أحوال البلد

اللحام: نرحب بكل الجهود لحل أزمتنا شريطة احترام سيادتنا الوطنية وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية


أكد محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب أن أرض الشام مهد المسيحية والإسلام  هي التي صدّرت للعالم لغته وقيم التعايش بين الحضارات والأديان على مدى سبعة آلاف عام، والحرب على الإرهاب في سورية تحت أي عنوان وبأي طريقة كانت ومن قبل أي تحالف لن تنجح في القضاء عليه ولن تستطيع دحره واجتثاثه ما لم يتم التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية في إطار قرارات مجلس الأمن.
وأمام الجلسة العامة للجمعية 132 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في هانوي  بفيتنام تحت عنوان التنمية المستدامة قال اللحام" في هانوي عاصمة النضال من أجل التحرر سأرفع صوت الشعب السوري عالياً لعلّنا نستطيع معاً إيقاظ العالم الذي غاب وعيه ومات ضميره أربع سنوات لوقف حرب إرهابية شنتها بعض الدول الغربية والعربية ضد بلدنا وشعبنا بأدوات إرهابية وإرهابيين جهاديين متطرفين ظلاميين جرى حشدهم من أكثر من 83 دولة في العالم  لضرب الدولة السورية وتدميرها وتشريد شعبها."
وأشار اللحام إلى أن سورية ترحب بكل الجهود المبنية على نوايا صادقة لحل أزمتها شريطة أن تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما أنها مصممة على ضرب الإرهاب بيد ومد يد المصالحة والمسامحة للمغرر بهم للعودة إلى حضن وطنهم والمساهمة في بنائه وإعماره وليس تدمير بناه التحتية ومؤسساته الخدمية من مشاف ومدارس ومصانع وشبكات الكهرباء والهاتف.

ولفت اللحام الى التحذير السوري في كل مناسبة من أن الإرهاب الذي يجري دعمه وتمريره إلى سورية سيرتد إلى العالم وسيمتد إلى الجوار القريب والبعيد ، قائلاً "هذا الإرهاب السرطاني العابر للحدود ستطال آثاره المدمرة شعوب العالم أجمع وكلكم يرى اليوم أين وصلت تبعات الإرهاب الكارثية في العراق وفي مصر وليبيا ولبنان وتونس وفي قلب أوروبا والقادم أعظم."

وأكد رئيس مجلس الشعب في كلمته أنه بالرغم من اعتراف العالم اليوم بانتشار الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط ووصوله إلى أوروبا وتدفق الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى سورية والعراق عبر الحدود المفتوحة من قبل بعض دول الجوار وبالرغم من الجرائم والممارسات التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة بحق التنوع السكاني والاجتماعي من تشريد وتهجير وتدمير للتراث الحضاري في سورية والعراق وعمليات الذبح الجماعية أمام عدسات الكاميرا بقيت الاستجابة الدولية لمكافحة الإرهاب قاصرة ورهن سياسات خاطئة وبقيت مواقف الدول الغربية وبعض دول الجوار بعيدة عن الالتزام الحقيقي بمحاربة الإرهاب.

ولفت اللحام الى أن  بعض دول العالم تدعي محاربة الإرهاب بينما تقوم بدعمه وتسليحه تحت مسميات وحجج واهية، فما الخطط الغربية لتدريب وتسليح عناصر سورية يصفونها بالمعتدلة في تركيا والسعودية إلا ستار لمواصلة دعم الإرهاب والفوضى في سورية تحت شعار محاربة الإرهاب وهي تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ينبغي إدانتها من جميع برلمانات العالم ووقفها فوراً.

ودعا اللحام برلمانات العالم وحكوماته إلى لحظة تأمل في مستقبل الشعوب في ظل هذا المد الإرهابي التكفيري الذي يدمر الإنسان والحضارة الإنسانية، متسائلاً أي مستقبل ينتظر شعوبنا وأطفالنا، وأي تنمية يمكن أن تقف أمام زحف مفجري الأجساد البشرية والتماثيل والآثار، أمام أكلة الأكباد وقاطعي الرؤوس؟، مشيداً بجهود الاتحاد وأمينه العام مارتن شونغونغ على مبادرته بزيارة دمشق في وقت سابق من العام الجاري، وكذلك بجهود رؤساء البرلمانات الصديقة والمؤسسات البرلمانية الإقليمية لمساعدة الشعب السوري في تجاوز محنته.

وأضاف اللحام "إنها لحظة الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن بالنا جميعا فما يجري في سورية والعراق يمكن أن يحصل في أي بلد من بلدان العالم ما لم نملك الإرادة الحقيقية والرغبة الصادقة في العمل معاً لاجتثاث الإرهاب والفكر التكفيري المظلم الذي يشكل القاعدة الأساسية لهذا الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة مقاتليه وجهادييه الذين يتنقلون عبر العالم بحرية ودعم من جهات رسمية وغير رسمية. 

وعن التنمية المستدامة قال اللحام "نجتمع اليوم تحت عنوان التنمية المستدامة ونحن في سورية نستطيع أن نقول: إننا كنا وقبل أن يضرب الإرهاب في بلدنا نخطو خطوات رائدة على مسار التنمية في مجالات الصحة والزراعة والتربية والتعليم والرفاه  والخدمات، غير أن كل شيء تغير واتجه في الطريق المعاكس مع بدء خريف الإرهاب وجرى تقويض مختلف مسارات التنمية على يد الجماعات الإرهابية المسلحة فخسائر القطاعات الاقتصادية التي جرى استهدافها بشكل ممنهج تقدر بمليارات الليرات ناهيكم عن الضرر النفسي والاجتماعي الذي لحق بالشعب السوري".

وتساءل رئيس مجلس الشعب هل يمكننا أن نتحدث اليوم في عام 2015 عن تحقيق أهداف التنمية للألفية في مناطق دون أخرى؟ لاشك أن الفوضى والاضطرابات في دولة ما تشكل عامل زعزعة لمسارات التنمية في الجوار فما بالكم بالحروب والإرهاب الذي يتمدد وتتمدد تداعياته الكارثية في الشرق الأوسط الذي يشكل قلب العالم؟ لذلك نرى أن كل مسارات التنمية مرهونة بتحقيق الأمن والاستقرار بالقضاء على ظاهرة الإرهاب ومعالجة أسبابها وتجفيف منابع تغذيتها الفكرية والمالية.

وختم اللحام كلمته شاكراً الجمعية الوطنية في جمهورية فيتنام الاشتراكية على استضافتها، متمنياً نجاح الجلسة لما فيه خير الشعوب ومستقبل البشرية وأن تسهم البرلمانات باعتبارها ممثلة للشعوب في لعب دور حاسم في سن التشريعات وممارسة الرقابة على الحكومات للإيفاء بالتزاماتها تجاه القانون الوطني والدولي والسيادة الوطنية وتعزيز المساواة بين الدول كأساس للتعاون الدولي وعامل من عوامل الاستقرار وتحقيق التنمية والرفاه لشعوب العالم أجمع.

مركز الاعلام الالكتروني_ خاص

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=19279