نافذة على الصحافة

محلل اسرائيلي: مصالح اسرائيل والسعودية أكثر تقارباً من أي وقت مضى


قال محلل الشؤون العربية في صحيفة يدعوت أحرونوت الاسرائيلية، د. يارون فريدمان، ان تقارب المصالح بين إسرائيل والسعودية، بات اكبر من أي وقت مضى، واضاف أن السعودية ستضطر للاختيار بين ايران واسرائيل.
وكتب فريدمان تحت عنوان "السعودية وإسرائيل قريبتان أكثر من أي وقت مضى" ـن السعودية واسرائيل تخشيان معاً من تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان في ذات الوقت الحرب التي يشنها النظام في مصر ضد الإسلاميين، كما انهما معنيتان بفشل حزب الله في سورية، ولديهما شعور مشترك بأن الولايات المتحدة تركتهما لوحدهما في المنطقة.
وتساءل فريدمان عن احتمال حصول المزيد من التقارب وتطبيع العلاقات بين اسرائيل والسعودية، مشيراً إلى أن محللين سعوديين اعربوا مؤخراً عن خيبة أملهم من التسوية الإيرانية – الأمريكية التي منحت إيران شرعية تخصيب اليورانيوم، معتبراً أن العالم العربي سيجد نفسه في المستقبل القريب، بين دولتين نوويتين هما، إيران وإسرائيل، دون يمتلك العرب قدرات نووية.
وقال فريدمان، أن السعودية تشعر أنها زعيمة العالم العربي، وأنها جزيرة من الاستقرار والقوة الاقتصادية في العالم العربي الضعيف والنازف جراء الربيع العربي، كما انها تُعتبر زعيمة العالم السني المعتدل، وتدعم القوى السنية العلمانية، مثل الجيش المصري الذي يواجه الاخوان المسلمين، وتنظر بكثير من القلق إلى التوتر الحاصل بين تركيا ومصر، على خلفية دعم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للإخوان المسلمين في مصر. واعتبر المحلل فريدمان، أن انهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، سيسمح لها بتعزيز قوتها، وزيادة نفوذها في سورية والعراق والبحرين.
وتساءل فريدمان ما اذا كانت السعودية ستفوت فرصة تاريخية، قائلا ان مصالح السعودية وإسرائيل في الشرق الأوسط، لم تكون متقاربة كما هي اليوم. واضاف، ان السعودية توجهت في العام 2002 الى اإسرائيل، عبر اقتراح جامعة الدول العربية، لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط، مقبل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967. لكن اسرائيل لم توافق بشكل رسمي حتى الآن على المبادرة السعودية، رغم أن سياسيين اسرائلييين كبار، مثل إيهود أولمرت وشمعون بيرس، تعامولا بصورة ايجابية مع المبادرة.
وقال قريدمان، ان هناك الكثير من المعلومات عن لقاءات بين المخابرات الاسرائيلية والسعودية، تجري في الأردن، لتنسيق التعاون بشأن سورية. واضاف، أن الولايات المتحدة تسببت بحصول أزمة خطيرة عندما تراجعت عن شن هجوم عسكري على سورية، وتوصلت إلى اتفاق مع إيران، وهذا اوجد فرصا جديدة امام قادة السعودية واسرائيل.
وبحسب المحلل فريدمان، فقد حذّرت السعودية، الولايات المتحدة من أنها تراهن على "الجواد الخاسر"، على اعتبار ان السنة هم الأكثرية في الشرق الأوسط، وان الشيعة أقلية لا تتجاوز 20%، كما أن النفط السني أكبر من النفط الموجود في المناطق الشيعية. وأشار إلى أن التصريحات التي صدرت عن كبار المسؤولين السعوديين كانت متطابقة جدا مع تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، كقول الطرفين اننا لن نجلس مكتوفي الأيدي إذا أصبح لدى إيران أسلحة نووية.. وان جميع الخيارات لا تزال على الطاولة. ورأى فريدمان، ان المشكلة التي تواجهها السعودية، تكمن في أن التقارب مع إسرائيل يعني خيانة القضية الفلسطينية، في حين ان التقارب مع إيران يعني خيانة المعارضة السورية.
لكن المحلل فريدمان رجح حصول تقارب بين السعودية وإيران، وليس بين السعودية وإسرائيل، وبالتالي حصول تقارب سني – شيعي، بحيث ستكون المسألة السورية في مركز محادثات وتسوية مُحتملة برعاية الدولتين في مؤتمر جنيف الثاني، الامر الذي سيبعد إسرائيل أكثر وأكثر عن المصالحة مع العالم الإسلامي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=1892