وجهات نظر

هواجس بني قينقاع

د. بسام أبو عبد الله


كتب د. بسام أبو عبد الله مقالاً في صحيفة الوطن تحت عنوان "هواجس بني قينقاع" أكد فيه أن مصالح أميركا في الشرق الأوسط لن تكون طوعاً لرغبات السعودية أو مرتبطة بمصيرها.

قال الكاتب: يشعر (بني قينقاع) اليوم بالقلق الشديد، ويتساءلون: هل اهتزت مقولة روزفلت من أن (الدفاع عن السعودية يعتبر أمراً حيوياً للولايات المتحدة الأميركية) أم إن (باراك حسين أوباما) من أتباع ولاية الفقيه، وقد تمكن الحرس الثوري  الإيراني من تربيته منذ الصغر في كينيا حتى وصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية لينقلب على مقولة روزفلت هذه؟.

وأضاف.. اعتقد (بني قينقاع)، وراهنوا كثيراً على التدخل الأميركي المباشر في سورية، وكانوا مستعدين لدفع كل ما يملكون إذا اقتضى الأمر ذلك، ولكن عميل «الحرس الثوري الإيراني» باراك حسين أوباما خيّب ظنهم، دون أن يقرأ ولمرة واحدة أن النخبة الحاكمة داخل أميركا اتخذت قراراً إستراتيجياً بعدم التدخل المباشر بعد (أفغانستان، والعراق)، وأن ما قاله يوماً ما وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس من أن: (السعوديين يريدون أن يقاتلوا الإيرانيين حتى آخر أميركي) لن تتحقق، وأن مزاجاً جديداً بدأ يتشكل داخل أروقة واشنطن بحتمية التفاوض مع إيران وسورية، استناداً لتقرير (بيكر- هاملتون) القديم، وأن حصاد الإخفاق مع (بني قينقاع) وحلفائهم في المنطقة قد وصل إلى نهايته، ولابد إذاً من التفكير بأولويات أميركا، وليس السعودية، إن على إدارة أوباما أن توضح للسعوديين أن مصالح أميركا في الشرق الأوسط لن تكون طوعاً لرغبات العائلة المالكة أو مرتبطة بمصيرها.

ويتابع.. البعض جاهر بالقول: «يريد السعوديون شرق أوسط مختلفاً عما نفعله، يعارض السعوديون الديمقراطية، ويعارضون حرية الصحافة، ويعارضون حرية الاعتقاد وممارسة شعائر خارج الإسلام، إنهم يعارضون مساواة المرأة أمام القانون، إنهم يعارضون فكرة أن الأفراد لهم حقوق، ويقرضونهم بطرق معينة، ولأغراض محددة للحكومات»، ليصل هؤلاء للقول: «لا يعارض السعوديون القيم الأساسية للمجتمع الأميركي لكنهم مولوا بعض أشد الجهاديين ضراوة، وإذا كان هناك خط أحمر يجعل أوباما ذا مصداقية يجب أن يكون على استعداد للتخلي عن البلدان التي تعتمد على المساعدة الأميركية.

وختن الكاتب بالقول: السؤال الأهم: هل دخول (بني قينقاع) إلى اليمن وعدوانهم الوحشي هناك هو سيناريو محتمل لإغراقهم في رمال اليمن، هذا احتمال وارد جداً، لأن أميركا لن تقاتل عن أحد، أما (بني قينقاع) فمن حقهم أن يقلقوا، ولكنه قد تكون مراحل القلق الأخير قبل الدفن، بهدف إنتاج حالة أكثر تواؤماً مع إستراتيجية الولايات المتحدة والخريطة الجديدة في المنطقة.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=19480