وجهات نظر

صدمة أوباما: الخليج من الداخل

عبد اللطيف عمران


كتب د. عبد اللطيف عمران مقالاً في صحيفة البعث تحت عنوان " صدمة أوباما: الخليج من الداخل" جاء فيه:

قال الكاتب: كانت تصريحات الرئيس الأمريكي يوم الأحد الماضي لصحيفة نيويورك تايمز بمثابة الصدمة المزدوجة: صدمة حكام الخليج من جهة، وظهور أوباما كأنه مصدوم هو أيضاً بنتائج قراءة تبدو جديدة  للعلاقة بين هؤلاء الحكام والشعب.

وأضاف.. ولاسيما أن التصريح أتى في إطار تأزّم مشترك تعانيه السعودية و"إسرائيل" في المنطقة. وليس صحيحاً أنه مرتبط بالاتفاق النووي الذي بدأت المحادثات بشأنه قبل اثني عشر عاماً, والحقيقة هي أن الولايات المتحدة لم تعد  دولة كليّة القدرة في المنطقة، إضافة إلى أنها بدأت ترى في الشرق الأقصى أهمية ماتراه في الشرق الأوسط.

واعتبر الكاتب أن أوباما لم ينطلق من موقف عدائي، فهو صديق للسعودية، ولديهما شراكة استراتيجية في الرؤية نحو كثير من قضايا المنطقة، ومع "إسرائيل" تحديداً، وكان حرصه بادياً على الكيانين الوهابي والصهيوني، ونصائحه لهما مشتركة، فالكيانان اللذان يبديان البرَم نفسه بسياسات أوباما الأخيرة يأخذان الاحتياطات نفسها في عدائهما المشترك والواحد للمشروع العروبي، وللمقاومة، وللتيارات والأحزاب  والقوى الوطنية والقومية، ولكل منجزات حركة التحرر  العربية، باعتبارهما «السعودية وإسرائيل» كيانين وظيفيين، وهذا واضح تماماً تاريخياً وواقعياً.

ويتابع.. لذلك ربط أوباما حديثه بأن إضعاف «إسرائيل» هو فشل استراتيجي وأخلاقي، بحديثه عن ضرورة بحث حكام الخليج عن قدرات دفاعية أكثر كفاءة، وهي الاهتمام بالداخل وتجنّب مزيد من الانتهاكات، بالرغم من قناعته بالفرق بين الكيانين من حيث الاهتمام بالديمقراطية والمساواة والانتخابات ودور الداخل. ولا شك في أنه يشعر بمسؤولية أكبر تجاه الكيان الصهيوني الذي يبتزّ الأمريكان، الذين هم بالمقابل يبتزّون الخليج.

وختم الكاتب بـ الخليج يحترق منذ زمن بنار تحت الرماد، ولن تكون دوله وحكّامه أكثر منعَة في ربيع الخراب. وتاريخياً دور الدولة الوظيفية وكيانها مؤقّتان. فالتحوّل آتٍ، ومستقبل الدولة الوطنية العروبية المقاومة هو الضمان لمصالح الشعب وقضايا الأمة.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=19781