وجهات نظر

عندما يفقد الإعلام شهية الغوص في عمق الأمور

ظافر أحمد


كتب ظافر أحمد مقالاً في صحيفة تشرين تحت عنوان "خدمات تضليلية!" سخر فيها الكاتب من السيل الإعلامي الذي استنفر للانتخابات الإسرائيلية ومازال يترقب الحكومة الإسرائيلية المقبلة مؤكداً أن كل شيء في «إسرائيل» يؤكد استنفار أحزابها للتوجّه إلى غايتها النهائية «كيان يهودي صرف».

قال الكاتب: تصلح نتائج الانتخابات الإسرائيلية كموضوع بحثي يمكّن من معرفة سذاجة الخطاب العربي السياسي والإعلامي في فهم «الداخل الإسرائيلي»، ودور سيل من وسائل الإعلام العربية بشتى اتجاهاتها النفطية وغير النفطية في تضليل مبرمج -وأحياناً من غير قصد- للعقل العربي وللجمهور العربي الذي يراد إقناعه بأنّ اليسار الإسرائيلي أقل تطرفاً من اليمين الإسرائيلي، أو أنّ القائمة العربية في الكنيست ذات وزن يحسب له حساب وكأنّها ستحدد سياسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة!.

وأشار الكاتب إلى أن كل شيء في «إسرائيل» يؤكد استنفار أحزابها للتوجّه إلى غايتها النهائية «كيان يهودي صرف»، وتسقط اعتبارات اليسار واليمين والوسط أمام «الإجماع الإسرائيلي» برفض الدولة الفلسطينية إلاّ إذا أمكن جعلها محفظة في يد «إسرائيل»، ورفض تقسيم القدس والعمل التدريجي لتهميش وترحيل الفلسطينيين من القدس والتوسع الاستيطاني.

وأضاف.. تذوب التباينات الحزبية أمام زيادة ميزانية جيش الاحتلال الإسرائيلي وزيادة «مخصصات» ما يسمى اللواء الاستيطاني «الذراع الحكومية لمشروعات الاستيطان» ومتطلبات استقطاب المهاجرين الجدد إلى «إسرائيل» حيث بلغ عددهم 26 ألفاً خلال عام 2014 كرقم قياسي مقارنة بالسنوات العشر الأخيرة، وزيادة الدخول الإسرائيلي في تفاصيل إرهاب «داعش وجبهة النصرة» وجزء ممّا يسمي نفسه "معارضة سورية"!.

ويتسأل الكاتب لماذا السيل الإعلامي الذي استنفر للانتخابات الإسرائيلية ومازال يترقب الحكومة الإسرائيلية المقبلة لم يشهد استعراض تاريخ اليمين أو اليسار في «إسرائيل» لإثبات تقاسمهما المجازر بحق الفلسطينيين والعرب؟ بل إنّ «اليسار الناعم» يتفوّق على «اليمين الخشن» في هذا المجال وصولاً إلى آلاف الشهداء العرب وملايين المشردين واللاجئين.
لماذا تبتعد الشهية الإعلامية عن شؤون 1,5 مليون فلسطيني من عرب 48 محكومين بالتهميش وانفتاح شهية اليمين واليسار الإسرائيليين عليهم لنيل أصواتهم خلال الانتخابات فقط ولجعلهم في أفضل الاحتمالات مجرد ورقة انتخابية.؟!

وختم الكاتب بـ عندما يفقد الإعلام شهية الغوص في عمق الأمور فهذا يعني خدمات مضللة لجمهور يقصفه الخبر الإرهابي والخبر «الساذج» قبل القصف المسلح.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=19069