نافذة على الصحافة

المنار: بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟


أورد الموقع الالكتروني لقناة المنار اللبنانية مقالاً تحت عنوان " بهدوء.. داعش من أين وإلى أين؟" جاء فيه:

قال الموقع: في مثل هذه الأيام من العام ألفين وثلاثة عشر، اندلعت أولى شرارات "قتال إخوة المنهج"، بين أتباع أبو بكر البغدادي، وأبو محمد الجولاني، في الشهر الثامن من عام 2011، توجه الجولاني من العراق إلى سوريا، لتأسيس "جبهة النصرة لأهل الشام"، بعدما بايع أبو بكر البغدادي وبدأ بجمع البيعات على أرض الشام لصالح أميره البغدادي.

وتابع.. وفي تلك الفترة، أوفد أيمن الظواهري المدعو أبو خالد السوري إلى سوريا، ليجمع البيعات أيضاً لصالح تنظيم القاعدة, وتوجه السوري إلى الجولاني ليبايع الظواهري، فرد الجولاني عليه بمهلة لدرس الطلب. وفي تلك الفترة، بدأت خلافات بين جبهة النصرة وقيادة داعش، حول مسائل تتعلق بالقيادة في سوريا، وبإرسال الأموال إلى العراق.

وأضاف الموقع.. في بداية عام 2013، كان الجولاني قد أحكم سيطرته على كامل مفاصل جبهة النصرة، وأتم جميع الإستعدادات للإنفصال عن البغدادي، ولما وصل الأمر إلى الأخير، سارع إلى إلغاء الجبهة، وضمها إلى دولة واحدة، هي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في كلمته الشهيرة في 9 نيسان/أبريل عام 2013.

واعتبرالموقع أن هذه الأحداث كشفت هشاشة التركيبة الفكرية للتكفيريين، فكانت البيعة للمصلحة، فالجولاني بايع البغدادي وبعده الظواهري لمصلحته الشخصية، فيما أمراء داعش، بايعوا بن لادن، والظواهري لمصلحتهم أيضاً، وعندما انتفت مبررات وجودها، وبات الطرفان يتحكمان بالأرض، نقضوا ما قالوا إنها بيعة على "المنشط والمكره"، وتيبن أن هذه الدعامة الأساسية للتركيبة الفكرية ما هي إلا مطية للسيطرة والحكم.

وأوضح الموقع أن أكثر من 7 آلاف مسلح وفق المعلن من الأرقام، قتلوا في حرب داعش - النصرة، بينهم نسبة كبيرة اعدموا ميدانياً، بقطع الرؤوس والصلب. فهذا الفكر الذي ارساه السعودي محمد عبد الوهاب والمصري سيد قطب، حكم على معتنقيه بالقتل أيضاً بنيران اخوته، وفق مبررات سطحية، هي نفسها التي يسوقها أتباع هذا الفكر لقتل من يختلف معهم، فإذا بالتكفير يلتهم نفسه، في دلالة واضحة على هذه المبادئ التكفيرية غير قابلة للحياة، حتى لدى مؤديها، فكيف لرافضيها بالأساس.

وختم الموقع بالقول: إسلام التكفيريين كفر الأنظمة، وأوجبَ قتال الحكام المرتدين. وفي حرب التكفير، فإن جبهة النصرة مرتدة وكافرة بنظر داعش، ومن لم يكفرها فهو كافر, وبالنسبة إلى النصرة، فإن داعش خوارج وبالتالي كفرة ووجب قتالهم، ومن لم يكفر داعش فهو كافر, وفي هذه المعادلة، فإن كل جماعات التكفيريين كفاراً ووجب قتالهم، وفق فكرهم، وبالتالي فإن داعش كما الجماعات التكفيرية الأخرى مصيرها الزوال.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=19803