات سرية مع هاتين الدولتين.
فيما يخص إيران، فقد انعقدت هذه المحادثات ابتداء من شهر آذار 2013, تم فيها الاتفاق على أنه، قبل المضي أبعد من ذلك، ينبغي أن يقوم الطرفان بتهيئة ظروف «المصالحة», تعهد حينها آية اللـه خامنئي بسحب كل جماعة أحمدي نجاد من السلطة، على حين تعهد المفاوض الأميركي جاك سولفيان بجعل السعوديين يخففون لهجتهم إزاء إيران.

وأشار الكاتب إلى أن في كانون الثاني 2014، توصلت كل من واشنطن وطهران إلى تفاهم حول تقاسم النفوذ بين إيران والسعودية في بلاد الشام والخليج وبما يتضمن توفير أمن السعودية بإنشاء حلف «ناتو» إقليمي، وفي مقابل ذلك، تتخلى إيران عن أبحاثها النووية، والولايات المتحدة عن حصارها الاقتصادي لها.

ويقول الكاتب في نهاية المطاف، تم في 29 آذار الماضي إرساء قواعد حلف «ناتو» الإقليمي من جامعة الدول العربية وبعد ثلاثة أيام من ذلك التاريخ، أي في 2 نيسان، تم الإعلان على الملأ في جنيف عن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني "الذي يعود إلى عام مضى".

وختم الكاتب بـ وهكذا ترتب على إيران أن تدفع غالياً ثمن فك الحصار الاقتصادي الذي كانت ضحيته: فتوقفت عن تطوير أبحاثها النووية، لكنها في المقابل، فازت بعشر سنوات من الإعفاء، وبالاعتراف بدورها في فلسطين، ولبنان، وسورية، والعراق، والبحرين.

مركز الإعلام الإلكتروني