وجهات نظر

أخطاء الحكام العرب

د. خلف المفتاح


تحت عنوان "أخطاء الحكام العرب" كتب د. خلف المفتاح مقالاً في صحيفة البعث أكد فيه أن غياب المشروع القومي العربي هو السبب الأساسي الذي يقف وراء تهافت المشاريع الخارجية على منطقتنا العربية. 

قال الكاتب: تكاد أخطاء الحكام العرب بحق شعوبهم  والأمة العربية تكون كثيرة الشبه بأخطاء الأطفال الذين يعبثون بألعابهم فتتكسر، ثم ما يلبثون أن يسعوا ليصلحها لهم الكبار، أو يبكوا عليها.. هكذا كان حالهم في العراق تآمروا عليه ليقع فريسة سهلة بيد الغرب وأعوانه، ولم يستفيدوا من الدرس العراقي القاسي فارتكبوا الخطيئة ذاتها في سورية، فدعموا القوى الخارجية، وأرسلوا، وسهّلوا دخول الإرهابيين، وأنفقوا مليارات الدولارات بهدف تدميرها وتخريبها وعلى الرغم من فشلهم في تحقيق ذلك الهدف بفضل شجاعة السوريين إلا أنهم لم يكفوا عن الاستمرار في مسلسل تدمير الدولة السورية.

وأضاف.. إن إلقاء نظرة فاحصة على الوضعية العربية خلال العقود الأخيرة، تدل دلالة أكيدة على أن معظم ما تعانيه الأمة العربية من مشاكل بسبب الأخطاء القاتلة التي يرتكبها النظام الرسمي العربي، وارتهان معظم الدول العربية للقوى الخارجية.

وأشار الكاتب إلى أن ما يفسر حالة الشلل المزمن الذي أصاب الإرادة السياسية العربية، هو جملة عناصر وأسباب، تأتي في مقدمتها حالة الضعف الذي وضع بعض الحكام العرب أنفسهم فيها، وعدم اتباعهم سياسات وطنية، ناهيك عن عدم تحقيق حالة تنمية اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وبناء مؤسسات ديمقراطية تمنح القوة والشرعية والثقة بالنفس للنظام القائم، ما يجعله يتحلل من الارتهان للقوى الخارجية، ويتمكن من اتخاذ القرارات التي تضع المصالح العليا لبلاده في المقام الأول.

وختم الكاتب بـ الخطوة الأولى لإصلاح البيت العربي المخرّب تبدأ من مراجعة جذرية وسريعة لسياسات بعض الدول العربية الفاعلة على مستوى الساحة العربية والإقليمية بحيث تتركز جهودها، بما يخدم شعوب دولها أولاً، وأبناء المنطقة العربية ثانياً، والخطوة الثانية تتمثل في إعادة إحياء العمل العربي المشترك، بما يصب في خدمة مصالح العرب ودولهم، ويساهم في عودة الاستقرار للمنطقة، ومحاربة الإرهاب وداعميه واجتثاثه من جذوره، وإغلاق الأبواب والنوافذ على القوى الخارجية وعدم السماح لها بالتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية، فالواضح تماماً أن التدخلات الخارجية لا تحصل إلا في مناطق الفراغ نتيجة الخلافات والصراعات البيئية العربية، وأن غياب المشروع القومي العربي هو السبب الأساسي الذي يقف وراء تهافت المشاريع الخارجية على منطقتنا العربية.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=19062