نافذة على الصحافة

السفير اللبنانية: هكذا اخترق الموساد.. القمة العربية


نشرت صحيفة السفير اللبنانية مقالاً تحت عنوان "هكذا اخترق الموساد.. القمة العربية" جاء فيه:
قالت الصحيفة : بالرغم من أن الكثير نشر في الماضي عن أشكال التعاون بين بعض أجهزة الاستخبارات العربية والاستخبارات الإسرائيلية، إلا أن نشر معطيات جديدة غالباً ما يشكل مفاجأة لغالبية الناس ومن بين «المعلومات» الجديدة أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت مَن شكّل في الكويت أول شركة طيران لتسيير رحلات منتظمة إلى القاهرة، وأن هذه الشركة بيعت لاحقاً للحكومة الكويتية، لتغدو شركة الطيران الكويتية, ومن بين المعلومات أيضاً دور الاستخبارات الإسرائيلية في اغتيال المناضل المغربي المهدي بن بركة.

وأوضحت الصحيفة أن مصدر تلك المعلومات التحقيقات الفرنسية ومن بين ما يكشف التحقيق الجديد أنه كان هناك تعاون بين الاستخبارات الإسرائيلية والاستخبارات الفرنسية في ملاحقة نشطاء الثورة الجزائرية وقادتها، وخصوصاً في مصر، وكانت فرنسا المقر المركزي للاستخبارات الإسرائيلية في أوروبا.

وأضافت.. يبيّن التحقيق أنه «عبر باريس، تم تعبيد طريق الموساد للانتشار في أفريقيا وآسيا، وتحول إلى أحد الأجهزة الأشد نشاطاً في هذه المناطق, وفي المقابل، حصل الموساد على إذن بالعمل بشكل شبه حر تقريبا في هذه الدول، وجمع معلومات عن الدول العربية، وعن نشطاء المعسكر السوفياتي  وأهم هذه التحالفات كان حلف المحيط، بين الموساد ونظرائه في تركيا وإيران وإثيوبيا، والذي غدا منصة تنسيق استخباري بين هذه القوى الإقليمية. لكن الموساد وضع نصب عينيه هدفا يتوق إليه، وهو المغرب.

ويضيف التحقيق: «السبب واضح: المغرب دولة عربية، ولديها علاقات وثيقة مع الأعداء الأساسيين لإسرائيل, ومع ذلك، فإنّ المغرب دولة معتدلة، لا حدود لها مهددة مع إسرائيل، ويقف على رأسها ملك موال للغرب، نسبياً، وهو الحسن الثاني. والعلاقة الاستخبارية مع المغرب بدأت العام 1960، حين كان الحسن الثاني ولياً للعرش. بعد سنة من ذلك، وعند تتويجه ملكاً، طلبت إسرائيل من الحسن السماح ليهود المغرب بالهجرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون وصل ذروته في أيلول العام 1965، حين عقد في الدار البيضاء مؤتمر القمة العربية، الذي بحث في إنشاء قيادة عربية مشتركة لمحاربة إسرائيل مستقبلاً, وسمح الملك الحسن الثاني، للموساد بمراقبة المؤتمر عن كثب, ويقول رافي إيتان: "فور انتهاء المؤتمر قاموا بتسليمنا كل المعلومات الضرورية ولم يحجبوا عنا شيئاً".

وبحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، فقد «كان لهذه المعلومات أهمية كبيرة، إذ وفرت إطلالة على نمط التفكير وطبيعة الإدارة المركزية لخصوم لإسرائيل. وفي تلك القمة تبيّن أن قادة الجيوش العربية أبلغوا أنّ قواتهم ليست مستعدة لحرب جديدة مع إسرائيل, وهذه المعلومات كانت أحد الأسس التي قادت إلى الهجوم المباغت في حزيران العام 1967 وإلى النصر الساحق في حرب الأيام الستة».

وختمت الصحيفة بـ وللإشارة فإنّ القمة العربية عقدت في أيلول العام 1965، واختطاف المهدي بن بركة جرى في 29 من الشهر التالي، أي تشرين الأول العام 1965, هذا ما دفع الباحثين الى الكتابة بأن "في عالم الاستخبارات ليست هناك هدايا مجانية".

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=18872