وجهات نظر

سورية.. بلد منسوجة بالعناية الإلهية

ناظم عيد


أكد ناظم عيد في مقالٍ له في صحيفة البعث تحت عنوان "لمن يجيدون القراءة" أنه لاخوف على مستقبل سورية لأنها بلد منسوجة بالعناية الإلهية.

قال الكاتب: لم تكن مفاجئة تلك اللهفة غير المفتعلة التي أبداها أهلنا في الحسكة وهم يتسابقون-قافزين فوق كل اعتبارٍ إثني أو طائفي- لتلبية نداء التبرع بالدم الذي أعلنه مشفى المدينة لإسعاف جرحى التفجير الإرهابي الحاقد..

وأضاف.. من هذه الزاوية الصغيرة يخرج تساؤل كبير-ويبدو مطلوباً بإلحاح- عن أي خوف أو قلقٍ من شأنه معاندة كل من يتفاءل بغد بلدٍ منسوجةٍ هكذا بهذه العناية الإلهية، ومتلاحمة بقدسية الهوية السورية التي تساقطت أمامها كل الهويات والاعتبارات الطارئة تسللاً تحت جنح أزمةٍ تم استيرادها تهريباً؟.

ويتسأل الكاتب: وأي قلقٍ على سورية علينا أن نستسلم له، ونحن نستنتج أن الضخ المكثّف من التطمينات التي دفع بها رئيس اتحاد المصدرين السوريين للأشقاء العراقيين، بشأن الأوضاع في سورية، عبر وسائل إعلامهم خلال معرض بغداد، وتركيزه على “خصوصية” عدم الوصول إلى فرض إجراءات حظر التجوّل في سورية، كانت من أبرز الأسباب التي دفعت السلطات هناك لإلغاء العمل بهكذا خيار احترازي، استجابةً لمطالبات الإعلاميين الذين التقطوا إشارة المقارنة بحرفية وإتقان.. وهاهم رجال الأعمال من الأشقاء العراقيين بالعشرات يجولون في شوارع دمشق بمناسبة المعرض الذي افتتح، أمس، في فندق الداماروز، فهل علينا أن نتوجس على مستقبل بلد مازالت مسطرة الأمان فيه صالحة كمقياسٍ وقدوة رغم الأزمة وتصديراتها الإعلامية بكل ما تخللها من تهويل؟.

وبرأي الكاتب على الجميع الآن أن يجيد قراءة ما بين سطور المتغيرات والانعطافات الحادة في المواقف الدولية إزاء سورية، فثمة ما هو أكثر من مجرد زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى دمشق، والتصريحات التي تعيد ترداد وجهة نظر الدولة السورية بشأن الحل السياسي، وتكررت على ألسنة سيناتورات أمريكيين ومسؤولين أوروبيين، قد لا يكون موقف “شتاينماير” وزير الخارجية الألماني منذ يومين خاتمة في سياقها، بل بداية تستدعيها المتغيرات البنيوية على الأرض في ميزان القوى.

ويتابع.. لّا أن اللافت الذي يستشير الرغبة  بالسخرية والضحك هو أن تقنيات “العزل الفندقي” حالت دون وصول ترددات هذه الأصداء إلى متسولي لقب “معارض سوري” في الخارج، فلم يكن مستغرباً استمرار اسطوانات الفحيح التي يصرّ على تكرارها مفلسون لا يملكون إلّاها رصيداً للارتزاق.

وختم الكاتب بـ بالمناسبة لا بد أن نذكّر كل من لا يحب أن يتذكّر، بخيبة أمل من انتظروا سماع أي صوت إدانة لتفجير الحسكة على لسان أحد من زاعمي الوصاية والمتاجرين بتمثيل “طموحات” أهالي المنطقة المستهدفة، ولا من شركائهم في الإقامة والسباق للفوز بحفنة دولارات تلقى عليهم من النوافذ.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18994